أحياناً نحيا لحظات في حياتنا لا نتخيل أن تكون بهذا البهاء مثلما كان احتفال دار الأوبرا بكتاب زميلتنا كريمان حرك نائب رئيس التحرير "الفن الجميل" وهو كتاب يضم بين دفتيه أكثر من 50 مقالاً مختاراً من مقالاتها النقدية والتحليلية لعروض الأوبرا والباليه والموسيقي والرقص الحديث وهي الفنون التي اصطلح علي تسميتها بالفنون الرفيعة وسادت المفاهيم الخاطئة حول أنها للخاصة وللصفوة وللنخبة فقط. لم أكن أتخيل أن يحاط الحفل بكل هذا الاهتمام والترحاب والحب والتعاون والتنظيم الممتاز من العاملين بدار الأوبرا بداية من الدكتورة إيناس عبدالدايم رئيس الدار ومروراً بآمال سعد مدير عام النشاط الثقافي والمسرح الصغير بالأوبرا وجيهان مرسي مدير عام الموسيقي الشرقية بالدار وانتهاء بكل العاملين بالمسرح الصغير وفي مقدمتهم عم شطا وعم سيد من إدارة التسويق والمبيعات ولا أنسي تعاون إدارة الأمن ايضا. الجميع كانوا كمن ينظمون عرساً لابنتهم البكر. فجاء الاحتفال من حيث التنظيم مبهراً ومن حيث الدفء حميمياً ومن حيث القيمة قامة سامقة تؤكد أن من المصريين من يتفوقون علي الأجانب في دقة تنفيذ ما يكلفون به. وأن من المصريين من يبذلون كل ما يملكون من الجهد بحب وتفان دون انتظار أي مقابل. تحدث في الحفل الدكتور زين نصار استاذ النقد الموسيقي بأكاديمية الفنون والدكتورة رشا طموم استاذ النظريات والتأليف بكلية التربية الموسيقية حول الكتاب وما به من إرساء جديد وتأسيس لفن النقد الصحفي لهذه الفنون وتحدثت الدكتورة إيناس عبدالدايم بكلمة حميمية وأهدت زميلتنا درع التكريم. كما شارك الكثيرون بالتعقيب مثل الدكتورة تحية عبدالغني وبابا وائل فاروق عازف البيانو والباليرينا الدكتورة سحر الهلالي وغيرهم ممن أشادوا بما يتضمنه الكتاب من مادة علمية ومن جهد في توثيق المعلومات فضلاً عن المشاركة الناعمة من السبرانو الدكتورة إيمان مصطفي التي غنت من أوبرا توسكا والمطربة ريم كمال والمطرب الشاب إبراهيم راشد. لقد أيقنت بعد أن خرجت من هذا الحفل أننا كمصريين قادرون علي أن ننجح في أعمالنا وفي حياتنا بشرط فقط أن نخلص النية وأن نستهدف بما نبذله من جهد إرضاء ضميرنا دون انتظار أدني مقابل. كما فعل كل الذين قاموا علي تنظيم حفل الأوبرا احتفاء بكتاب الفن الجميل. فشكراً لهم جميعاً وشكراً لمصر التي أنجبتهم.