البطل "محمد حسين محمود مسعد" ابن قرية سنديون مركز قليوب بمحافظة القليوبية هو أول شهداء القوات المسلحة المصرية في معارك أكتوبر عام .1973 كان البطل قد ولد في 11 مارس عام 1944 وفي عام 1968 حصل علي بكالوريوس الزراعة والتحق بالقوات المسلحة وتم تجنيده عام 1968 وتم توزيعه علي سلاح الاستطلاع بالجيش الثاني الميداني. شارك في حرب الاستنزاف خلف خطوط العدو عدة مرات والتحق بفرق الاستطلاع المكلفة بالاستماع إلي الاتصالات اللاسلكية بين وحدات العدو الإسرائيلي لمعرفة اتجاهاتها ونواياها وأوضاعها وإبلاغ القيادة بذلك. ذكر المؤرخ إبراهيم خليل في كتابه "من سجلات الشرف" أن البطل الشهيد "محمد مسعد" أخبر القيادة عن وجود مواسير النابلم التي أمدتها إسرائيل أسفل مياه قناة السويس قبل معارك أكتوبر 1973 لتحول صفحة المياه إلي جحيم إذا فكر الجيش المصري في اقتحام قناة السويس.. ولكن الجيش المصري قهر الجيش الإسرائيلي وحطم خط بارليف بأقل خسائر. كان البطل الشهيد قد تم إنهاء تجنيده وخرج إلي الحياة المدنية وتزوج من مدرسة تعمل في مدرسة سنديون الإعدادية وفي 2 من أغسطس عام 1973 استدعته القوات المسلحة بعد زواجه بشهر وأثناء وداعه لعروسه قال لها "سامحيني علي فراقك السريع فأنا أشعر ان الوطن يناديني".. ووحدتي العسكرية بحاجة إليّ وبعد أن وصل إلي وحدته قام بمهامه الاستطلاعية ورصد القوات الإسرائيلية وأبلغ عنها وفي الأول من شهر رمضان عام 1393 تم السماح له بزيارة أسرته وفي المساء عاد إلي وحدته وأثناء وداع زوجته قال لها: "أوعي تنسي قراءة الفاتحة وخلي بالك من نفسك" وقام بعد ذلك بتقبيل أمه الحاجة زينب علم وقال لها "أدعيلي يا أمي أنا وزملائي علي الجبهة" وقد خرجت كل العائلة تودعه وهذه هي أول مرة تخرج العائلة لوداعه منذ التحاقه بالخدمة العسكرية وكان البطل يعلم بأن هذا هو الوداع الأخير له من أسرته. وعندما اندلعت المعارك كان البطل "محمد مسعد" ضمن الصفوف الأمامية الأولي لقواتنا الضاربة في مواجهة العدو الإسرائيلي ويذكر ان البطل قام وبمهارة الجندي المصري الجسور بالفتك بالقوات الإسرائيلية وما هي إلا ساعات قليلة حتي استشهد البطل بمنطقة التمساح بسيناء.. وكانت آخر اشارة بعث بها إلي قائده: "العدو يا فندم علي بعد 10 أمتار" وبعدها لقي ربه وتم دفنه بمقابر الشهداء بالاسماعيلية. أرسل وزير الحربية في الرابع والعشرين من شهر يونيو عام 1974 نعياً إلي والدته وفي نفس العام قامت الأسرة بنقل جثمانه من مقابر الشهداء بالاسماعيلية إلي مقبرة خاصة بسنديون وأعيدت مراسم الدفن وخرجت جموع أهالي سنديون في موكب مهيب تهتف "لا إله إلا الله الشهيد حبيب الله". قال أحمد مسعد شقيق البطل ان الشهيد عندما نقلنا جثمانه كان كما هو وكأنه توفي بالأمس وكانت رائحته تفوح عطراً ومسكاً وأنه تم تسجيل اسم شقيقي بالموسوعة العالمية كأول شهيد وذكرت مجلة النصر الخاصة بالقوات المسلحة في عددها الصادر في شهر سبتمبر عام 1975 بأن شقيقي أول شهيد في حرب أكتوبر. وذكر المؤرخ إبراهيم خليل في كتابه "من سجلات الشرف" بأن ابن الكويت محمد الصالح آل إبراهيم قدم عشرة آلاف جنيه هدية إلي أسر أول عشرة شهداء في حرب أكتوبر 1973 وهم: "محمد حسين محمود مسعد" والبطل الشهيد "عطية صالح محمدين" ابن الاسماعيلية.. والبطل الشهيد "فوزي دسوقي شومان" ابن قرية المليج بالمنوفية.. والبطل الشهيد "محمود محمد النجار" ابن دمياط.. والبطل الشهيد "محمد ربيع حسن" ابن المنصورة.. والبطل الشهيد "محمد سعد حامد" ابن المنصورة.. والبطل الشهيد "أحمد مرتضي الطيري" ابن قرية الطور بالأقصر.. والبطل الشهيد "أحمد حسين أحمد" ابن أسيوط.. والبطل الشهيد "عزت موسي شاهين" ابن قرية دمنهور الوحش بالغربية.. والبطل الشهيد "يسري أحمد حسن" ابن صهرجت الكبري بالدقهلية.. وقد أقيم حفل التكريم في نادي الضباط بالحلمية بالقاهرة الذي حضره اللواء "محمد عبدالفتاح العيسوي" مدير إدارة الشئون المعنوية نائباً عن الفريق أول "محمد عبدالغني الجمسي" نائب رئيس الوزراء ووزير الحربية والقائد العام للقوات المسلحة آنذاك.. والدكتورة "عائشة راتب" وزيرة الشئون الاجتماعية.. وعدد كبير من القادة وضباط الصف والجنود. وطلب صلاح حسب الله أحد أبناء قرية سنديون من المهندس محمد عبدالظاهر محافظ القليوبية ضرورة تكريم البطل الشهيد بذكر اسمه في كتاب محافظة القليوبية كأحد أهم أبنائها الذين ضحوا بأنفسهم في سبيل الوطن خاصة وأن الشهيد البطل كان قد تزوج لمدة شهر واحد فقط ولم ينجب.