القمامة.. مستشفي الحروق.. سوق السبت.. مياه الشرب.. ومشاكل أخري تحاصر مدينة ههيا منذ سنوات. الأهالي بحت أصواتهم مع المسئولين لحل مشاكلهم المزمنة. لكن الأمور تزداد سوءاً مما دفعهم للاستسلام وفي انتظار طارق من السماء لتضميد جراحهم. "المساء" عاشت هموم أبناء المدينة علي الطبيعة. فماذا قالوا؟! * يقول السيد لطفي: القمامة والتلوث اللذان يملآن المدينة أم المشاكل الحياتية التي يعيشها الأهالي. بسبب مقلب القمامة الموجود بمدخل المدينة وبالقرب من مستشفي ههيا المركزي وبجوار شريط السكة الحديد. حيث تم تشوين القمامة وإشعال النار فيها مما نتج عنها أدخنة كثيفة وضارة لوجود عبوات بلاستيك بها. حيث تغطي سحب الدخان المستشفي والطريق.. والغريب أن جميع المسئولين يمرون من هذا الطريق ولم يلتفت أحد لهذه المشكلة القديمة.. رغم الوعود بنقل هذه الكميات بالكامل. ولكن للأسف تم نقل نصفها للخطارة بتكلفة بلغت 450 ألف جنيه. وسبق مخاطبة المهندس ماجد جورج وزير البيئة بهذه المشكلة وتم تكليف فرع جهاز شئون البيئة بالمحافظة بتشكيل لجنة لبحث ودراسة الطلب. وتبين لها أن المقلب يقع بامتداد شريط السكة الحديد طريق ههيا أبوكبير بطول حوالي 300 متر وعرض 20 متراً. وبمتوسط ارتفاع للقمامة 3 أمتار. ويبعد عن مستشفي ههيا المركزي بمسافة 100 متر. وأوضح أن اللجنة التقت رئيس مركز ومدينة ههيا اللواء أحمد فيصل الذي أفاد بأن التراكمات الموجودة بالمقلب تكونت علي مدار الخمس عشرة سنة الماضية وأن المحافظة قامت بعدة مجهودات لحل المشكلة. حيث قامت الوحدة المحلية لمركز ومدينة ههيا بمنع إلقاء القمامة بالمقلب وتجميعها ونقلها للقرين. وتمت مخاطبة رئيس المدينة بضرورة التوقف الفوري لإلقاء القمامة بالمقلب وتحويل المخلفات إلي مصنع تدوير القمامة بأبوكبير وكذلك ضرورة تثبيت لوحات تحذيرية لمنع إلقاء القمامة بالموقع. وتعيين حارس له للتأكد من تنفيذ ذلك.. لكن ما طالبت به الوزارة لم ينفذ علي أرض الواقع. ومازالت عمليات إلقاء القمامة مستمرة. وممكن أن تؤدي لحدوث كارثة للقطارات المارة بسبب تطاير الشرز فهل يتحرك المسئولون قبل فوات الأوان أو أن التحرك سيكون بعد وقوع الكارثة كعادتهم؟! ويضيف أن وزارة البيئة عاينت 8 مواقع وتم اختيار أحد المواقع علي مصرف أم الشوف المغطي ما بين عزبة الشيخ سعيد وكفر المطاوعة وتم تخصيصه مؤقتاً بخطاب يؤكد أن الموقع غير صالح بيئياً مما عطل التنفيذ. علماً بوجود 450 ألف جنيه بإدارة التخطيط بالمحافظة مجمدين لهذا الغرض. كما تم شراء سيارة حمولتها 60 طناً وعندما تقدمت بشكاوي للمسئولين بسبب إشعال الحرائق في القمامة لما تسببه من ضرر لأبناء المدينة ومرضي المستشفي المجاور للمقلب. لكن أبلغونا أن الاشتعال يتم ذاتياً ولا تدخل لأحد فيه. فهل هذا معقول؟! * يشير أحمد عبدالمعبود إلي سابقة تخصيص المساحة في شهر يوليو العام الماضي لإنشاء 200 وحدة سكنية ضمن مشروع إسكان الشباب وكذلك تحويلها لحديقة عامة ولكن مازالت المشكلة قائمة ونحن في حاجة لهذه المساحة من أجل الصالح العام بدلاً من أن يصبح مدخل المدينة صورة سيئة. * يتطرق مهدي سعد "أعمال حرة" إلي مشكلة سوق السبت الأسبوعي الموجود داخل المدينة وافتراش الباعة شريط السكة الحديد مما يشكل خطراً علي حياتهم وتحول المدينة في ذلك اليوم إلي "سمك.. لبن.. تمر هندي".. موضحاً أنه سبق إثارة هذه القضية ونقل السوق لمكان آخر خارج الكتلة السكنية. لكن لم تنفذ هذه الاقتراحات علي أرض الواقع. ناهيك عن ترك هؤلاء الباعة أكواما من المخلفات والتي أحياناً ما يتم تركها لليوم التالي أو لأصحاب المحلات لرفعها بمعرفتهم. .. وقال: كل ما نتمناه هو نقل سوق السبت الذي يشكل صداعاً في رأي المدينة لمكان بديل. * يؤكد محمد عطية أن مياه الشرب حكايتها حكاية.. فعلي الرغم من وجود محطة عملاقة لمياه الشرب علي أرض ههيا لخدمة العديد من المراكز إلا أن مياه الشرب ضعيفة. ولا تصعد للأدوار العليا. وفي حالة انقطاع متكرر دون أسباب مقنعة.. مشيراً إلي أنه تمت مناقشة تلك المشكلة. وتم طرح الحلول. ووعدت شركة مياه الشرب والصرف الصحي بتوفير