في الفترة الأخيرة وقعت سلسلة من الجرائم البشعة وحصدت أرواح الأبرياء من رجال القوات المسلحة والشرطة والمواطنين والمثير أن هذه الجرائم تمت بتدبير وتخطيط وأعمال تفجير لعبوات ناسفة وسيارات مفخخة يقف وراءها إرهابيون يعملون بتوجيهات لجماعات ضالة ومضللة احترفت سفك الدماء دون وازع من ضمير ومع الأسف الشديد أن هؤلاء المجرمين ينتمون لجماعات نزعم أنها تنتمي للإسلام والدين الحنيف منهم براء. ولعل ما تكشف خلال الأيام القليلة الماضية من وقائع مذهلة. أحاطت بجريمة اغتيال المستشار هشام بركات النائب العام السابق يتأكد أن جماعة الإخوان المسلمين وما انبثق منها من جمعيات تحت أي مسميات أنها استطاعت استقطاب مجموعة من الطلاب بجامعة الأزهر للقيام بهذه الجريمة الشنعاء وتمويلهم وتدريبهم وفق اعترافاتهم مما يدق ناقوس الخطر لحماية الشباب من تلك الأفكار الضالة والمضللة والتي استشرت بصورة تتطلب وقفة حاسمة وحازمة في عدة اتجاهات لمواجهة هذه الأفكار!! يتصدر هذه الوقفات والخطوات تعديل التشريعات الفضائية بسرعة ودون أي تقاعس أو تكاسل لتطبيق العدالة الناجزة وتعديل قانون الإجراءات الجنائية وأن يتم ذلك بواسطة رجال القانون وخبرائه وهم بحمد الله كثير في مصر كما أن لدينا مجلس النواب ويضم كفاءات قانونية ويتعين أن تتضافر كل الجهود لاطلاق يد رجال القضاء وسدنة العدالة لإنجاز القضايا والتخلص من هذه العدالة البطيئة التي عانينا منها علي سنوات طويلة.. لدينا في مصر قضاء شامخ العدالة تغلي في عروقهم لكن نصوص القانون تغل أيديهم وناهيك عن الحيل التي يلجأ إليها المحامون في دفاعهم أمام منصة العدالة وكم شاهدت في ساحات المحاكم من أمثلة ونماذج لتعطيل سير العدالة ومنها طلب رد المحكمة التي تنظر الدعوي والغرض الوحيد إحالة فترة التقاضي مما يستهدف بصورة خبيثة موت القضية كي ينساها المجتمع ويلغي النسيان وبالتالي يتحقق الغرض الخبيث.. ونتيجة لكل ذلك تري جريمة الثأر قد انتشرت في المجتمع خاصة في الصعيد بسبب هذا البطء وتلك الإجراءات التي تعطل سير القضايا بما يدفع الخصوم لاقتناص الحق والثأر بأيديهم مما يتنافي مع أمة تمتلك هذه الكفاءات من الرجال والخبراء في القانون ومختلف الإجراءات. وكم بح صوت الكثيرين للتخلص من هذه الأساليب التي عفا عليها الزمن وتؤدي إلي التخلف والتدهور!! لقد حان الوقت لاتخاذ الإجراءات والتشريعات لتطبيق العدالة الناجزة خاصة لمواجهة هؤلاء الإرهابيين والفاسدين.. فقد رأينا وعشنا أياماً عصيبة مئات الشهداء من أبناء مصر تحصدهم أيد الإرهابيين في خسة وندالة ورغم مدة طويلة لايزال هؤلاء يرقصون في السجون ويتمتعون بكل الوسائل وناهيك عن لجنة حقوق الإنسان حين تزور هذا السجين وتطالب بتوفير كل متطلباته. ولا شك أنه لا بديل عن العدالة الناجزة للقصاص من هؤلاء القتلة وسفاكي الدماء. ان أرواح هؤلاء الشهداء تستصرخ ضمائر كل أبناء مصر لاتخاذ الإجراءات التي تكفل تنفيذ العدالة بأقصي سرعة.. أن أرامل وأبناء وأهل هؤلاء الشهداء يتطلعون إلي يوم القصاص.. الحسرة تنتابهم وبعضهم خاصم النوم قلقاً وحزناً لفراق هؤلاء الشباب في جرائم إرهابية تركوا أطفالاً بعضهم لم يسعد برؤية الأب التي اغتالته يد الغدر والخسة في لحظات غادرة وبتخطيط آثم. فإلي متي تترك هؤلاء يصرخون وإذا لم تستطع النهوض بهذه المهام فإن الأمور سوف تتطور وتزداد الصورة سوءاً.. الأمر أصبح لا يحتمل الانتظار بأي شكل من الأشكال. لابد من نسف العراقيل والاطاحة فالمعوقات فالأخطار بلا توقف وكل يوم.. يسقط شهداء. حقيقة أصبح الأمر لا يحتمل الانتظار أكثر من ذلك خاصة أن الاعترافات التي أدلي بها الجناة تنبئ بوقائع في انتظارنا جميعاً نيران الإرهاب لن ينجو منها أحد.. والعدالة الناجزة هي الطريق الوحيد لاستعادة الحقوق والقصاص من القتلة وفي نفس الوقت مواجهة الفساد والفاسدين وحماية المجتمع من حيلهم الماكرة لتعطيل مسيرة الأمة واتخاذ الإجراءات التي تكفل تعويض السنوات العجاف. الصورة التي نراها ماثلة أمام الجميع تتطلب سرعة تعديل التشويهات وتطبيق العدالة الناجزة والسريعة كي ترتاح قلوب الأمهات الثكلي وتقتص للمجتمع.. إذ ليس من المعقول أن نري جريمة مكتملة الأركان ثم نظل ننتظر سنوات وسنوات وربما يموت الابن أو الأم دون أن تري القصاص من المجرم والمجتمع لا يحصل علي حقه من الفاسدين. وفي النهاية إذا لم نستطع تحقيق هذا الإنجاز بصورة سريعة فيجب أن يتم إحالة قضايا الإرهاب والفساد للقضاء العسكري.. يا سادة كفانا انتظاراً.. الشهداء يتساقطون يومياً والفساد يستشري!!