انتشرت صور الزعيم جمال عبدالناصر في أيدي العديد من الشباب الذين شاركوا في الاعتصامات والمظاهرات التي تشهدها ميادين الإسكندرية "سعد زغلول- القائد إبراهيم" الصورة يحملها شباب لم يعاصروا فترة حكم الزعيم الراحل جمال عبدالناصر الذين اعتبروه رمزاً لحرية مصر وزعامتها علي الوطن العربي كما لو كانت مضمون الرسالة التي يريدون أن يرسلوها للعالم هي عودة زعامة مصر وريادتها عن طريق انتخاب زعيم وليس رئيساً لكي يخطو علي نهج الزعيم الراحل من حيث اهتمامه بشرائح المجتمع المهمشة كالفقراء ومحدودي الدخل بالاضافة إلي عودة ريادة مصر في كافة المجالات. "ميدان التحرير" قامت برصد هذه الظاهرة لمعرفة دوافع الشباب وراء رفع صورة الزعيم الراحل. يقول أشرف حمدي أن من أهم مباديء ثورة 25 يناير المساواة والعدالة الاجتماعية وخلال الانظمة الرئاسية السابقة لم نجد نموذجاً يماثل فترة حكم الزعيم جمال عبدالناصر في اهتمامه بالفقراء ومحدودي الدخل بالإضافة إلي عدم ظهور الوساطة والمحسوبيات التي شهدتها مصر خلال الفترة الماضية لأن شغله الشاغل كان هو المواطن البسيط الذي حقق له عبدالناصر الكثير من الانجازات ومن أهم هذه الانجازات والقضاء علي الاقطاع الزراعي والمساواة بين الافراد وتحقيق العدالة الاجتماعية والالتزام بتوفير فرص العمل للشباب وهو ما تفتقده اليوم حيث نري انتشار البطالة بين الشباب الخريجين الذين لم يستطيعوا الحصول علي فرصة ا لعمل في الوقت نفسه نجد من يحتكر تجارة معينة أو من يتقاضي أكثر من 100 ألف جنيه مرتبا شهرياً لذا نطالب بالعدالة والمساواة بين المواطنين داخل مصر ويؤكد أن من أهم السمات التي لابد أن تتوافر في رئيس الجمهورية القادم لمصر أن يبتسم بالعدالة الاجتماعية وتحقيقها بين الأفراد. تضيف سلمي محمد أنها برغم عدم معاصرتها لفترة حكم الزعيم الراحل جمال عبدالناصر فإنها مازالت تلمس انجازاته حتي الآن ومنها الصرح التعليمي الكبير وانشاؤه لجامعة بيروت العربية التي تخرج منها وزراء وسفراء ورموز تقلدت ومثلت بلادها بالوطن العربي وتتلمذوا علي أيدي أساتذة مصريين وهذا كان من أهم الشروط الوطنية التي فرضها الزعيم جمال عبدالناصر أن تدار الجامعة بقيادة مصرية بالاضافة إلي أن يكون هيئة التدريس وعمداء الكليات من مصر ليصبح لمصر دور ريادي هام في اثراء الحركة الثقافية والتعليمية في مصر وخارجها وهي اليوم من الجامعات العربية وأشهرها بالوطن العربي ونحن كشباب لانريد بأقل من هذا الزعيم لكي تعود لمصر مكانتها التي تليق بها وسط العالم. يلتقط خيط الحديث كريم خميس موضحاً أن ما دفعه لرفع صورة الزعيم الراحل جمال عبدالناصر هو قراءته لإنجازات الحقبة الناصرية ابتداء من الاصلاح الزراعي والقضاء علي الاقطاع مروراً بقراره التاريخي بتأميم قناة السويس 26 يوليو سنة 1956 واقامة السد العالي والوحدة المصرية السورية وتشييد السد العالي واقامة القلاع الصناعية وايمانه بالقومية العربية مؤكداً ان مصر حالياً تحتاج إلي زعيم وليس إلي رئيس عادي مؤكداً علي أن جمال عبدالناصر مازال يعيش في وجدان كل مصري بكونه جزءاً لايتجزء من تاريخنا. يضيف محمود حسام موضحاً دور شخصية جمال عبدالناصر الكارزمية والقيادية في إدارة ورئاسة مصر والدور القومي والعربي الذي قام به طوال فترة حكمه لمصر حيث سيطرت المشاعر العربية علي كيانه الفكري والسياسي منذ سنوات شبابه الأولي وقد خاض تجربة تاريخية قومية ملموسة تركت بصماتها السياسية علي كل ميادين الوضع العربي وبرغم المشكلات الصعبة التي قابلت مصر خلال فترة حكمه داخلياً وخارجياً ومن أبرزها شن هجوم العدوان الثلاثي علي مصر إلا أنه لم يتخل يوماً عن فكره الوطني والقومي تجاه توحيد الوطن العربي وهذا ما نحتاجه حالياً بأن نعيد هذه الروح القومية بين البلدان العربية ولايمكن لدولة القيام بهذا سوي مصر ولذلك فأننا نحتاج إلي زعيم يستعيد مكانة مصر وينصر العروبة ويعمل علي احياء القومية العربية التي ظل الزعيم جمال عبدالناصر يحارب من أجل تحقيقها. ويؤكد أحمد عبدالباسط ان ارتباطه بالزعيم جمال عبدالناصر جاء نتيجة حديث والده الدائم عنه كإنسان قبل أن يكون رئيساً أو زعيماً وشرف لكل سكندري بأن يعرف أن هذا الزعيم ولد بمنطقة باكوس بالإسكندرية وهو حي شعبي وكان يعيش بمسكن بسيط وذلك ما جعله يشعر بالفقراء ومحدودي الدخل وبرغم تقلده لمنصب رئيس الجمهورية وزعامته للوطن العربي الا ان وجبته الاساسية كانت تتضمن الفول المدمس وقطعة جبن في العشاء ويكفي ان نعرف انه كان شخصية شفافة وأميناً علي منصبه استبدل معاشه حتي يستطيع تزويج احدي بناته رغم انه كان وقتها رئيساً للجمهورية ولكنه فضل النزاهة واحترام مركزه. مشيراً إلي اننا حالياً نحتاج إلي شخصية مثل هذا الزعيم للقضاء علي الفساد والرشوة والمحسوبية التي تفشت خلال الفترة الماضية.