أسئلة كثيرة ومتعددة وردت إلي "المساء الديني". يسأل أصحابها عما يفيدهم في أمور دينهم ودنياهم. بعض هذه الأسئلة عرضناها علي فضيلة الشيخ صبري ياسين دويدار وكيل وزارة الأوقاف بالقليوبية فأجاب بالآتي: * يسأل إبراهيم مرسي سعيد: هل يجوز التبرع من زكاة المال لإعمار المساجد؟ ** عمارة المساجد بينها الله تعالي بأنها من صفات المؤمنين حيث يقول سبحانه: "إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ" وإعمار المساجد شيء حث عليه الإسلام. والتبرع بجزء من زكاة المال لإعمار المساجد جائز شرعًا. بل وحض عليه النبي صلي الله عليه وسلم إذ يقول "مَنْ بَنَي لِلَّهِ مَسْجِدًا يُذْكَرُ فِيهِ اسْمُ اللهِ تَعَالَي. بَنَي اللهُ لَهُ بِهِ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ". * يسأل "ع ع": شقيقي ينفق أمواله علي شراء المخدرات. وهو يرغب في الحصول علي ميراثه. فهل يجوز حرمانه من الميراث؟ ** المخدرات ضررها كبير علي الفرد والمجتمع. وهي محرمة بنصوص القرآن الكريم والسنة النبوية. وشراؤها والإنفاق عليها إسراف وتبذير. والذي ينفق المال عليها لا عقل له ولا فكر. ويلحق الضرر بنفسه ومع ذلك فإن الميراث حق وفرض فرضه الله تعالي ولا يجوز بأي حال من الأحوال حرمان هذا الأخ المدمن من حقه وميراثه الذي فرضه الله ويجوز إرشاده وإسداء النصح إليه لعله يرتدع وعليه فيجوز رفع أمر هذا المدمن إلي القضاء بعد إعطائه حقه الشرعي في الميراث. وتعيين من يقوم علي حفظ ماله. * يسأل مسعد من بنها: هل الاستحمام يغني عن الوضوء؟ ** الطهارة لها فضلها ومكانتها في الإسلام فالله تعالي "يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ" وقد جعل النبي صلي الله عليه وسلم الطهارة نصف الإيمان فقال: الطهور شطر الإيمان. وعلي هذا فإن الإسلام حث علي الطهارة والاغتسال. والأغسال منها ما هو فرض. ومنها ما هو مسنون. ومنها ما هو مستحب. وبناء علي ما ورد في السؤال فإن الاغتسال المفروض مثل "الاغتسال من الجنابة" لو نوي الإنسان به رفع الحدث أغني عن الوضوء. خلافًا للغسل المستحب فإنه لا يغني عن الوضوء لأن الوضوء فرض. * يسأل أحمد ك: أنا موظف بمصلحة حكومية ومرتبي700جنيه شهري. وهو لا يكفيني وأسرتي فهل يحق لي الحصول علي تبرعات أهل الخير أو مال الزكاة؟ ** التعفف عن السؤال يرفع مكانة الإنسان وقدره حيث قال النبي صلي الله عليه وسلم "خَيْرُ الصَّدَقَةِ مَا كَانَ عَنْ ظَهْرِ غِنًي. وَمَنْ يَسْتَغْنِ يُغْنِهِ اللهُ. وَمَنْ يَسْتَعْفِفْ يُعِفَّهُ اللهُ" وعلي الإنسان أن يبذل قصاري جهده حتي يستغني عن ذل السؤال. وما دام دخل الإنسان لا يكفيه هو وأسرته فلا مانع شرعًا من الحصول علي تبرعات أهل الخير أو أخذ جزء من مال الزكاة لسداد متطلبات الأسرة. بشرط ألا يوقع الإنسان نفسه في ذل السؤال. * يسأل "ن م": ألقيت يمين الطلاق علي زوجتي بعدم زيارة شقيقها. ولكن شقيقها دخل المستشفي لإجراء عملية. وذهبت لزيارته بالمستشفي. فهل يكون وقع اليمين عليها؟ ** الطلاق من أبغض المباحات إلي الله تبارك وتعالي ولا يحق للإنسان المسلم العاقل أن يلجأ إلي الطلاق أو الحلف به علي زوجته حتي لا يهدد استقرار الأسرة. كما لا يحق للزوج أن يمنع زوجته من صلة الرحم. أو زيارة أقاربها إذ إن قطيعة الرحم شيء منهي عنه وهو محرم بصريح القرآن والسنة. وبناء علي واقعة السؤال لا يحق للزوج أن يمنع زوجته من زيارة شقيقها وهذا يمين معلق فإن نوي به الطلاق وقع طلاقًا. وإن لم ينو به الطلاق فعليه كفارة يمين وهي كما قال تعالي: "إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ أَوْ كِسْوَتُهُمْ أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةي فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامي ذَلِكَ كَفَّارَةُ أَيْمَانِكُمْ إِذَا حَلَفْتُمْ وَاحْفَظُوا أَيْمَانَكُمْ". * تسال شيماء م: أقوم بترك العمل من أجل شراء مستلزمات المنزل والعودة للحضور للتوقيع انصراف. فهل هذا إثم؟ علمًا بأن المرتب ضعيف. ورئيسي في العمل يسمح لي بذلك؟ ** العمل عقد بين الإنسان والدولة وواجب علي المسلم أن يلتزم بالعقد لقوله تعالي: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ". وإتقان العمل شيء مأمور به شرعًا ويجعل الإنسان محبوبًا من الله تعالي لقول النبي صلي الله عليه وسلم إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه. وضعف المرتب ليس مبررًا للتلاعب أو التهرب من وقت العمل الرسمي. فهذا إثم وذنب عظيم. وأكل لأموال الناس بالباطل. ورئيسك في العمل مشارك في هذا الإثم وهو مؤتمن علي متابعة عملك من قبل الدولة. وهو مسئول مسئولية كاملة عن متابعة العمل والعاملين. وقد حث الإسلام أن يأكل الإنسان من الطيبات.