عيار 21 الآن: سعر الذهب اليوم السبت 11 مايو 2024    أسعار الأسماك اليوم السبت 11-5-2024 في الدقهلية    أسعار الأسمنت في الأسواق المحلية في 11-5-2024    وزيرة البيئة تعلن مشاركة مصر في الاحتفال باليوم العالمي للطيور المهاجرة 2024    ماذا قالت الخارجية الأمريكية في تقريرها عن انتهاك إسرائيل للقانون الدولي؟    الليلة.. الأهلي يحل ضيفا ثقيلا على بلدية المحلة في الدوري    سفيان رحيمي يقود تشكيل العين لمواجهة يوكوهاما بنهائي أبطال آسيا    حبس المتهمين بحيازة 6 آلاف قرص تامول و23 كيلو حشيش وأفيون في الإسكندرية    "خلاص قرب حضر الأضحية".. موعد عيد في الأضحى 2024 في الجزائر    16 نصيحة لطلاب الثانوية العامة 2024 للإجابة عن الأسئلة المقالية في الامتحانات    تعرف على إيرادات فيلم "السرب" منذ طرحه في السينمات    لهذا السبب.. بسمة بوسيل تتصدر تريند "جوجل"    شروط وأحكام حج الغير وفقًا لدار الإفتاء المصرية    صحة أسيوط: إحالة 7 أطباء ورئيسة تمريض للتحقيقات العاجلة    مصرع شخص صدمته سيارة طائشة على طريق الكورنيش في بني سويف    وصول المتهم بقتل 3 مصريين في قطر لمحكمة جنايات القاهرة    توريد 164 ألف طن قمح لصوامع وشون كفر الشيخ    وزير الأوقاف: بناء جيل جديد من الأئمة المثقفين أكثر وعيًا بقضايا العصر    "الوزراء" يكشف 5 مفاجآت جديدة للزائرين بالمتحف المصري الكبير (فيديو)    "لا يتمتع بأي صفة شرعية".. الإمارات تهاجم نتنياهو بسبب تصريحاته الأخيرة    وزير الإسكان يتابع تعظيم الاستفادة من الموارد المائية المتاحة    وزير الصحة: توفير البروتوكولات العلاجية الأكثر تقدما بالعالم لمرضى الأورام    رئيس الرعاية الصحية يتفقد مستشفى الكرنك الدولي    «الصحة»: نتعاون مع معهد جوستاف روسي الفرنسي لإحداث ثورة في علاج السرطان    مواجهة القمة والقاع| الهلال يلتقي الحزم للتتويج بلقب الدوري السعودي    السكة الحديد تعلن تأخيرات القطارات المتوقعة اليوم السبت    بعد قطع العلاقات الدبلوماسية.. رئيس كولومبيا يدعو «الجنائية الدولية» لإصدار مذكرة توقيف بحق نتنياهو    لعدم الانضباط .. إحالة طاقم النوبتجية بمركز طب الأسرة ب«الروافع» في سوهاج للتحقيق    اليوم.. وزير الشباب والرياضة يحاضر في ندوة بجامعة سوهاج    مدرب الزمالك يكشف التشكيل المثالي أمام نهضة بركان    غدا.. "الشيوخ" يناقش خطط التوسع بمراكز التنمية الشبابية ودور السياسات المالية لتحقيق التنمية الاقتصادية    حادثة عصام صاصا على الدائري: تفاصيل الحادث والتطورات القانونية وظهوره الأخير في حفل بدبي    مصرع سيدة سقطت من شرفة منزلها أثناء نشر الغسيل لجرجا سوهاج    الشيبي يهدد لجنة الانضباط: هضرب الشحات قلمين الماتش الجاي    تعليق صادم من جاياردو بعد خماسية الاتفاق    شاروخان يصور فيلمه الجديد في مصر (تفاصيل)    عمال الجيزة: أنشأنا فندقًا بالاتحاد لتعظيم استثمارات الأصول | خاص    التعليم