غرقت مساكن الحرمين التابعة لحي ثان المنتزة بمياه الصرف بعد عجز الصرف الصحي عن احتواء أزمة تحطم الماسورة الرئيسية بشارع 30 علي مدار أسبوعين بعد تهالكها لترتد مياه الصرف إلي المناطق التي كان من المفروض أن تسحب منها منذ البداية. انتشرت الروائح الكريهة بين المساكن التي تعد أكبر كتلة للمساكن الشعبية بالاسكندرية وامتنعت السيارات من الدخول إلا كبيرة الحجم منها نظرا لارتفاع منسوب المياه وتراكمت القمامة علي مداخل المساكن لنفس المشكلة واصبح التوك توك وسيلة المواصلات الوحيدة التي تقبل الدخول لهذه المنطقة بعد انتشار الروائح الكريهة والحشرات والذباب بالشوارع الجانبية والأزقة وغرقت المحال التجارية. محمد صبري مهندس يقول: لقد كانت بداية الكارثة في حدوث هبوط أرضي بالخط الرئيسي للصرف الصحي في شارع 30 وذلك في شهر اكتوبر من العام الماضي وللأسف لم تهتم شركة الصرف الصحي باصلاح الخط وإجراء عمليات احلال وتجديد سريعة ومع تغيير القيادات بالشركة استمرت حالة تجاهل المشكلة وهو ما أدي إلي الكارثة التي نعاني منها الآن بعد أن توسعت منطقة الهبوط ونتج عنها كسر الماسورة المتهالكة وحفرة عميقة تزداد باستمرار ويتسع نطاقها وهو ما أدي إلي غرق منطقة مساكن الحرمين ومناطق المندرة وخاصة المنخفض منها بمياه الصرف الصحي بعد أن أصبحت ترتد إلي هذه المناطق بعد اغلاق الماسورة الرئيسية ولولا قيام القوات المسلحة بانشاء بيارة صرف صحي اسفل كوبري المنتزة لكان حجم الكارثة بالكوبري أكبر بكثير من احتوائها. يقول عطية المصري صاحب محل: لقد غرق محلي وبضاعتي ووصلت خسارتي إلي خمسة آلاف جنيه حتي الآن. يضيف عماد مرعي: هناك تقاعس من هيئة الصرف الصحي فالعمال يأتون طوال اليوم ويجلسون علي المقاهي والمياه موجودة أمامهم دون أن يسحبوها وهو ما أدي إلي تراكم المياه المحملة بالمخلفات والفضلات الآدمية يوما بعد يوم ونتج عنها روائح كريهة أصبحت تخترق المنازل حتي النوافذ المغلقة. يضيف حسين علي من أهالي المنطقة: هل من المعقول اننا علي مدار ثلاثة اسابيع لا نستطيع انقاذ المنطقة من كسر ماسورة الصرف الصحي التي تحطمت نتيجة الاهمال في تغييرها مبكرا. لقد اصبحت السيارات تخاف من دخول المنطقة وسيارات الأنابيب اصبحت تترك الأنابيب علي مدخل المساكن وكل مواطن يحتاج أنبوبة يسير بها في مياه الصرف ويدخل بها لمنزله وهو ما جعل المعاناة مضاعفة نظرا لاحجام عمال الصرف عن العمل. يقول جمال محمد عبدالمعطي "صاحب مقهي": الزبائن هربوا من المقهي بعد انتشار الروائح الكريهة والمخلفات التي أصبحت تدخل إلي المقهي مع المياه المتراكمة ولا نعرف كيفية إزالتها ونحن في خراب بيوت ووقف للحال. أما نعمات حنفي فتقول: حياة أولادنا في خطر فالناموس والذباب مع ارتفاع الحرارة وتراكم المخلفات والقمامة اصبحت تهدد حياة الاطفال. اضافت لقد انقذت العناية الالهية ابني الصغير بعد أن انزلق في مياه الصرف الصحي واصيب بكدمات وانتشله المارة من المياه. يقول عزت محمود: استغثنا بحي المنتزة ثاني والصرف الصحي وفي كل مرة نسمع وعودا وردية ولكن في الحقيقة أن حركة العمل بطيئة وهناك عجز في احتواء الأزمة. يقول علي محمد: ساهم ارتفاع درجات الحرارة في تبخير المياه لتبقي الفضلات والمخلفات دون تدخل من مديرية الصحة لرش المنطقة بالمبيدات حتي لقتل الناموس والذباب والقوارض التي انتشرت بكثافة. مضيفا أن أكوام القمامة انتشرت علي مداخل المنطقة بأكملها بعد أن رفضت عربات شركة القمامة الدخول إلي منطقة المساكن بسبب ارتفاع منسوب المياه وغرقت القمامة في مياه الصرف.