طوال سنوات دراستها كانت مخزناً لأسرار صديقاتها ونظراً للبراءة البادية علي ملامح وجهها.. والحنان الذي يشع من قلبها فكانت تحظي بحب واحترام الجميع ودائماً تعود من مدرستها محملة بأسرار وحكايات تسردها فقط لأمها التي كانت تقوم بنصيحتها وتحل لها معظم مشكلات صديقاتها وتؤكد لها بألا تكشف تلك الأسرار لأي شخص حتي لا تهتز صورتها أمام من ائتمنتها علي أسرارها وكي تظل موضع ثقة واحترام الجميع. لم يتغير الحال كثيراً عندما التحقت بالجامعة فقد كانت شخصيتها وحبها لفعل الخير ومساعدة الآخرين تجعلها موضع ثقة فكانت تحظي بصديقات كثيرات وكانت تحمد الله علي حب الناس لها حتي عندما تخرجت استطاعت بسهولة العثور علي عمل بمساعدة صديقة لها وفي عملها الجديد تعرفت عليه.. هو شاب طموح ولكنه خجول نظراً لنشأته الدينية وعاداته التي لم يستطع التخلص منها حتي عندما انتقل للحياة في المدينة كان مرتبطاً ارتباطاً وثيقاً بأسرته وعن طريق العمل معاً نشأت بينهما صداقة متينة تقوم علي الاحترام المتبادل.. تدريجياً بدأت تتعرف علي ملامح حياته ونشأته فقد نشأ في أسرة متواضعة وكان الابن الأصغر الذي طالما انتظره والده كعادة أهل الريف بعد إنجابه أربع بنات هن شقيقاته فكانت بمثابة طوق النجاة لوالدته التي كانت مهددة بالطلاق إذا لم تنجب الذكر وتأرجحت مراحل حياته وسط حب شقيقاته ووالدته وتدليلهن له.. وبين قسوة أبيه الذي كان يريد بث روح الرجولة فيه كي يسلمه مهمة رعاية الأسرة وجاءت له بارقة الأمل في العثور علي عمل بعيداً عن تلك الضغوط النفسية ولأول مرة يحس بأنه يستنشق الحرية التي طالما هفت نفسه إليها ولذلك كان منطوياً علي نفسه خجولاً لا يريد إقحام نفسه في صداقات وأن يكون عليه التزامات حتي لا يعود للدائرة والقيود التي استطاع أن يحطمها ويستقل بحياته بعيداً عن توجيهات ونصائح أسرته. تعاطفت معه كثيراً وتحوَّل تعاطفها إلي حب كبير وكانت تنتظر منه إشارة لتتويج علاقتهما بإطار شرعي.. وبعد أن طال انتظارها فاتحها في رغبته الاقتران بها.. وبالرغم من رفض أسرته هذا الارتباط إلا أنه أصر علي موقفه بعد أن استمد شجاعته منها فقد كان اعترافهم بأنها من وسط اجتماعي مغاير لنشأته وأنه لابد أن يتزوج من نفس القرية التي نشأ بها ولكنه كان قد حطم قيوده ولم يستمع لنصائح أسرته الذين لم يجدوا سوي إجابة طلبه حتي لا تيخسروه خاصة بعد وفاة الأب واحتياجهم لرجل يتولي دفة سفينة الأسرة. تم الزواج وعاشت معه أحلي ثلاث سنوات أنجبت خلالها طفلا واحدا وتحقق حلمها في احتواء أسرة زوجها فبعد إنجابها تغيرت معاملتهم لها وأصبحت ملكة متوجة وسعدت كثيراً فهي ظلت علي عهدها تحب الناس والحياة الاجتماعية والصحية. وظلت علي عهدها في حل مشكلات صديقاتها وأخذ مشورة والدتها والعمل بنصائحها ولكنها أحست بالغربة والضياع بعد وفاة والدتها فقد كانت بالنسبة إليها صمام أمان حياتها نظراً لارتباطها الشديد بها ووجدت صدر زوجها الحنون بجوارها والذي خفف من صدمة فقدان والدتها وكان يجلس معها بالساعات حتي تعودت علي أحاديثه وائتمنته علي أسرار صديقاتها كما كانت تفعل مع والدتها ونسيت في غمرة حبها له نصيحة والدتها ألا تفشي أسرار صديقاتها فكانت تخبره بأن إحداهن تسرق من زوجها البخيل مصروف المنزل وتنفقه علي أسرتها والثانية معجبة بأحد زملائها في العمل بعد تغير مشاعر زوجها تجاهها والثالثة تكذب عليه في خروجها وتدعي بأنها في زيارة لأسرتها وتقوم بالخروج مع صديقاتها والتسكع في المحلات والمولات. كان يستمع إليها بانتباه شديد ويحاول معرفة أسرار أكثر وأسماء صديقاتها وبعد فترة وجيزة اكتشفت بأنه يلعب لعبة حقيرة ويقوم بابتزاز صديقاتها وتهديدهن بكشف أسرارهن لأزواجهن وهدم حياتهن ولم تصدق نفسها وفجأة تذكرت بأنها ضربت الدتها عرض الحائط وإنها خانت الأمانة وقاامت بكشف المستور لزوجها الذي استغل نقطة ضعف كل واحدة منهن وتمكن من الاستيلاء علي أموالهن ولم تستطع أن تتحمل الحياة معه.. خاصة بعد أن أكد لها بأنهن يستحققن ذلك بالرغم من أن أغلبهن مظلومات مع أزواجهن ولكنهن لا يستطعن الطلاق من أجل الأبناء ولكنها وفي غمرة صدمتها من زوجها وأخلاقياته قررت الطلاق فرفض وضربها ضرباً درجاً ترك آثاره علي جسدها وتحوَّل الحمل الوديع إلي وحش كاسر وأحال حياتها جحيماً لا يطاق فقامت بتحرير محضر له وأرفقت به تقريراً طبياً بإصاباتها نتيجة ضربه لها. أسرعت لمكتب تسوية المنازعات الأسرية بمحكمة الأسرة وأمام أميمة أحمد "خبيرة المكتب" تقدمت بطلب الطلاق للضرر بعد أن سردت قصة حياتها مع زوجها الذي انخدعت فيه وأصرت علي طلبها خاصة بعد رفض زوجها الحضور كي تواجهه بما فعله فتم إحالة الدعوي للقضاء للفصل فيها. نجوم ..وقضايا