نحن بكل تأكيد أمام شعب من الجبارين اسمه الشعب الفلسطيني يواجه بأيديه العزل كيانا إجراميا مدججا بأبشع أنواع الأسلحة حتي أسنانه. بدأ الشعب ثورة أو هبة جديدة في مطلع الشهر الماضي دفاعا عن المسجد الأقصي بعد أن دخلت المؤامرة الصهيونية لتقسيم المسجد زمانيا ومكانيا مرحلة جديدة. ورأينا المرأة الفلسطينية تقف للدفاع عن الأقصي علي أبوابه وفي ساحاته تتحدي هراوات جنود الاحتلال. ووجدنا الشعب الفلسطيني الأعزل يلجأ إلي سلاحين جديدين هما السكاكين والدهم بالسيارات.. ولم يكن الأمر ينتهي بالضرورة بمقتل الصهاينة. لكنه كان ينتهي دائما باستشهاد الفلسطيني وتدمير منزل عائلته . وأصيب الصهاينة بالذعر إلي درجة أن إسرائيل- التي تتباهي بشجاعة جنودها عندما أرادت الانتقام من فلسطيني قتل أحد مستعمريها وتمكن من الهرب وعرفت مخابراتها أنه يعالج في إحدي المستشفيات بالخليل أرسلت 25 من القوات الخاصة المعروفة باسم المستعربون التي يرتدي أفرادها الملابس الفلسطينية إلي المستشفي لاغتيال مريض يلازم الفراش. وعاقب هؤلاء المستعربين المستشفي بإتلاف أجهزته. وغرف العمليات والعناية المركزة فيها لانها تعالج "ارهابيا" فلسطينيا- علي حد وصف الاحتلال طبعا. وفي يوم واحد الجمعة الماضية. أصيب 158 فلسطينيا في مظاهرات جرت احتجاجا علي المؤامرة ضد الاقصي.. ولفت الأنظار ان الاحتلال يستعين بالقناصة لإطلاق النار علي الاجزاء السفلي من إجساد المتظاهرين لإصابة أكبر عدد ممكن منهم بعاهات مستديمة. ومع ذلك لم يتراجع الشعب الفلسطيني وزاد جرأة وشجاعة حتي أن ثوار السكاكين والسيارات قتلوا في يوم واحد 5 من المستعمرين اليهود منهم اثنان في تل أبيب.. إنهم فعلا "شعب الجبارين" في الدفاع عن مقدساتهم.