علي مدي ثلاثة أيام متتالية - 10 و11 و12 مارس الجاري - قدم الصديق الأستاذ الدكتور إبراهيم البحراوي دراسة علمية رصينة وضافية علي صفحات "المصري اليوم" تدحض أكاذيب د. يوسف زيدان التي رددها علي شاشات الفضائيات وسطرها في عدة مقالات لينفي بها عروبة القدس ويدعي أن المسجد الأقصي المقصود في القرآن الكريم ليس بالقدس بل بين مكة والطائف ولينفي معجزة الإسراء عن النبي محمد صلي الله عليه وسلم ويزعم أن الأقرب للفهم أن يكون الذي سري هو موسي عليه السلام.. وقد انتهي د. البحراوي إلي أن هذه الأكاذيب هدفها التنازل عن القدس والأقصي للإسرائيليين بأي طريقة... وبما يفوق الأضرار الوطنية والقومية التي تسبب فيها توفيق عكاشة. في هذه الدراسة أثبت د. البحراوي الحقائق التالية: * المزاعم التي تكلم بها يوسف زيدان ليست من بنات أفكاره وأبحاثه وإنما نقلها كاملة عن د. مردخاي كيدار أستاذ الدراسات العربية والإسلامية بجامعة بار إيلان الإسرائيلية.. وقد كتبها ورددها في برامج إعلامية عديدة منذ سنوات.. في محاولة لانكار الحقوق العربية في القدس وإدعاء أنها ملك لليهود بما في ذلك المسجد الأقصي. * القدس كانت مدينة ومملكة عربية المنشأ والسكان والملاك الأصليين قبل ظهور الديانات السماوية الثلاث. اليهودية والمسيحية والإسلام. بل قبل خروج بني إسرائيل من مصر ودخولهم فلسطين.. فقد كانت القدس مملوكة لقبيلة يبوس العربية الكنعانية التي خرجت من الجزيرة العربية وهاجرت إلي فلسطين وأنشأت القدس "أورسالم" ثم "أورشاليم" منذ أكثر من أربعة آلاف سنة.. أي قبل ظهور قبائل أو أسباط بني إسرائيل - أوبني يعقوب - علي وجه الأرض بمئات السنين. * كانت القدس العربية محمية مصرية تابعة للتاج المصري قبل 500 سنة من ظهور ونجاح النبي داوود في غزو المدينة بالسيف في القرن العاشر قبل الميلاد.. طبقا لما ظهر في المستندات التاريخية التي تم اكتشافها في تل العمارنة بمحافظة أسيوط في بدايات القرن العشرين والمعروفة لدي علماء الآثار بلوحات تل العمارنة. وهي عبارة عن مكاتبات ورسائل تعبر عن ولاء ملوك القدس العرب اليبوسيين لملوك مصر وطلب الحماية والمدد العسكري منهم خلال القرنين الخامس عشر والرابع عشر قبل الميلاد.. فالوجود المصري في فلسطين سابق علي الوجود اليهودي. * إن حق الملكية التاريخي في القدسوفلسطين هو للعرب الذين عاشوا علي هذه الأرض ولم يتركوها وتعايشوا مع كل الأعراق والأجناس التي وفدت إليهم عبر تاريخ طويل بالهجرة أو بالغزو من مصريين ورومان وأتراك وإسرائيليين وصليبيين ومماليك.. وليس هذا الحق التاريخي للمهاجرين اليهود الذين جاءوا من أوروبا ومن الشرق والغرب في القرن العشرين لإقامة دولة صهيونية بقوة السلاح عام 1948 وشردوا أصحاب الأرض الأصليين. * الكتب المقدسة لليهود تكشف أن المالك الأصلي والحقيقي للقدس هم العرب اليبوسيون وقد ظلوا وحدهم صامدين في مدينتهم لأكثر من قرنين في مواجهة محاولات بني إسرائيل لاقتحامها بعد خروجهم من عبودية مصر مع موسي ودخولهم فلسطين بقيادة يشوع بن نون في القرن الثاني عشر قبل الميلاد.. ثم لم يفارقوا مدينتهم حتي بعد الاحتلال الإسرائيلي بقيادة داوود. "سفر يشوع وسفر القضاء". * كان طبيعيا أن تحتفي وسائل الإعلام الإسرائيلية بأكاذيب د. يوسف زيدان وتعتبرها حقائق واكتشافات أكاديمية عظيمة رغم أن زيدان لم يفعل أكثر من أنه يردد مزاعمهم ويروج بضاعتهم التي صنعها مردخاي كيدار.. وقد أسبغت محافلهم الإعلامية والبحثية والأكاديمية علي زيدان القابا فخمة مثل الفيلسوف والمفكر والباحث.. ووضع موقع صحيفة "معاريف" الإسرائيلية عنوانا عريضا يقول: "الحرم القدسي أصبح في أيدينا.. هذا هو المثقف المصري الذي يمنح المسجد الأقصي لنا". بقيت في النهاية كلمة طيبة صادقة يوجهها د. البحراوي ونحن معه إلي د. يوسف زيدان يقول فيها: "أرجوك أن توقظ ضميرك وتستيقظ من أوهامك.. إنك بكل ما تقوله عن القدس تقوم في الحقيقة بتوجيه طعنات لظهور الأطفال العرب الذين يمارسون حقهم الشرعي المنصوص عليه في المواثيق الدولية وهو حق مقاومة الاحتلال ومنعه من إجراء أي تغييرات سكانية أو جغرافية أو ماسة بالتراث.. إنهم أطفال عرب فلسطينيون أصحاب حق والورثة التاريخيون الحقيقيون للقدس وهم يتلقون عنا طلقات جنود الاحتلال في صدورهم.. والأولي بك أن تساندهم وتدعم حقوقهم بفكرك لا أن تساند الغاصبين المحتلين الصهاينة".