خلال جولة وزير النقل د. سعد الجيوشي في محطة سيدي بشر بالإسكندرية قال لصراف التذاكر "اللي يدخل بيته فلوس حرام ممكن أولاده يصابوا بالسرطان". توقفت أمام هذه الكلمات وتساءلت هل من الممكن أن تمس قلوب الناس التي اعتادت استنزاف وسرقة المال واتخذت مسميات غريبة لتبرر أفعالها المشينة لم يعد المال الحرام يشكل قلقا أو خوفا لدي فئات كثيرة غيبت ضمائرها بدعوي الحاجة وقلة الرزق وضيق العيش وحين يغيب الضمير تفتح جهنم أبوابها بسيل من الجرائم رشوة واختلاس ومخالفة القواعد والأحكام المالية التي تنظم تحصيل أو انفاق أو إدارة المال العام. نحن نعيش في مجتمع اختزل القيم والأخلاقيات في مسميات الشطارة والفهلوة. مجتمع يعشق المراوغة والكذب والاهمال والفساد مجتمع أدمن التعدي علي القوانين وطال الفساد طبقات تنوعت اجتماعيا وثقافيا ووظيفيا وماديا لم يفرق بين موظف صغير أو مسئول كبير وحتي أصحاب النفوذ والملايين جميعهم غارقون في بحور المال الحرام والدليل قضايا لا حصر لها. إصلاح النفوس يتطلب صحوة ضمير حتي ينصلح حال البلد. "الاستيراتيجية الوطنية" منذ إعداد الاستيراتيجية الوطنية لمكافحة الفساد والحفاظ علي المال العام والارتقاء بمستوي الأداء الإداري إلي جانب تبنيها العديد من المبادئ من أهمها ترسيخ مبدأ المساءلة والمحاسبة دون أي مجاملة أو تمييز واعطاء رسالة قوية أن محاربة الفساد والوقاية منه مسئولية مشتركة لكافة سلطات الدولة والمجتمع علي أرض الواقع لم نعرف حجم الأهداف التي تحققت ومدي التزام مؤسسات الدولة بتطبيق خطوات هذه الاستيراتيجية وما هي نقاط القوة والضعف في آليات التطبيق؟! من حقنا ان نتعرف علي نتائج الجهود المبذولة أولا بأول. "الوقفات الاحتجاجية" في هذه الظروف الاقتصادية الحرجة استشعر القلق من تزايد حالات الوقفات الاحتجاجية التي تضرب عرض الحائط بما ننشده من استقرار. من حق الناس أن تطالب بحقوقها وأن يرفع عنها الظلم ولكن قبل ذلك علينا أن ندرك ونؤمن بأن اصلاح الأحوال لن يكون إلا بالعمل والجهد. ضبط الأداء ليس ترفا بل ضرورة ملحة علي كافة المستويات وفي كل المؤسسات. "الثانوية العامة" المطالبة بعودة الثانوية العامة القديمة حملة يقودها بعض أولياء الأمور لجمع توقيعات لإلغاء النظام الحالي شيء مؤسف إننا حتي هذه اللحظة مازلنا ندور في فلك هذه الدوامات والعالم من حولنا يرتكز علي تعليم يعتمد المعرفة والابتكار والتكنولوجيا ليحقق التنمية البشرية القادرة علي الإبداع. التعليم أحد المحاور الهامة ضمن استيراتيجية التنمية المستدامة 2030 ومع ذلك لا أحد يعرف خطة الحكومة تجاه مؤسساتنا التعليمية في كل مراحلها بداية من المدرسة وحتي الجامعة وكيف سيتم الارتقاء بها لبناء قدرات ابتكارية خلاقة وفاعلة في المجتمع؟! وكيف يمكن عبور هذه الفجوة التعليمية في خلال 15 عاما؟!