وسط المشاكل والأحداث المأساوية الصعبة التي تمر بعالمنا العربي ربما. لا نعدم ان نجد بعض الاشارات الإيجابية التي تبعث علي الأمل. احدي هذه الاشارات جاءت من الجزائر عندما أعلنت الصين عن سحب أكثر من أربعين ألفا من عمالها الذين يعملون في المصانع الجزائرية وفي المشروعات التي تتولاها الشركات الصينية في الجزائر. بررت الصين هذا القرار بان عمالها يتعرضون لاهانات عنصرية من الجزائريين في مواقع العمل بل وفي الحياة العامة. لكن هذا الزعم لايقنع أحدا علي الاطلاق لاننا لم نعهد الشعب الجزائري الشقيق شعبا عنصريا. والأمر في الحقيقة ان الدولة في الجزائر وضعت خططا متكاملة لاعداد كوادر من العمالة الجزائرية القادرة علي سد الاحتياجات المختلفة بحيث تغلق الابواب قدر الامكان امام العمالة الاجنبية -سواء كانت صينية أو غيرها- وتوفر فرص العمل لابنائها. وبالنسبة للصين علي وجه الخصوص فان مثل هذا الانجاز الجزائري يشير إلي أن العامل الصيني والمنتج الصيني لم يعودا قدرا محتوما كما يعتقد البعض يتسبب في اغلاق المصانع الوطنية وتسريح عمالها وان الدول التي تسعي بجد لعلاج المشكلة يمكن ان تحقق الانجاز في هذه المعركة. ولا يجب ان تأخذنا شفقة بالصين مع احترامنا الكامل لشعبها العامل المنتج. فلا ننسي مثلا علاقاتها الوثيقة باسرائيل حتي قبل حرب 73 عندما كانت محسوبة علينا حليفا وتتظاهر بنصرة قضايانا. وهي واحدة من الدول التي تعاون اثيوبيا في مشروع السد دون احترام لمصالح مصر.فلنحذو حذو الجزائر. وهو أمر ليس بالصعب اذا ما صدقت النوايا وحسن التخطيط.