سقطوا من بطن أمهم بعد طول انتفاخها. سحبت أنفاسها بوهن. وهم مجتمعون حولها. ينظرون بوجل. صرخت في الأعين القلقة» وطلبت أن يبتعدوا عنها. تفرقوا. كانت أصغرهن حجمًا. لم تتبع أثار الخطوات العجلي. بل سارت في الدروب المتعرجة» حتي كبرت. لم تكن حكيمة. لكن بفضل وصفاتها شفيت الكثير من الأمراض. احترفت صنعتها. تجوب البلاد منادية علي علاجها. لها سمعة مثل الذهب. أصبح يستأمنها المريض علي موطن علته. حملت الأرجل المحترقة» العيون التي كفت عن البصر. الدمل المتقيح. رحمًا ينزف دون توقف. رئة تسرطنت. تضعهم في حقيبتها الضخمة» تجرجرها خلفها. تسهر علي صرخات الألم منزوع الصوت. حتي يتم الشفاء» وتعطي المريض عضوه بعد الشفاء. ذات مساء ركضت خلفها سيدة عجوز» يساعدها عكازها في اللحاق بخطواتها السريعة وحقيبتها الممتلئة. نادتها» استمعت لشكواها. ابنها البكري فاقد النطق. أخذت حقيبتها ودخلت منزلهم» معتقدة أنها ستحمل لسانًا معطوبًا» أو أذنًا صماء أثرت عليه. جلست بجواره تتفحصه. خرجت بقلب حزين لم تسعه حقيبتها. وضعته بقلبها. طيبت الأعضاء المريضة إلا ذلك القلب الذي أثقل قلبها. ترويه بدمائها ولا يبرأ. أعطت كل المرضي أماناتهم. جاء إليها فتي سليم دون رجاء أو دعاء» قدم قلبًا متصدعًا وهمس أنه أصل البلاء. كانت حقيبتها فارغة لكنه أكبر منها. أودعته بقلبها. علي جانب الطريق رأت صغيرًا يتلوي وقفت بجواره. أخبرها رجل علي حماره أنه يتيم وستعالجه دون مقابل وعليها تجاهله. تجاهلت نصيحته. اقتربت من الطفل ونزعت قلبه. أدخلته قلبها. ذاع صيتها طبيبة القلوب الجريحة. حالات الشفاء قليلة لكن هناك أمل. في الصباح استيقظت علي شاطئ البحيرة. كانت تفترش الرمال الصفراء. فزعت عندما رأت لونها وقد صبغته الحمرة. جسدها مبتل رغم بعدها عن الماء. كانت تنزف» الألم يستوطن الصدر جهة اليسار. شقت صدرها أخرجت قلبًا مهترئًا يحوي قلوبًا متكسرة. لم يبرأها طوال السكون داخله. جدار قلبها تصدع. كانت جراحهم سكينًا مزق سكينتها. قطعت أوتار القلب وألقت به في البحيرة. فاضت القلوب منه. ابتلعته الماء. شعرت بخفة. ولم يعد يقرصها الجوع حتي تحمل حقيبتها وتحمل أمراض غيرها.