المنوفية من المحافظات التي تزخر بالآثار علي مدار العصور المختلفة الفرعونية والرومانية والقبطية والإسلامية. إلا أن يد الإهمال طالتها. ولم تلق أي اهتمام. مما أدي إلي تناثرها ونقلها من المخازن بالمحافظات المختلفة دون استفادة! في البداية يوضح محمود المرسي نائب رئيس مركز ومدينة شبين الكوم ان المنوفية تشغل الإقليمين الرابع والتاسع من أقاليم مصر السفلي. وعلي الرغم من قلة المواقع الأثرية بها. إلا أن النتائج تشيرإلي انها غنية جداً بالآثار. لافتاً إلي أن منطقة محاجر قويسنا من أهم تلك المواقع وتم الكشف فيها عن أكبر جبانة أثرية بالدلتا بمنطقة تل المحاجر عام 1990 علي يد د. صبري طه حسين أستاذ الآثار مفتش آثار وسط الدلتا سابقاً كما تم العثور علي عدد من التوابيت الطينية والخشبية والفخارية والبرميلية بها جثث كاملة وبعضها عظام آدمية. قال علي الميهي عضو مجلس إدارة المنتدي الثقافي بالمنوفية. إن المحافظة مصدر مهم للآثار الفرعونية والرومانية والقبطية والإسلامية. وان معظم القطع الأثرية التي تم العثور عليها في الأماكن المختلفة تم نقلها إلي المخازن بالمحافظات الأخري. وتركت تلك المناطق الأثرية دون اهتمام لتسقط من حسابات مسئولي الآثار. ولم تلق الاهتمام الكافي للحفاظ علي المخزون الأثري بها والذي لا يقدر بثمن وتحولت إلي أماكن لرعي الأغنام والمواشي ومقالب للقمامة. لافتاً إلي أن الآثار الدينية تنتشر في قرية فرعونية بمركز أشمون. وفي مصطاي بقويسنا. وفي زاوية رزين بمنوف. وفي البتانون بشبين الكوم. والبندارية بتلا. وجبانة قويسنا التي تم اكتشاف 3 آلاف أثر فرعوني وبطلمي وروماني في جبانة واحدة علي مساحة فدان من اجمالي 365 فداناً تضمها المنطقة الأثرية عام 1990. وباقي المساحة حددتها البعثات الاستكشافية كمنطقة أثرية بقويسنا. أضاف أن الآثار تشكل مقصداً سياحياً تسعي إليها المحافظة لتنوع السياحة الدينية بها بخلاف الأثرية. ومنها: مسجد سيدي شبل بمدينة الشهداء. وسيدي خميس. والعباسي بمدينة شبين الكوم. لتميزها بطابع إسلامي. وأثر معماري وكذا مسجد العمري بأشمون الذي تم بناؤه في العصر الأيوبي. ومسجد سيدي خالد الفتح بطوخ دلكة مركز تلا. وتم تأسيسه في عصر عمرو بن العاص. بالإضافة إلي كنيسة صرابامون بالبتانون. ومار جرجس والعذراء. ودير الملاك باصطباري مركز شبين الكوم. ودير البرامون بطوخ دلكة. وهناك المعالم الأثرية الثقافية ومنها: متحف دنشواي الذي يسجل ذكري كفاح قرية دنشواي ضد الاحتلال البريطاني عام 1906. وتتخذ المحافظة 13 يونيه من كل عام عيداً قومياً لها تخليداً لتلك المناسبة. ومتحف السادات بقرية ميت أبو الكوم الذي أنشيء عام 1997. ويضم العديد من الصور والوثائق والمقتنيات الخاصة بالرئيس الراحل أنور السادات. طالب "الميهي" بالعمل علي حسن استثمار تلك المعالم الأثرية ونشر الوعي بين أبناء المحافظة خاصة ومصر عامة. من خلال الأفراد والشركات السياحية للتعريف بها. بالإضافة إلي إنشاء مشاريع سياحية علي أحدث الطرز واستغلال روافد النيل والخضرة التي تتميز بها المنوفية. أشارت أمينة التلاوي