هل يعرف احد ظاهرة "حلاق الصحة" كانت هذه الظاهرة متواجدة وبقوة في العقود الماضية.. وكانت منتشرة في ريف وصعيد مصر.. ولمن لا يعلم.. كان حلاق الصحة أهم من المحافظ والعمدة في الصعيد والارياف حيث كان يتم الاستعانة به للقيام بعدة أمور.. منها حلاقة وتصفيف الشعر وختان الفتيان وإجراء بعض العمليات الجراحية بطريقة بدائية وتركيب بعض المواد الطبيعية والعشبية ووصفها لعلاج ذوي الاعاقات والأمراض المزمنة وغيرها من الأمور التي قلما داوت وكثيراً ما أمرضت وسببت عاهات!! تذكرت هذه الظاهرة عندما دار حديث بيني وبين استاذي حول بعض الكشوف والمنح التي تمنح لعدد ثابت من الصحفيين من اصدارات مؤسسات صحفية ووصل متوسط المستحقات التي تقاضاها هؤلاء الصحفيون اكثر من سبعمائة ألف جنيه خلال العشر سنوات الأخيرة فقط.. وهو ما يعادل اضعاف ما جناه من تغربوا بدول الخليج في نفس المدة مع مراعاة ما ذاقوه خلال هذه السنوات من ذل ومرارة الغربة والبعد عن الأهل والاحباب. وما يحدث بالمؤسسات الصحفية هو نموذج مصغر لما يحدث في الاعلام المصري خلال السنوات الخمس الأخيرة. حيث سيطرت علي الإعلام المصري مجموعة من الاشخاص الذين يتفاخرون بأنهم "بتوع كله" وانهم باستطاعتهم الحديث وفق اي توجه تنشده الفضائيات العربية والمصرية. المؤسف أن من بين هؤلاء أشخاصاً ذوي ذمم خربة ومتلونين كالحرباء يستخفون بذاكرتنا وعقولنا فمثلاً تجد أحدهم يكتب مقالا يهاجم الثورة ومن قام بها وبعد مرور يومين علي كتابة المقال تجده ضيفاً ثقيلاً علي أحد البرامج الحوارية يمجد الثورة ويلعن مبارك وعصابته!! وللأسف يوجد بين هؤلاء شخصيات تتميز بالكفاءة المهنية وأصحاب آراء ورؤي سديدة نافعة ومؤثرة.. ولكن تسليط الضوء عليهم بهذه الطريقة يثير حفيظة الكثيرين من الأكفاء الذين هم خلف الأسوار لعدم قدرتهم علي الوصول لأسباب مختلفة تتعلق بالواسطة والشللية والتسلق والتملق وغيرها من التنازلات التي قدمها الكثيرون من بتوع كله المفروضون علينا رغم أنوفنا.