العالي تعلن فتح برامج المبادرة المصرية اليابانية للتعليم EJEP    إبراهيم سعيد ل محمد الشناوي:" مش عيب أنك تكون على دكة الاحتياطي"    مجلس الأمن يدعو إلى إجراء تحقيق مستقل وفوري في المقابر الجماعية المكتشفة بغزة    كرم جبر: أمريكا دولة متخبطة ولم تذرف دمعة واحدة للمذابح التي يقوم بها نتنياهو    الغرفة التجارية: توقعات بانخفاض أسعار الدواجن والبيض الفترة المقبلة    عمرو دياب يحيى حفلا غنائيا فى بيروت 15 يونيو    الهلال ضد الحزم.. أكثر 5 أندية تتويجا بلقب الدوري السعودي    أبناء السيدة خديجة.. من هم أولاد أم المؤمنين وكم عددهم؟    خبير دستوري: اتحاد القبائل من حقه إنشاء فروع في كل ربوع الدولة    طائرات الاحتلال الإسرائيلي تقصف منزلًا في شارع القصاصيب بجباليا شمال قطاع غزة    ننشر درجات الحرارة المتوقعة اليوم السبت فى مصر    السياحة عن قطع الكهرباء عن المعابد الأثرية ضمن خطة تخفيف الأحمال: منتهى السخافة    حظك اليوم وتوقعات الأبراج السبت 11 مايو على الصعيد المهنى والعاطفى والصحى    هل يجوز للمرأة وضع المكياج عند خروجها من المنزل؟ أمين الفتوى بجيب    الإفتاء تكشف فضل عظيم لقراءة سورة الملك قبل النوم: أوصى بها النبي    بلينكن يقدم تقريرا مثيرا للجدل.. هل ارتكبت إسرائيل جرائم حرب في غزة؟    «أنصفه على حساب الأجهزة».. الأنبا بولا يكشف علاقة الرئيس الراحل مبارك ب البابا شنودة    رسائل تهنئة عيد الأضحى مكتوبة 2024 للحبيب والصديق والمدير    نتائج اليوم الثاني من بطولة «CIB» العالمية للإسكواش المقامة بنادي بالم هيلز    الحكومة اليابانية تقدم منح دراسية للطلاب الذين يرغبون في استكمال دراستهم    هل يشترط وقوع لفظ الطلاق في الزواج العرفي؟.. محام يوضح    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



من ثورة32 يوليو 2591.. إلي ثورة52 يناير 1102
عبدالناصر هزم مبارك بالضربة القاضية في »ميدان التحرير«
نشر في آخر ساعة يوم 19 - 07 - 2011

علي مدي 81 يوما.. منذ اندلاع ثورة 52 يناير 1102 وحتي قرار مبارك بالتنازل عن الحكم في 11 فبراير 1102، كان المتظاهرون والثائرون في ميدان التحرير يرفعون صور الرئيس جمال عبدالناصر باعتباره رمزا وطنيا شريفا، إلي جوار صور حسني مبارك التي كتبوا عليها شعارات تطالبه بالتنحي.. والشعب يريد إسقاط النظام.
كان من بين المتظاهرين والثائرين شباب دون العشرين، وشباب آخر تعدوا هذه المرحلة بسنوات قليلة.. وهو مايعني أنهم لم يعايشوا حقبة الرئيس عبدالناصر.. لكنهم سمعوا عن »الزعيم« وسمعوا أغاني عصره التي أشادت به وتحدثت عنه.. وسمعوا خطبه وما بعثته فيهم من حماس وحمية ورغبة في التغيير..
عبدالناصر كان الغائب الحاضر في ميدان التحرير علي مدار 81 يوما.. في مواجهة رئيس فاسد أحاط نفسه بمجموعة من »لصوص المماليك«.. سكنوا المنتجعات وطردوا الفقراء للمقابر.. وسرقوا أموال الشعب وهربوها أو هربوا بها إلي الخارج.