مدير مركز النيل للإعلام بشبين الكوم. إلي غياب دور الدولة في حماية المنطقة الأثرية بقويسنا. خاصة بعد التعديات الكبيرة عليها وكثرة عمليات السرقة والنهب بالجبانة بعد ثورة يناير 2011. وأوضحت انه تم التعدي علي مئات الأفدنة بها والقاء المخلفات بها بسبب وجود المنطقة الصناعية بالقرب منها. مطالبة بضرورة حماية هذه المنطقة الأثرية خاصة انها مسجلة وخاضعة لقانون حماية الآثار رقم 117 لسنة .1990 أكدت "التلاوي" علي وجود أعداد كبيرة من المومياوات والتماثيل التي تعود إلي عصور فرعونية وبطلمية ورومانية. وكذا توابيت ولوحات وعظام وعملات ذهبية اختلطت بالرمال التي أخذها اللصوص ستاراً لهم. وقاموا بسرقتها بدفنها بالرمال في تريلات ليتربحوا منها. مشيرة إلي أنه منذ اكتشاف المنطقة إلا انها لم تلق أي اهتمام من قبل مسئولي الآثار وحتي الآن. وطالبت بتكثيف عمليات الحراسة عليها من جانب شرطة السياحة والآثار لحمايتها. أوضح مصطفي بيومي السكرتير العام المساعد لمحافظة المنوفية ان السبب في إهمال المعالم الأثرية بالمحافظة يرجع إلي عدم وجود موارد كافية لدي هيئة الآثار "فالعين بصيرة والإيد قصيرة". مما يضطرها لاستغراق مدة طويلة لتطويرها أو ترميمها وصيانتها وإعادة رونقها اليها. وكذا عدم اهتمام المسئولين والمتخصصين في مجال الآثار والسياحة بجانب الإعلام للترويج للسياحة الأثرية المحلية والداخلية. خاصة ان هناك بعض الصناعات الحرفية التي تتميز بها بعض قري المحافظة بخلاف الآثار والمعالم الأثرية المختلفة. مطالباً بضرورة إنشاء متحف أثري يضم آثار المحافظة لحمايتها والاستفادة منها ووضع المنوفية علي قائمة المحافظات السياحية. طالب المهندس أحمد حجازي رئيس لجنة السياحة بمجلس محلي المحافظة سابقاً. المحافظة بسرعة تشكيل لجنة لحصر الآثار الخاصة بالمنوفية والعمل علي حراستها وتأمينها وحمايتها من مافيا التهريب. وكذا التنقيب عن الآثار ببعض المناطق بالمحافظة. لافتاً إلي وجود كمية من آثار المحافظة في مخازن وسط الدلتا وتل البندارية بمركز تلا. ومعبد الملك "سوبك" بالشهداء. ومدينة السادات. وكذا بضرورة استرداد آثار المحافظة من مخازن ومتاحف المحافظات الأخري. ومنها متحف طنطا بالغربية . والشرقية. وكفر الشيخ. والمتحف المصري بالقاهرة. وإنشاء متحف بالمحافظة وتجميعها ونقلها اليه فور الانتهاء من تجهيزه لعرضها علي الزائرين. بهدف تنشيط الحركة السياحية خارجياً وداخلياً. بالإضافة إلي تشجيع رجال الأعمال علي الاستثمار بالمحافظة. لتميزها بكثرة الصناعات اليدوية والتي تعد من المعالم السياحية كالمشغولات الصدفية والسجاد والفخار. كما طالب بضرورة تفعيل دور مكتب الآثار بمدينة شبين الكوم. التابع لمنطقة آثار وسط الدلتا لحماية آثار المحافظة. وتخصيص اعتماد مالي مناسب لاستكمال أعمال الحفائر بالمنطقة الأثرية بقويسنا. واكتشاف آثار جديدة وإعداد برامج ورحلات سياحية للمحافظة. مشيراً إلي أن جبانة قويسنا يحرسها خفير واحد. كما يعمل بها مفتش آثار واحد.. الأمر الذي ساعد اللصوص علي نهب الكثير من الآثار الموجودة بها بشكل غير عادي.