مازالت الإسكندرية تعاني من مشكلة القمامة لليوم السادس علي التوالي من إضراب عمال القمامة احتجاجاً علي عدم صرف المرتبات حتي أصبحت بما يشبه التلال بغرب الإسكندرية وانتشر "النبيشة" في جميع أنحاء الثغر للعمل دون حسيب أو رقيب حتي الكورنيش لم ينج هو الآخر من أكوام القمامة. في البداية يقول الدكتور ياسر زكي رئيس لجنة الصحة السابق بالمجلس المحلي للمحافظة والأستاذ بكلية الطب نحن أمام كارثة فتراكم القمامة بهذه الصورة غير المناسبة لمحافظة ساحلية أدي إلي انتشار القوارض والحشرات الناقلة للمرض خاصة مع ارتفاع درجات الحرارة والرطوبة ولم تعد المشكلة تمثل تدهور بيئي وحضري فحسب ولكن تجعل المحافظة مهددة بالأوبئة مثل التيفود وفيروس الكبد وغيرها من الأمراض بالإضافة إلي التلوث عبر طبقات الأرض فالقمامة المتراكمة عدة أيام فوق بعضها البعض مع ارتفاع درجة الحرارة تؤدي للتحلل وهو ما أدي إلي غرق المنطقة المحيطة بها في مياه بقايا الطعام التي تحللت ومع سيرنا في الطريق تلتقط الأحذية جميع هذه المكروبات لندخل بها علي منازلنا ناقلين الأمراض وبالطبع الشوارع لا تغسل وهو ما يجعل الخطر سيهدد الإسكندرية لفترات بعيدة حتي مع جمع القمامة ستظل الآثار باقية. أما سمية بدوي موظفة فتقول لمن نلجأ فقد اشتكينا للمحافظ والنائبة ورؤساء الأحياء من ان صناديق القمامة الكبيرة الموضوعة بحرم الترام والمطلة علي المنازل هي كارثة في حد ذاتها ولا تناسب الموقع الموجود فيه فنفاجأ بالإضراب ليزيد من حجم المأساة مع إضراب عمال القمامة حيث أصبحت القمامة متراكمة داخل وخارج الصندوق انتشار النباشين والفريزة الذين يقومون بفرز القمامة في عز النهار وبعثرتها بعرض الطريق دون حسيب أو رقيب. يضيف نجيب الحملي صاحب مطعم هرب زبائني الذين لم يعودوا يحتلمون الرائحة الكريهة والقاذورات والذباب والناموس الذي يهاجمنا ليل ونهار وأضاف ان في الأيام العادية القمامة تجمع كل يومين أو ثلاثة وتتراكم فما بالكم عندما تظل في مكانها لمدة ستة أيام ولا نجد من ينجدنا فالمأساة يعاني منها كل أصحاب المطاعم والمقاهي المطلة علي حرم الترام وفي الميادين ولم تفلح جميع محولاتنا من رش المبيدات أو الروائح الطيبة لإعادة الزبائن المفقودة. يضيف حسين صديق المحامي أين محافظ الإسكندرية فأنا أدعوه للنزول من مكتبه والمرور بشارع جمال عبدالناصر ومينا البصل والعجمي أو حتي أمام الفنادق السياحية ليشاهد أكوام القمامة التي أصبحت منفرة لأي سائح ويفكر في زيارة الإسكندرية فما بالكم بأهل الثغر أين يذهبون؟ يضيف محمد عبدالله موظف الشكلة ليست فقط في القمامة بل "العربجية" الذين أصبحوا يلقون بقمامتهم التي يجمعونها من المنازل والمطاعم مستغلين الأزمة نظير مبالغ مالية ويلقون المخلفات في وسط الطريق للتخلص منها وهو ما يزيد من حجم المشكلة كما أن تجار الأسواق يلقون بمخلفات اليوم علي حرم الترام أو في الطريق العام للتخلص منها بعيداً عن منطقة عملهم حتي بائعو القصب أصبحوا يلقون مخلفاتهم في الطريق دون أي غرامة تذكر من الأحياء وكأنهم بعيدون عن الأزمة. تقول هند عبدالله ربة منزل إن القمامة أصبحت تتراكم أمام المدارس وتفوح رائحتها الكريهة داخل الفصول المدرسية ولا أدري أين المحافظ من هذه الكارثة.