في هذا الملف نلقي أنوارا كاشفة علي شخصية جمال عبدالناصر ونحن نحتفل بالعيد التاسع والخمسين لثورة يوليو 2591 التي كان مفجرها وقائدها في محاولة للإمساك بجمال عبدالناصر لتكوين فكرة مجملة عن الرجل المتعدد الشخصيات الذي كانت تجدده كل سنة وكل أزمة وكل كارثة.. وسنضع بالمقابل مواقف وحياة حسني مبارك خلال 03 سنة حكم فيها مصر حكما لم تشهده مصر طوال تاريخها.. وسوف نترك الحكم للقارئ بعد أن نضع أمامه الحقائق والمواقف والأرقام..
لقد كان عبدالناصر زعامة تاريخية شغلت العالم بأسره طوال سنوات عديدة.. ورغم مرور سنوات طوال علي رحيله عن عالمنا مساء 82 سبتمبر 0791 وكان عمره وقتها 25 سنة و8 أشهر و31 يوما فلا تزال الضجة حوله وعنه ساخنة وملتهبة.. ولايزال التاريخ يضعه كواحد من أبرز وأهم رجالات القرن العشرين ليس في أفريقيا وحدها، بل في العالم كله.. وسوف نستعين بالكلمة والوثيقة ونحن نقلب في صفحات مشواره الإنساني والسياسي والوطني بكتاب »عبدالناصر« للكاتب الصحفي الفرنسي »چان لاكوتير« وقد صدر في عام 1791 بعد وفاة عبدالناصر بقليل.. وكان المؤلف قد أمضي في القاهرة ثلاث سنوات من عام 3591 إلي عام 6591 مراسلا لجريدة »فرانس سوار«، ثم مراسلا لجريدة »اللوموند« كبري الصحف الفرنسية.. وكذلك كتاب »الريس« لمؤلفه »روبرت سان جون« وهو من أبرز الصحفيين والمؤلفين الأمريكيين.. وقد جاء إلي مصر شتاء عام 9591 0691 وقابل عبدالناصر أكثر من مرة، كما التقي مع أكثر من مائة شخصية لجمع المعلومات والوقائع التي استند إليها عند الكتابة.
لقد قام عبدالناصر بثورة 32 يوليو 2591 ليغير وجه الحياة في مصر.. وقامت ثورة 52 يناير 1102 في وجه حسني مبارك لتغير وجه الحياة في مصر بعد أن أفسده حكم مبارك ورموزه الذين عاثوا في مصر فسادا سياسيا واقتصاديا واجتماعيا.
ناصر لايحب والده.. ومبارك يكره أمه
وقبل أن نقلب في حياة الرجلين.. نذكر أن مبارك يشترك مع عبدالناصر في ان كليهما »ضابط« ينتميان إلي المؤسسة العسكرية.. وأن كليهما ينتميان إلي الطبقة الفقيرة.. وبينما انحاز عبدالناصر إلي طبقته.. فإن مبارك سحق الفقراء من أجل طبقة رجال الأعمال الذين عقدوا زواجا شيطانيا بين المال والسلطة فعاثوا فسادا وإفسادا..
أيضا من وجوه الاتفاق بين عبدالناصر ومبارك أن كليهما لم يكن باراً بأهله فعبدالناصر لم يكن يحب والده »عبدالناصر حسين«.. وقلما كانت علاقة الابن بالأب حسنة وكان جمال عبدالناصر يغضب لرؤية صور والده في الصحف، وكان أحيانا يؤنب رئيس التحرير هذا أو ذاك بقوله: »لا أريد لوالدي أو لإخوتي هذه الدعاية التي تفسدهم.. أريد أن يعيشوا كمواطنين عاديين«.. ولكن الحقيقة أن عبدالناصر لم يكن يحب والده لسبب آخر هو زواج الأب بعد موت زوجته الأولي »فهيمة« أُم جمال.. فقد رحلت الأم في عام 6291 وكان عمر عبدالناصر أقل من عشر سنوات.. وكان موت أمه ضربة قاصمة تركت بصماتها التي لا تمحي وبعد سبع سنوات تزوج الأب من سيدة أخري هي »عنايات مصطفي«.
