** بالرغم من أنه سبق تكريمي في عدة مناسبات إلا أن تكريم دار الأوبرا لي بمناسبة صدور الجزء الأول من كتابي "الفن الجميل" وإقامة ندوة وأمسية وتسليمي درع تكريم كان له معان أخري لأنه يعد تقديراً للنقد الموسيقي الصحفي وإحساس بقيمة الكلمة المقروءة للفنان ومتابعة عمله ومسيرته الفنية لكن القيمة الكبيرة في هذه الأمسية المشاعر الإنسانية الفياضة التي غمرني بها هؤلاء الفنانون والتي جعلت السهرة ليست مجرد مناقشة كتاب جديد وإنما سهرة حب تعبر عن عشرة السنين مع هؤلاء الفنانين العظماء والذي أري دائماً أنهم فخر لهذا الوطن لأن معظمهم يقدمون فناً المنافسة فيه عالمية والمقارنة تكون بينهم وبين نجوم عالميين ومن اللمحات الجميلة أن تقدم التحية لي عن طريق فقرات فنية أنا أقدرها علي المستوي الشخصي مثل غناء كل من ريم كمال نجمة الفرقة القومية للموسيقي العربية وإبراهيم راشد نجم فرقة نويرة.. أما الهدية التي قدمتها لي السبرانو إيمان مصطفي مديرة فرقة أوبرا القاهرة أغنية "آريا" من أوبرا "توسكا" التي أعشق أداءها فيها وتعد من أصعب الأدوار.. وإيمان مصطفي نموذج أحترمه كثيراً لمثابرته وجهاده الدائم والطويل في الغناء الأوبرالي خاصة أنها تمتلك طبقة صوتية نادرة "السبرانو الدرامي" ونجدها أدت عدداً كبيراً من الأدوار التي تحتاج لحفظ وتدريب شاق تحملته وحرصت عليه حتي أصبح لديها ريبوتوار كبير جداً ولهذا تعد من علامات نهضة الفن الأوبرالي مع أبناء جيلها الذي يحتاج كل منهم لحديث خاص.. أما د.إيناس عبدالدايم رئيس هيئة المركز الثقافي القومي وهي صاحبة فكرة هذه السهرة حيث وجدت أن كتابي عن عروض للأوبرا لا يتم مناقشته إلا في الأوبرا ثم فاجأتني بالتكريم الجميل وأثناء حديثها عن المسرح سرحت بخيالي معها ليست كرئيسة أوبرا لأن هذا منصب إداري وصلت إليه لتفوقها في هذا الجانب ولكنني رجعت بالذاكرة مع إيناس عبدالدايم الفنانة التي استطاعت أن تجذب انتباهي كعازفة فلوت عندما شاركت السيمفوني في عزف منفرد علي مسرح الجمهورية.. ثم في إقامتها حفلات ريستال في المراكز الثقافية المختلفة وكانت ملاحظتي انها تقدم دائماً الجديد لا تجد برنامجاً مثل الآخر كما كان للأسف حدث مع عدد كبير علي الساحة وهذا اتضح أكثر عندما افتتحت الأوبرا وحرصت تقريباً علي أداء معظم ريبرتوار هذه الآلة من العزف المنفرد "الكونشرتو" كما شاركت في أداء المؤلفات العربية التي يتم تأليفها في صيغة عالمية.. تاريخ فني حافل ونجومية تنبأت بها منذ أواخر الثمانينات في نفس هذه المساحة ثم تابعت مسيرتها الفنية ومسيرة زملائها وأبناء جيلها علي هذا المدي الطويل.. أشكر كل من تفضل بحضور الندوة وبالسادة المناقشين للكتاب وبزملائي في "المساء" الذين ساندوني سواء في إنجاز العمل أو تشجيعي وتدعيمي وإذا كان في العمر بقية سوف أكمل هذه السلسلة بإذن الله تعالي.