مازال عدد من المناطق في المنتزه. يعيش تحت ظلال العشوائية. ومأساة نقص المرافق. وأقل الخدمات الإنسانية من وحدات صحية. لعلاج المرضي الذين تنهش في أجسادهم الأوبئة والفقر. ولا يملكون نفقات العلاج. وفي مقدمة هذه المناطق العشوائية. قري أبيس. والعوايد وخورشيد والمراغي واسكود وفرعون. والرأس السوداء. و الزوايده. ورغم وعود المحافظين السابقين. وصولا إلي المحافظ الحالي. المهندس محمد عبدالظاهر. بحل أزمات هذه المناطق. لكن لا تحمل الشمس جديداً لهذه العشوائيات. يعاني أهالي هذه المناطق. أرقاماً قياسية ومتنوعة من الأزمات. بخلاف الأزمات التقليدية من الاهمال. وانتشار القمامة والأمراض. وأبرزها الغياب الأمني الذي يجعل من هذه المناطق مرتعاً لشتي أنواع الجرائم. ومأوي للمجرمين الهاربين من العدالة. بخلاف بيع المواد المخدرة في وضح النهار في حواري وأزقة هذه المناطق. فيما وصل الأمر في عدد من قري أبيس. وأبرزها قرية "فرعون". ومنطقة العوايد. إلي الاستيلاء علي أراضي الدولة "الاصلاح الزراعي" بالقوة. والتشاجر بالأسلحة النارية بين أباطرة سرقة الأراضي في هذه المناطق العشوائية. في ظل غياب أمني واضح لمباحث وحي المنتزه. منح الشجاعة لهذه "المافيا" للبناء المخالف علي الأرض المسروقة. وكأنها مناطق أعلنت استقلالها. ولا تخضع لقوانين الدولة المصرية. كما تعاني هذه المناطق العشوائية. من عدم وجود وسائل مواصلات. صالحة للاستخدام الآدمي. خاصة وأن غالبية هذه المناطق تعتمد علي "العربات الكارو" المعروفة باسم "الكارتة". والمغطاة بأقمشة رديئة. إلي جانب "التوك توك" الذي أصبح هيئة النقل العام لهذه المناطق. لحين الوصول إلي أقرب منطقة تمر بها المواصلات التقليدية. يؤكد فؤاد عبدالعاطي. أحد سكان قرية "فرعون" بمنطقة أبيس. أن القرية يحكمها قانون الغابة. وبالتحديد عقب ثورة يناير. وعاد "زمن الفتوات". وأصبح أهالي القرية يعيشون تحت مقصلة عدد من البلطجية الذين استغلوا الفوضي الأخيرة. واستولوا علي اراضي القرية. بالأسلحة النارية. علي حد وصفه. قال "عبدالعاطي": "ربما يكون الأمن قد عاد إلي المناطق الرئيسية في الإسكندرية. ولكن المناطق العشوائية ليست علي خارطة الأمن. والدليل علي ذلك انتشار المجرمين في هذه المناطق النائية. وخطر هؤلاء المجرمين لا يتوقف علي العشوائيات فقط فهؤلاء يتسللون لمنتصف المدينة بدراجات بخارية لسرقة المارة. ثم يعودون ليحتموا بالمناطق العشوائية. لتيقنهم أن الأمن لا يفكر في الاقتراب من هذه المناطق. بينما اعتبر. عبدالسلام فرهود. من منطقة العوايد. وعود المسئولين بشأن تطوير المناطق العشوائية مجرد "تصريحات وردية". لكن علي أرض الواقع الأمر يزداد سوءاً. وقال: " لو كان المسئولون ينفذون وعودهم بشأن المناطق النائية. لاختفت العشوائيات من خريطة الإسكندرية. ولكن للأسف المسئولين لا يحبون الاقتراب من وجه الإسكندرية القبيح المتمثل في هذه المناطق العشوائية". وأكد "فرهود" أن أجسادهم تحولت إلي وجبة شهية للأمراض الوبائية. وقال: " هناك تزايد في عدد الوفيات في المناطق النائية بسبب الإصابة بالأمراض وعدم علاجها. لعدم توافر نفقات الكشف والعلاج. والمستشفيات الحكومية بالنسبة لنا مشرحة كبيرة. خاصة وأنه يتم معاملتنا بداخلها بطريقة مهينة. وبدلا من علاجنا يعجلون برحيلنا. هذا هو الواقع بعيدا عن تصريحات المسئولين حول رعاية الفقراء في المستشفيات الحكومية". اشتكي محمود العيسوي. أحد سكان عزبة " المراغي " العشوائية. من تعرض حياتهم للخطر بصفة يومية بسبب "التوك توك" الذي وصفه ب "الخطر المميت" علي حد قوله. مؤكدا أن سائقي "التوك توك" مجرد "صبية" يقودونه بجنون. بخلاف المشاجرات بينهم بالأسلحة البيضاء. وقال: " ليس أمامنا خيارات أخري. خاصة وأن العربة الكارو هي بديل التوك توك. كما أن الفتيات يتعرضن لتحرش لفظي وجسدي. من سائقي التوك توك. في ظل غياب الأمن. كما أننا أصبحنا نعيش داخل أكوام من القمامة. ومللنا من مناشدة المسئولين لإيجاد حلول لمستنقعات المرض والقمامة والبلطجة والمخدرات التي نعيش فيها دون جدوي". تحدث عبدالعزيز الغروبي من سكان عزبة سكينة. عن انتشار البرك والمستنقعات في عرض الشوارع الضيقة. بمجرد هبوط كميات قليلة من الامطار. بالاضافة الي اعتماد سكان تلك المناطق علي الصرف "الابيار" وفي الشرب علي مياه الطلمبات الحبشية. المختلطة بمياه الصرف الصحي. مما ادي الي اصابة شريحة كبيرة من صغار وكبار العزب بالفشل الكلوي والامراض المزمنة. واضاف "الغروبي" أن البلطجة هي السمة الغالبة علي تصرفات وطباع العشوائيات. مما فتح المجال الي الحلول العرفية و"قعدات العرب" لعدم تواجد الامن في فض المشاجرات والمعارك التي دائما ما توصف بالدامية.