أما حسني مبارك فقد رفض الإنفاق علي والدته الست »نعيمة« فرفعت عليه قضية نفقة.. قضية الست »نعيمة« ضد ابنها حسني مبارك تحمل رقم 02 لسنة 0691 أحوال شخصية محكمة شبين الكوم الجزئية.. الست »نعيمة« رفعت الدعوي يوم 4 مايو، وهو اليوم الذي ولد فيه ابنها حسني مبارك.. فربما يتذكر بعضا من فضلها عليه.
تقول سطور الدعوي: إنه في يوم.. الموافق 4/5/0691 وبناء علي طلب السيدة نعمية محمد مرسي مبارك، المقيمة في قرية كفر مصيلحة، ومحلها المختار مكتب الأستاذ عبدالمنعم أحمد المحامي، انتقلت أنا محضر محكمة شبين الكوم الجزئية، وأعلنت السيد محمد حسني، ويعمل نقيبا بالقوات الجوية، ويعمل بمقر إدارة القوات الجوية..
الموضوع: الطالبة والدة المعلن إليه، وقد توفي والده المرحوم السيد إبراهيم مبارك في غضون هذا العام تاركا لها معاشا يسيرا، وتاركا لها أربعة أشقاء للمعلن إليه وهم:(سامية أحمد سامي فوزي عصام).. ولما كان هذا المعاش اليسير لا تستطيع معه الطالبة سداد احتياجات أشقائه ومواجهة ظروف الحياة.. وبالرغم من مطالبتها له بالطرق الودية بالمساعدة في الإنفاق علي أشقائه إلا أنه امتنع دون مبرر شرعي أو سند قانوني بالرغم من أنه ميسور، إذ إنه يعمل نقيبا بالقوات الجوية، ودخله الشهري يتعدي ال 51 جنيهاً.. ولما كانت نفقة الأقارب واجبة شرعا،ولما كانت الطالبة والدة للمعلن إليه فإنه يحق لها رفع هذه الدعوي.
وانتهت القضية بتصالح مبارك مع والدته علي أن يدفع لها 043 قرشا من إجمالي راتبه كنقيب في القوات الجوية وهو 51 جنيها.
وللتوضيح .. فإن شقيقه أحمد سامي.. يحمل اسما مركبا مثل الرئيس السابق »محمد حسني«..
وكما عاش عبدالناصر لا يحمل حبا لوالده بسبب زواجه السريع بعد وفاة أمه فهيمة.. فقد كان عبدالناصر لا يحب تقديم العون أو المساعدة لأشقائه وأقاربه.. وقد شاركه حسني مبارك في هذا الأمر وكأنهما نسخة بالكربون..
حدث أن عبدالناصر أسند إلي أخيه »الليثي« منصب »رئيس تجمع التحرير« لمدينة الإسكندرية، لكنه ندم علي ذلك فوضع »الليثي « في الإقامة الجبرية عقابا له علي سوء إدارته.. أما شقيقاه »شوقي« و »عز العرب« فلم يكن لهما أي وجود سياسي.
أما حسني مبارك فلم تكن علاقته بأشقائه الأربعة سوية مطلقا.. ففي الوقت الذي رفعت فيه الست نعيمة دعوي النفقة علي ابنها النقيب حسني مبارك، كان شقيقه أحمد سامي في لندن يدرس للدكتوراه في الهندسة وعندما عاد إلي مصر قرر أن يعمل في البيزنس.. لكن هذا لم يلق ترحيبا من شقيقه رئيس الدولة.... بل إن شلة زكريا عزمي وكمال الشاذلي كانت وراء تطفيشه من مصر، التي غادرها إلي ألمانيا حيث حقق نجاحات كبيرة هناك.. ورغم أن علاقته بمبارك كانت متوترة دائما، إلا أنه عندما مات سامي نشر مبارك نعيا لائقا له وأقام له عزاء وحضر جنازته!.. وهو مالم يفعله مثلا مع شقيقه الآخر »فوزي« الذي كان يعرف في العائلة باسم »أنور« ففوزي دخل مستشفي الأمراض العقلية لفترة قصيرة.. وقد اتهم في قضية هتك عرض، إلا أن المحكمة برأته لأنه كان مظلوما بالفعل.. وبعد أن خرج من مستشفي الأمراض العقلية ظل يعاني من الوحدة.. وعندما مات لم يهتم مبارك بأن ينشر له نعيا، أو يقيم له عزاء من أي نوع.
