أفراح وسعادة وانتصارات حصدتها مصر بالأمس في يوم مشهود وبداية عام هجري جديد أولها فوز مصر الغالية بالعضوية غير الدائمة لمجلس الأمن العالمي للمرة السادسة وباكتساح الأصوات 179 صوتاً من 194 مجموع المقاعد. واكتملت الفرحة بعودة الأهلي نادي القرن تاجر السعادة محتكر الألقاب والبطولات المصرية الأفريقية والعربية والعالمية إلي الصورة والنجاح في الدفاع عن مكانته وتاريخه ورفضه ان يخرج من الموسم خالي الوفاض من البطولات فكانت بطولة كأس السوبر التاسعة والرابعة من الزمالك. لم يكن مكسب الأهلي هو فقط الذي أسعد جماهيره العريضة ليس في مصر وحدها ولكن هناك في الإمارات واحدة من أعز الشعوب العربية لدي المصريين وكذلك كل أبناء الإمارات السبع والدول الخليجية الأخري التي حضرت المباراة واستمعت بواحدة من أجمل وأقوي وأمتع لقاءات الكرة المصرية ولقاءات الفريقين. كانت الروح الرياضية بين لاعبي الفريقين هي الأفضل والحماس والمنافسة هي الأقوي حتي تعلقت النتيجة وتغيرت مرتين عندما تقدم الزمالك ليتصدر المشهد وبعد اضاعة ضربة الجزاء استرد الأهلي روحه وتعادل بضربة جزاء مماثلة وأضاف ثانياً وثالثاً ثم أحرز الزمالك الهدف الثاني وكان قريباً من التعادل رغم سيطرة الزمالك في اللحظات الأخيرة وبعد امتلاك كامل للأهلي بصورة بارزة في الشوط الثاني ولم يعكر صفو المباراة إلا تصرف اللاعب الصغير رمضان صبحي عندما وقف علي الكرة وسط المباراة في وقتها الملتهب ثم التصرف الأهوج الذي أقدم عليه كابتن الفريق الغائب حازم إمام. ثم كان المكسب الأكبر هو عودة العلاقات بين قطبي الناديين المهندس محمود طاهر رئيس الأهلي والمستشار مرتضي منصور رئيس الزمالك ومشاركتهما في تتويج البطل الأهلي ومنح ميداليات الوصيف للاعبي الزمالك. وقبل ان ينتهي المشهد ضرب لنا لاعبو الأهلي أروع مثل في الأخلاق عندما تسلم عماد متعب نجم الفريق والكابتن الكأس ليسلمها مباشرة إلي حسام غالي أحسن لاعب في المباراة الذي قام بدوره لتسليمه لكابتن الفريق في المباراة حسام عاشور ثم يتداوله باقي اللاعبين. ويأتي أثر هذا الانتصار العظيم للأهلي ليس فقط بفوزه في المباراة أو علي غريمه الزمالك بطل الدوري والكأس ولكن لعودة الهدوء والسكينة إلي الكيان الكبير الذي اهتز كثيراً بعد الاخفاق في الكونفدرالية التي اقترب منها ولكنه خرج قبل ان يدرك النهائي.. ولعل الجميع قد فطنوا إلي أهمية الشعار أن الرياضة مكسب وخسارة ويوم لك ويوم عليك ولعل حاملي مشاعل الفرقة والاتهامات ان يهبطوا ويتركوا العيش لخبازه.. فالأهلي ناد قد يخفق ولكنه أبداً لن يموت.. فهو مازال فوق الجميع من محبيه.