أصبحت وسيلة المواصلات الآمنة في الاسكندرية وهي "الترام" نموذجاً بشعاً للإهمال وانعدام النظافة بعد أن اختفي العمال الذين يقومون بتنظيف العربات من مخلفات الركاب ليتركوها غارقة في القمامة. والتي تراكمت أيضا فوق القضبان. شجع انتشار القمامة بصورة مكثفة علي المحطات خاصة الموجودة بالأسواق البائعين علي رمي مخلفاتهم في حرم سير الترام من بقايا الخضروات والفواكه التالفة لتترك رائحة تزكم الأنوف مثل محطات كيلوباترا والإبراهيمية وباكوس. كما يلقي بائعو المواد الغذائية والسندويتشات والكشري بقايا الأطعمة علي المحطات التي تم تجميلها منذ عامين. وتم تزيين جدرانها بشعارات الثورة التي اختفت حاليا بعد أن قام أطفال الشوارع بنزع المقاعد وتحطيم اللوحات الإرشادية والزجاج المزين للمحطات. أثارت تلك الظواهر السلبية المواطنين السكندريين واتهموا روادالمدينة بإتلاف كل ما هو جميل وعريق في عروس الثغر. نظراً لقلة وعيهم وعدم اهتمامهم بأبسط قواعد النظافة. اتهم أحمد سالم موظف جامعي القمامة بعرباتهم الكارو في إحداث تلك الفوضي. حيث يقومون بالتجوال علي مناطق الأسواق الشعبية لفرز القمامة المتخلفة ويقومون بإلقائها في الشارع وتكديسها في حرم سير الترام بعد أخذ ما يلزمهم منها. أكد أنه ظهرت لأول مرة فئة جديدة منهم تتمثل في بناتهم ونسائهم المنتقبات في مساعدتهم لفرز القمامة "عيني عينك" في الشارع وعلي مرأي ومسمع من المواطنين والمسئولين الذين لا يجرؤون علي مساءلتهم. لأنهم في أغلب الأحوال من البلطجية المسلحين. أضاف أشرف عبدالنبي موظف مقيم بمنطقة باكوس أن شوارع الإسكندرية أصبحت مقلباً كبيراً للقمامة بكافة أنواعها. حتي أن أصحاب العقارات أيضا يقومون بإلقاء أكوام الحجارة والطوب بحرم الترام بعد قيامهم بالهدم والبناء ولا حياة لمن تنادي. حيث ان القوانين والمخالفات لا تطبق عليهم. وأصبحوا يتحدونها تحدياً سافراً. ويتساءل: اين المسئولون واين محافظ الاسكندرية الذي لم نره في أي موقع يتفقد أحوال المدينة؟! أشار حبشي عبدالمنعم أعمال حرة إلي أن قلة الوعي لدي المواطنين أسفرت عن تلك الفوضي. خاصة أنهم أصبحوا لا يخشون القانون. وزاد الطين بلة ظهور الباعة الجائلين الذين يفترشون الأرصفة والمناطق الحيوية بالمدينة ويتركونها في حالة يرثي لها من الفوضي وانتشار مخلفاتهم لتزاحم المواطنين في سيرهم بالشوارع وشوهوا حتي المواصلات. ومنها الترام بالطبع. أكد أحمد فارس عامل أن ترام الإسكندرية كان منذ سنوات مضت مثالاً للنظافة والالتزام. ولكن الآن يتحول حاله من سييء إلي أسوأ. والمسئولون في غيبوبة غير مبالين بالحالة المتردية التي وصل إليها في ظل ازدياد إقبال المواطنين عليه. لأنها وسيلة مواصلات سهلة. وفي نفس الوقت في متناول الجميع.. فأين مراقبة الأجهزة المعنية عليه؟! أكدت كل من مرفت صبحي وسارة حمدي -موظفتان- أنه كان من المفترض بعد التطوير والتجديد الذي شهدته محطات الترام أن تتم صيانتها من فترة لأخري للمحافظة علي شكلها الجمالي والحضاري ومتابعة العاملين بها لضمان عملهم بطريقة إيجابية. ولكن للأسف لا يقوم أحد بدوره ولو حتي بأقل قدر من الجهد. لذلك أصبحت عربات الترام في حالة يرثي لها. خاصة أن روادالمدينة من الباعة ؟ يقومون بركوبها مع بضائعم ووسط الركاب بالرغم من مخالفة ذلك للقوانين. ولكن للأسف يقوم بمساعدتهم في تحميل بضائعهم بالعربات.. فمتي ستعود تلك المواصلات لعهدها القديم في النظافة والالتزام؟! أضافت مرفت حسن -مديرة بإدارة الجامعة- أنه للأسف عقب أحداث الثورة وما أحدثته من تغيرات في المجتمع أصبح كل فرد يفسر الحرية بمفهومه ومنظوره الشخصي. وكانت النتيجة سلبية علي المظهر الجمالي لعروس الثغر. ولأن الترام وسيلة المواصلات للمواطن البسيط فلابد من النظر بعين الاهتمام إليها.