أما شقيقته سامية فقد كانت تعاني ظروفا صعبة في بداية حياتها، حيث كانت متزوجة من سائق تاكسي.. ولم يكن مبارك يسمح لها بأن تزوره في القصر الجمهوري، وكانت آخر مرة زارته بعد أن نجاه الله من محاولة الاغتيال في أديس أبابا.. وقد حضرت إلي القصر الجمهوري لدقائق معدودة سلمت عليه ثم انصرفت مسرعة دون أن يستبقيها إلي جواره.
شقيقه عصام.. حصل علي دبلوم تجارة وعمل في الأرشيف بدار القضاء العالي ، ثم حصل بعد ذلك علي شهادة عليا من أحد المعاهد، وعمل محاسبا في جامعة الدول العربية، وكان أمينا للصندوق في نادي الشمس، وعندما كان طرفا في بعض المشكلات رغم أنه كان علي حق إلا أن الرئيس السابق لم ينصفه ولم يقف إلي جواره.. بل قال له: أنا مش عاوز دوشة.
جوازسفر لجمال مبارك
باسم ناجي جورج!
ولنبدأ المقارنات بين عبدالناصر ومبارك في كل الجوانب.. كيف عاش الاثنان حياتهما وهما في سدة الحكم؟.. كيف تصرفا علي المستوي الإنساني؟.. ولنركز علي الجانب الإنساني والزوج والأب.
إن جمال عبدالناصر قاد ثوة 32 يوليو 2591 ليخلص مصر من الحكم الملكي ويرسي قواعد الجمهورية الأولي في حياة المصريين.. كان الهدف أن يحكم الشعب نفسه بالطريق الديمقراطي من خلال الانتخاب الحر المباشر، وينهي إلي الأبد الحكم الملكي القائم علي مبدأ التوريث من الأب إلي الابن دون تعبير عن إرادة شعبية تساهم في صناعة الحاكم ورجاله.. واستمر حكم عبدالناصر 81 عاما لم تشهد مصر خلالها التحول نحو الديمقراطية كما أعلن من خلال المبادئ الستة التي وضعتها الثورة دستورا لها.
أما حسني مبارك.. فقد حكم مصر 03 عاما، تحولت مصر خلالها إلي أكبر مستنقع للفساد السياسي والاقتصادي والانهيار الاجتماعي.. وعمليات النهب المنظم وتزوير الانتخابات.. الأمثلة كثيرة ولنأخذ حكاية جواز السفر رقم (802704) باسم ناجي جورج شحاتة جورج.. وهو جواز سفر حقيقي مسجل في الدفاتر الرسمية لوزارة الداخلية.. لا تشوبه شبهة تزوير.. ولكن المؤكد أن حامله شخص وهمي.. يستخدمه جمال مبارك لنقل أمواله من بنك إلي بنك.. وتحويل استثماراته من شركة إلي شركة.. وإخفاء أصوله من دولة إلي دولة!.. إن آخر عملية نفذها جمال مبارك بهذا الجواز الرسمي كانت عملية نقل خمسة مليارات دولارمن بنك »إيه.. بي.. إن أمرو« الهولندي إلي مكان غير معلوم!..
إن المصادر الغربية نشرت أن ثروة مبارك وعائلته تتراوح مابين 05 و 07 مليار دولار.. هذه المبالغ الطائلة جمعها الرئيس المخلوع وإبناه من تجارة السلاح وعمولات صفقة تصدير الغاز المصري إلي إسرئيل وشركات جمال وعلاء مبارك في قبرص وبريطانيا ومصر وجزيرتي فيرجين إيلاند (جزيرة العذراء) وكيمن إيلاند (جزيرة كيمن).. وهما أكثر مناطق العالم قذارة في إنشاء شركات الأوف شور.. وهي الشركات التي تخفي كل المعلومات عن أصحابها، ويديرها محامون ومحاسبون نيابة عنهم مقابل مبالغ سنوية مغرية.