المياه. وتطوير المحطات الموجودة علي أرض ههيا. إلا أن ذلك لم يتحقق حتي الآن. ومازال الأهالي يعيشون معاناتهم.. كما أنه تمت مطالبة قطاع مياه ههيا بزيادة عدد غرف محابس التحكم بالشوارع. وإصلاح المحابس وصيانتها حال تهالكها لكونها غير صالحة لمواجهة مشكلة انقطاع المياه عن كتل سكانية كبيرة عند حدوث انفجارات. * يطالب سمير منصور بسرعة إحلال وتجديد مدرستي السلام وأبوبكر الصديق الابتدائيتين والصادر لهما قرار بالإزالة ليعود التلاميذ لمدارسهم خاصة بعد تشتيتهم في مدرستي الإيمان والحرية فترة مسائية العام الماضي. مما يؤثر علي قدرة استيعاب التلاميذ ومتابعة شرح المدرس بالفصل. * ينتقل صبري فخرالدين إلي مشكلة مستشفي الحروق الذي تم إنشاؤه منذ 14 عاماً لخدمة مصابي الحروق بالمحافظة والمحافظات المجاورة. حيث يتكون من خمسة طوابق. وتكلف ملايين الجنيهات وللأسف الشديد لم يتم تشغيله حتي الآن رغم تركيب أجهزة التكييف التي أصبحت عرضة للتلف. كما أن المبني عرضة للانهيار لأنه يعوم في بركة من مياه الصرف الصحي. ولم يتحرك أحد من المسئولين لشفط المياه أو معالجة المشكلة التي تهدد المستشفي علي مرأي ومسمع من الجميع. وبالتالي إهدار المال العام. وقال: الغريب أن جميع معدات المستشفي موجودة ومشونة منذ العام الماضي وعرضة للتلف وهي بالملايين. والمستشقي في حاجة إلي ما يقرب من مليون جنيه لتشغيله. وللأسف الشديد لم يدخل ميزانية هذا العام مما يزيد الطين بلة. كما أن شركة مياه الشرب والصرف الصحي قطاع ههيا معمل المحطة اليابانية. قام بأخذ عينتين من مياه الصرف الصحي الموجودة داخل المستشفي وخارجه. وجاء في تقريره لمجلس المدينة أن المياه الموجودة داخل المبني عبارة عن مياه صرف صحي "تلوث قديم" والمياه الموجودة خارجة مياه صرف صحي "تلوث حديث".. ومر عام علي الرد دون أن يتحرك أحد لحل هذه المشكلة التي تهدد المبني بالانهيار. * يقول سمير جرجس: إن المدرسة الإعدادية الحديثة للبنين بالمدينة تشهد حالة من الفوضي. وسيبق أن ضرب عامل تلميذاً بالمدرسة بالشلوت العام الماضي وصفعه علي وجهه لمخالفة التلميذ تعليمات العامل بتجميع القمامة. وتوجهت لجنة من الإدارة التعليمية للمدرسة وقرر مدير المدرسة مجازاة العامل علي فعلته. وأثناء تفقد اللجنة للمدرسة اشتكي تلاميذ فصل 1/1 من أحد المدرسين الذي أتي بورق الامتحان الشهري قبل نهاية الزمن المحدد للاختبار ب 5 دقائق. الأمر الذي لم يمكنهم من أداء الأجوبة للامتحان قدر الاستطاعة. حتي أن ثلثي الفصل أقرانهم سقطوا في المادة للشهر ولم يحصلوا علي أدني متوسط من الدرجات. كما أن هناك طلاباً لا يعرفون القراءة والكتابة حصلوا علي الدرجات النهائية بالاختبار ذاته. وتم عرض المشكلة علي مدير المدرسة بحضور المدير العام للإدارة التعليمية الذي طلب ضرورة إعادة الامتحان مرة أخري علي الطلاب وإعطاء كل ذي حق حقه بالعدل دون تمييز.. ورأت اللجنة أن هناك تقصيراً في متابعة المدرسة لأعمال الاختبار بالمدرسة وأثناء ذلك رفع مدير المدرسة صوته علي اللجنة عند مواجهته بهذه الشكاوي والتي نبينت للجنة علي الطبيعة مما دفعها للانسحاب والانصراف من المدرسة كون هذا الأمر لا يليق بالعملية التعليمية. وأوصت اللجنة بضرورة تحريك مدير إدارة المدرسة لمكان آخر والاستعاضة عنه بمدير آخر قادر علي إدارة المدرسة. ولكن لم يتم شيء حتي الآن. * ويشير الأهالي إلي أن محطة الصرف الصحي بالسراحنة التي تكلفت عشرة ملايين جنيه ورغم الانتهاء من كافة الأعمال في شهر سبتمبر الماضي لم يتم استلامها. كما أن تشغيلها متوقف علي شراء جهاز تحسين القدرة ب 15 ألف جنيه لضبط التيار الكهربائي.. إلي جانب أن محطة الصرف الصحي بأبوراشد التي تكلفت هي الأخري الملايين توقفت بها الأعمال الإنشائية منذ عام علماً بوجود معدات المحطة مشونة داخل كونتر أمام المحطة مما يعرضها للتلف.. وسبق مخاطبة شركة مياه الشرب والصرف الصحي لسرعة تشغيل المحطتين لمواجهة طفح مياه المجاري وإنقاذ المنازل من الرشح.. لكن لم يتم التشغيل حتي الآن ومازالت المشكلة قائمة ولا حياة لمن تنادي. والوعود تبخرت.