لا أعرف سبباً للتهكم علي محافظ السويس لاقتراحه صيد الكلاب وتصديرها كحل لمشكلة الكلاب الضالة التي تنتشر بأعداد هائلة في كل الشوارع بكل المحافظات.. أولاً الاقتراح الذي قيل إنه دخل حيز التنفيذ بالفعل لا غبار عليه فهناك دول تأكل الكلاب وتعتبرها وجبتها الأساسية مثل الصين وكوريا فلماذا لا نصدرها لهم بدلاً من تركها تهدد المارة بالعقر وتزعجهم ليلاً بالنباح؟.. ثانياً اقتراح المحافظ يترجم يأسه من الحلول التقليدية في التعامل مع هذه الظاهرة فعملية القتل سواء بالرصاص أو السم تلقي معارضة شرسة من جمعيات الرفق بالحيوان وفي نفس الوقت هي لا تتم بالجدية والانتظام اللذين يحققان الهدف وهو تقليل الأعداد تدريجياً حتي يتم القضاء عليها. تصدير الكلاب سوف يحقق دخلاً كبيراً بدلاً من إنفاق الملايين بلا طائل بحجة أن الدولة تكافح الكلاب الضالة بينما الكلاب ترتع في الشوارع وتنهش المارة بلا رحمة.. فوفقاً لأرقام عامين سابقين نستورد بمائة مليون جنيه سنوياً سموماً لقتل الكلاب وفي حالة استخدام الرصاص فالطلقة الواحدة يزيد ثمنها علي 15 جنيهاً.. أما الاقتراح الذي تتبناه جمعيات الرفق بالحيوان وهو تعقيهما لمنع الإنجاب والتكاثر فإنه يتطلب أيضاً ملايين الجنيهات وجهداً جباراً في جمع الكلاب وإجراء تلك الجراحة لها وهو عمل لا يلقي حماساً من البيطريين المنوط بهم هذا الإجراء. أما في حالة تعرض أي مواطن للعض من أحد الكلاب فإنه لابد فوراً من أخذ حقن المصل المضاد وإلا فالموت هو مصيره المحتوم خلال أيام معدودة.. وقد لا يعلم الكثيرون أننا نستورد سنوياً 600 ألف جرعة من أمصال علاج داء السعار تتكلف ملايين الجنيهات والأرقام تقول إن حالات تعرض المواطنين للعقر تتعدي نصف مليون حالة وهناك حالات وفاة نتيجة تأخر العلاج لغياب التوعية رغم توفر المصل مجاناً في مستشفيات وزارة الصحة وجدية تعامل الأطباء والممرضات مع الحالات. نعود إلي ما قاله محافظ السويس من أنه اتفق مع أحد رجال الأعمال لصيد الكلاب وتصديرها فلماذا لا نتركه يخوض التجربة ونتابع النتائج وفي حالة نجاحها يتم تعميمها.. ويمكن الاستعانة بخبرة الصين وكوريا في هذا المجال بدلاً من ردود الفعل الساخرة من بعض السطحيين الذين لا يملكون غير ذلك ولم يفكر أحدهم في تقديم ولو اقتراح واحد عن كيفية مواجهة تلك المشكلة الحقيقية.. فكل شارع في مصر يحتله عشرات الكلاب الضالة المسعورة التي تقلب حياة المواطنين جحيماً ليلاً ونهاراً ولا توجد خطة متكاملة تضمن حلاً نهائياً.. وفي رأيي أن محافظ السويس اللواء أحمد الهياتمي حاول أن يفكر خارج الصندوق فكان جزاؤه التهكم علي أفكاره. فهل هذه رسالة لكل من يحاول الخروج علي النمط التقليدي في مواجهة مشاكلنا؟!! الفساد وأرصفة وسط البلد!! منذ شهور قليلة شهدت شوارع وسط البلد حركة نشطة لإعادة تبليط الأرصفة ورحبنا جميعاً بذلك وأشدنا به.. لكن يا فرحة ما تمت فالأرصفة بدأت تتهالك والبلاط تكسر وامتلأت الأرصفة بالحفر العميقة.. ومن الواضح أن البلاط المستخدم سيئ وغير مطابق للمواصفات.. إنه الفساد يمشي بثبات علي الأرصفة مادام الحساب غائباً!!