ولابد أن عمل جمال مبارك بعد تخرجه في الجامعة الأمريكية عدة سنوات في بنك »أوف أمريكا« في لندن منحه خبرة هائلة في عمليات إخفاء الثروات واستثمارها بعيدا عن العيون الواسعة المفتوحة.. وساعده في ذلك خبير مصرفي ومالي آخر سيقترن به اسمه دائما هو صديقه وشريكه فيما بعد »وليد كابا«..
ثروة عبدالناصر في بنك مصر
وإذا كان جمال عبدالناصر قاد ثورة 25 ليغير وجه الحياة في مصر.. فإن حسني مبارك انفجرت ضده أعظم ثورات الشعب المصري طوال تاريخه في 52 يناير 1102، بعد أن أصبحت رائحة الفساد تزكم الأنوف، وبعد أن استيقن الشعب أن الحاكم يتجه بكل قوته وأدواته ورموز حكمه إلي إعادة مصر إلي العصر الملكي مرة أخري من خلال مشروع توريث الحكم لابنه جمال مبارك.. فانتفض المارد وخرج من القمقم ليصنع المعجزة..
والأوراق الرسمية تؤكد أن عبدالناصر حين توفي كان رصيده في بنك مصر أقل من 005 جنيه.. وكان من بين أوراق جمال عبدالناصر بيان رسمي بمفردات مرتبه وهو رئيس الجمهورية في المدة من أول يناير إلي آخر ديسمبر 8691.. في هذا البيان جاء أن صافي المرتب الذي كان يحصل عليه عبدالناصر 593 جنيها و287 مليما شهريا.. وحصل في السنة كلها علي 3274 جنيها و515 مليما فقط لاغير!..
أما مرتب مبارك وما وجد في جعبته من أموال مهربة فإن السطور السابقة تغني عن التكرار..
طقوس الحياة اليومية
وإذا ربطنا هذه السطور بالفيلم التسجيلي الذي عرض في المؤتمر قبل الأخير للحزب الوطني عن معاناة مبارك وهو صبي صغير في كفر المصيلحة.. يمشي من بيته إلي المدرسة.. تحت المطر.. وكيف كان يشتري وهو طيار في قاعدة بلبيس اللحم والخضار من السوق القريبة كي يوفر قروشا قليلة.. وعندما اشتري سيارة صغيرة اضطر علاء وجمال أن يركبا في شنطتها من شدة ضيقها!..
أما طقوس الحياة اليومية للرئيس عبدالناصر والرئيس المخلوع ففيها من المفاجآت ما يشيب له شعر الرأس في عز الشباب..
يذكر الصحفي الأمريكي »روبرت سان جون« أن »عبدالناصر يستيقظ في الساعة السابعة صباحا، فيغتسل ويحلق ذقنه ويتناول إفطاره، وهو عبارة عن الشاي والجبنة البيضاء، وسلطانية من الخبز واللبن، وطبق من الفول وهو طبق شعبي محلي.. وهو يستغرق وقتا طويلا أثناء وجبة الإفطار، لأن هذا هو الوقت الذي يقرأ فيه ثلاث جرائد صباحية تصدر في القاهرة، لكي يعرف ما وقع من أحداث، ولكي يعرف ما إذا كان المحررون والرقباء علي الصحف قد أدوا عملهم علي وجه حسن أم لا.. وإلا فيجب إبلاغهم ذلك فورا.. ثم يمشي عدة خطوات منتقلا من حجرة الطعام إلي مكتبه حيث يقضي أربع ساعات أخري يقرأ تقارير وزرائه وبرقيات سفرائه وأي بريد آخر يري سكرتيره الخاص أنه يجب أن يعرض عليه.. وهو متعود أثناء حديثه في التليفون أن يرسم علي النتيجة التي أمامه..وإذا فحصت أوراق النتيجة خلال السنوات الأربع الماضية لوجدت أن رسوما معينة تتكرر مرة بعد أخري.
