رضا أحمد يوسف 40 عاما مدرسة ثانوي صناعي قسم ملابس جاهزة تقول إن التعليم الفني الموجود حاليا يمر بمأساة بكل المقاييس لأن الاهتمام الأكبر بالنسبة للدولة يتركز علي الثانوي العام علي الرغم أنه في كل عام يتخرج الآلاف من الكليات العامة والخاصة والمحصلة لا تعيينات ولا فائدة في الوقت الذي يجب فيه الاهتمام بالتعليم الفني والذي يشمل التعليم الصناعي والزراعي والتجاري.. فكيف لنا أن نتحول إلي دولة صناعية أو زراعية ولا نهتم بالتعليم الصناعي وخاصة المدرسين فعلي سبيل المثال المدرس يتقاضي مبالغ ضئيلة لا تكفيه لحياته المعيشية فهي بعد 17 عاماً من التعيين والعمل المتواصل تتقاضي 1700 جنيه ولديها أولاد فكيف تعيش في ظل هذا الغلاء تضطر المدرسة إلي أسوأ الحلول إما أن تتجه للدروس الخصوصية التي من خلالها يتحكم الطالب فيها لأنه يشعر أنه يعطي المدرس مرتب كل شهر ليس نظير تعليمه شئ مفيد ولكن حتي ينجح الطالب في اخر العام ولو لم يجيب علي أي سؤال في ورقة الامتحان فيكفيه فقط أنه يأخذ دروس خصوصية. أما الحل الآخر الكارثي وهو أن يتجه المعلم الفني إلي وظيفة أخري ممثلة في العمل بكافيتريا أو مطعم فتجد الطالب يجلس والمدرس هو من يقوم بخدمته أو مثلا العمل في أتيليه ملابس وتأتي طالبة من نفس المدرسة وتأمر بصنع موديل خاص لها.. فكيف هذا؟ أين هيبة المعلم وكيف سيحترمها الطالب بعد ذلك؟ فالطالبات يحضرن إلي المدرسة بالملابس المخالفة والماكياج دون رادع أو قانون يحكم ذلك وتتذكر في الماضي حينما كان الطالب يخطئ يتم فصله نهائياً ويتخذ معه الاجراء الصحيح فيكون خير رادع لكل الطلبة. أما الان فحينما يخطئ الطالب يتم فصله ثلاثة أيام ويعود ثانيا وكأن شيء لم يكن فالمشكلة الحقيقية تكمن في اسم الوزارة في حد ذاته التي تسمي التربية والتعليم.. فأين التربية.. وأين التعليم إذا حتي وإن كان الطالب يواجه مشاكل تربوية في المنزل فيجب أن تكون المدرسة خير معلم ومربي فقديما قالوا "قف للمعلم وفيه التبجيلا.. كاد المعلم أن يكود رسولا". وأخيرا تتمني رضا من القائمين علي منظومة التعليم إصلاح التعليم من خلال عودة هيبة المعلم إلي وضعها الصحيح وتوفير احتياجاته المادية والاخلاقية حتي لا يلجأ إلي إهانة نفسه سواء بالدروس الخصوصية أو بالعمل بمهن تحط من شأنه كمدرس.. فإذا أردت أن ترتفع بشأن الأمة فيجب الاهتمام بالتعليم.. ثم التعليم.. ثم التعليم.