وفي الظهر يعلن عن الغداء.. وفي الساعة الثانية تستطيع زوجته »تحية كاظم »وهي ذات جذور إيرانية، مثل زوجة مبارك سوزان صالح ثابت ذات الأصول الانجليزيةأن تستحوذ علي زوجها، فالتليفونات من الخارج ممنوعة، والأولاد يتناولون غداءهم في المدرسة، والمنزل خال إلا من الخدم.. وتتكون وجبة الغداء من الخضر والأرز والجبن ونادرا مايوجد اللحم.. وإذا تلكأ في غدائهما مدة طويلة فإن الأولاد يجيئون من المدرسة إلي المنزل جريا ويحيون والدهم قبل خروجهم للعب.
وقد حاول الكاتب الصحفي محمد حسنين هيكل صديق عبدالناصر إقناعه بالثورة التي حدثت في فنون الطعام، لكنه كان يصر علي تناول الأرز والخضار.. وكان يتساءل في دهشة: »وماذا يأكل الناس غير هذا؟«..
وبعد الغداء يقرأ ناصر كومة من الجرائد اليومية التي تأتي من مدن العالم العربي، وربما يستمر ذلك ساعتين، ثم ينام بعدها حتي الخامسة مساء.. وعندما يبدأ عمله الحقيقي، فهو في خلال الثماني أو التسع ساعات التالية بعقد الاجتماع تلو الآخر مع وزرائه ومع الدبلوماسيين الذين يعملون في القاهرة ومع محرري الصحف المحليين والأجانب، وهو يحب أن يؤجل مقابلاته مع الأجانب إلي وقت متأخر من اليوم.. وكلما كانت الساعة متأخرة شعر أنه أحسن قدرة علي التفوق بدهائه علي دهائهم.. وفي الساعة الثامنة مساء تتناول »تحية« العشاء مع الأولاد الذين يتسللون في هدوء ليلقوا علي والدهم تحية المساء، وذلك في حالة عدم وجود ضيوف عنده.. أما ناصر نفسه فيتناول وجبته الأخيرة في منتصف الليل.. جبنة بيضاء كثيرة الملح وخبز يقدم علي صينية في مكتبه..
طعام مبارك من باريس
أما الرئيس المخلوع مبارك فقد كان يعيش حياة مرفهة لا يحياها إلا الملوك وأمراء النفط.. كل شئ كان يأتيه من الخارج وعلي طائرات عسكرية.. يفعل ذلك خوفا علي صحته.. يأكل ويشرب من فرنسا خوفا من مياهنا الملوثة وخوفا من أن يصيبه السرطان الذي اغتال كثيرا من المصريين.. كان مبارك يستيقظ مبكرا ويمارس الرياضة حفاظا علي صحته.. وذات مرة أجرت مجلة النيوزويك الأمريكية حوارا مع زوجته سوزان ثابت قالت فيه إن مبارك ينام ثماني ساعات متصلة يوميا ويمارس لعبة الاسكواش بواقع ساعتين يوميا.
مصادر قريبة من الرئيس المخلوع كشفت عن حالة الترف المفرطة التي كان يعيش فيها مبارك وزوجته.. لقد كانت هناك طائرتان نقل عسكرية من طراز هير كليز (سي 031) مهمتهما حمل كل طعامه وشرابه من فرنسا.. الزيت واللبن والخبز والمياه المعدنية ليضمن خلوها من المواد المسرطنة في الوقت الذي كان الشعب فيه يأكل الخضراوات المروية بمياه الصرف الصحي والمرشوشة بمبيدات مسببة للسرطان والفشل الكلوي..
أما طعام المآدب التي كانت تقيمها سوزان مبارك فكان يأتي ساخنا من مطعم مكسيم الشهير في باريس، الذي يملكه بيت الأزياء المعروف » بيير كاردان«.. كانت تطلب قائمة الطعام.. وفور الاختيار كانت الطائرات تحمل الأطباق والأصناف ومعها الطهاة المناسبون
ومحسن صوفي الذي ظل مسئولاً عن مهمة جلب طعام مبارك من باريس عمل من قبل مع سوزان مبارك في السنوات التي قضتها للعلاج في الولايات المتحدة.. وفي فترة النقاهة كانت تنفق ببذخ غير مفهوم إلي حد أن أطلق عليها »مدام مليون دولار في اليوم«.. وكانت ترافقها في جولات التسوق خاصة في مركز تجاري تايسون الأكبر في العالم زوجة السفير المصري في واشنطن وقتها أحمد ماهر، الذي أصبح فيما بعد وزيرا للخارجية.
ونعود إلي عبدالناصر لنعرف كيف كان يختارملابسه.. يقول الكاتب الصحفي صلاح منتصر: »ملابس عبدالناصر كانت سمة من سمات شخصيته.. وطوال ال 81 عاما التي عرفنا فيها عبدالناصر نحن معاصريه من 25 إلي وفاته في سبتمبر 07 لم يحدث أن ارتدي كرافت أحمر ولا بدلة بنية.. كانت جميع بدلات عبدالناصر بتفصيله.. واحدة ولون واحد هو الرمادي الفاتح أو الغامق والمخطط بخطوط طويلة.. وكان الترزي الذي يتولي تفصيل بدلته يخيط له من اللون نفسه بدلتين حتي يمكنه تغيير إحداهما عندما تبتل من عرق زحام الجماهير دون أن يلحظ أحد أنه غير البدلة.. وكان من لوازم عبدالناصر المنديل الأبيض الذي كان يتم تثبيته في جيب جاكتته العلوي علي شكل الأهرامات الثلاثة.
أما كرافتات وربطات عنق عبدالناصر فقد كانت تقريبا ذات لون وخطوط واحدة.. اللون الداكن والخطوط العريضة المائلة.. وكانت معظم هذه الكرافتات من نوع وا حد شهير في ذلك الوقت اسمه »سلولكا«.. وكانت معظم كرافتات عبدالناصر تأتيه من السياسيين اللبنانيين ، أثناء زيارتهم له، فكان عبدالناصر يختار منها الألوان والرسوم التي لم يحد عنها تاركا الألوان والرسوم الأخري لزملائه وأصدقائه وأولهم محمد حسنين هيكل.
بدلة ب 52 ألف يورو
أما الرئيس المخلوع حسني مبارك فقد انتهي به الحال في سنواته الأخيرة وبمشورة من صديقه الحميم رئيس الوزراء الايطالي بيرلسكوني أن يتعامل مع بيت الأزياء الرجالي الايطالي المعروف »بريوني«، حيث كان يقوم بتفصيل 63 بدلة كل 6 أسابيع.. وكان يدفع في البدلة الواحدة نحو 52 ألف يورو.. ويختارها من صوف يعرف بصوف »سوبر 082« وهو أغلي أنواع الصوف، حيث يؤخذ من الجزء العلوي من بطن الحمل الصغير الذي لايزيد عمره علي 54 يوما.
وقد عاش عبدالناصر 25 عاما ولم يكن يملك ملابس للسهرة لأنه كان يشعر أن مثل هذه الملابس لا تتناسب مع مصر الحديثة.
أما »صاحب الجلالة.. مبارك الأول« فقد كان يلجأ إلي أسلوب »هوت كوتور«.. التفصيل الخاص.. علي أن يكون لكل بدلة رابطتان للعنق.. تفصيل أيضا.. ثمن الواحدة منهما يتراوح مابين 0001 و 0051 يورو..
ولم يكن مبارك يرتدي قميص البدلة مرتين كل قميص كان يرتديه مرة واحدة ثم يرميه.. وكانت الطائرات الرئاسية تحمل المصمم والمقصدار والترزي إلي القاهرة كي يحيكوا كل شئ علي مقاس الرئيس.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.