بعدما أصبح التدخل الروسي أمرا واقعا في سوريا رغم معارضة بعض الدول الغربية وعلي رأسها أمريكا مما خلق واقعا جديدا في الأزمة السورية وتداعيتها بإعلان روسيا دعمها الكامل لنظام بشار الأسد وعدم السماح بسقوطه وأنه جزء من أي حل سياسي قادم. يري الخبراء أن التدخل الروسي بهذه القوة العسكرية الضخمة يمثل صفعة علي وجه أمريكا وحلفائها من شأنه تغيير قواعد اللعبة بسوريا حيث لن تثني التحذيرات الأمريكيةلروسيا من تدخلها العسكري وإظهار العجز الأمريكي في محاربة الإرهاب علي مدي سنة كاملة بالرغم من الضربات الجوية المكثفة علي تنظيم داعش ولكنه كان في واقع الأمر يتمدد يوميا ويكسب أرضا جديدة وهذا التدخل الروسي أحدث نوعا من التوازن العسكري ومن شأنه تقوية الجيش السوري لضرب داعش وأن المخطط بعد الضربات الجوية الروسية هو التدخل البري للجيش السوري والإيراني وحزب الله لدحر داعش والجماعات الإرهابية الأخري. أكد اللواء نبيل فؤاد مساعد وزير الدفاع سابقا انه رغم اعتراضات بعض الدول سواء الدولية أو الإقليمية علي التدخل الروسي في سوريا إلي أنه أصبح أمرا واقعا علي أرض مع بداية الضربات الجوية الروسية وليس هناك أدني شك في تراجع روسيا فهي جاءت لدعم نظام الأسد وقبله مصالحها بسوريا وستحقق هذا. أضاف مساعد وزير الدفاع ان روسيا بقيادة بوتين تري أن الولاياتالمتحدة تهمش دورها وتحاول قيادة العالم منفردة بشكل أحادي دون النظر للمصالح الروسية خصوصا في دولة مثل سوريا بها قاعدة جوية روسية بمنطقة اللاذقية قد تكون الوحيدة بالمنطقة ومع سقوط نظام الأسد سنفقد مصالحها هناك ولذلك هي لن تترك الأسد وستقوي الجيش السوري ولن تسمح بهزيمته. ويري اللواء نبيل أن أمريكا تشكل تحالفا دوليا وإقليميا بقيادتها لمحاربة داعش ومنذ عام والضربات الجوية مستمرة ولكن دون نتائج تذكر فداعش يتمدد في سورياوالعراق بشكل يومي إذًا السؤال الذي يطرح نفسه بقوة ما هي قيمة هذه الضربات وتأثيرها؟ النتيجة بالتأكيد هي صفر للا شيء..!! أشار فؤاد إلي أن روسيا لن تسمح بفقد ميناء لها علي البحر المتوسط وتواجد عسكري به لتنفرد أمريكا بالمنطقة فهناك مصالح استراتيجية للنفوذ الروسي ولتحقيق ذلك هي تدعم المحور المناهض للولايات المتحدة "إيرانسوريا حزب الله" فالمصالح متشابكة. يري فؤاد أن من تداعيات التدخل الروسي هو تقوية النظام السوري وعدم السماح بسقوطه وإجبار الغرب علي التعامل معه بعد أن كانوا يقولون انه خارج أي حلول.. الآن هو جزء من الحل ولو بشكل مرحلي هذا بالإضافة إلي ضمان عدم تقسيم سرويا مع إجبار أمريكا وحلفائها بالقبول بالحل السياسي بعد القضاء علي داعش والجماعات الأخري المعارضة هناك علي أن يكون عدم المساس بحدود وكيان الدولة السورية بالإضافة لقبول الأسد هو الحل السياسي الأمثل لكل الأطراف يقول اللواء حسام سويلم الخبير الاستراتيجي ان التدخل الروسي في سوريا جاء وفق خطة روسية لحماية نظام الأسد في المرحلة الحالية ولكشف عورات التحالف الدولي بقيادة أمريكا والعاجز حتي الآن من خلال ضرباته الجوية علي تحقيق أي شيء علي الأرض فبعد 5 آلاف طلعة جوية وطيران أكثر من 20 دولة فإن داعش يتمدد في سورياوالعراق.. روسيا أرادت كسر هيبة أمريكا وإظهار عجزها للحفاظ علي سوريا ومصالحها هناك روسيا تعلن عن نفسها بقوة من خلال ضرباتها الجوية لتغير المعادلة الحالية في سوريا والتي تعتمد أن تنتهج المعادلة الحالية في سوريا والتي تعتمد أو تنتهج السياسة الأمريكية في ضرورة إقصاء بشار وقد تقسم سوريا نفسها ولكن مع التدخل الروسي الأمور اختلفت وتغيرت نظم المعادلة واللعبة في سوريا وليس بمقدور أحد إثناء روسيا عن موقفها الآن فهي تقوم بضرباتها الجوية علي وتنظيم داعش لإضعافهم خصوصا في مدن أدلب والرقه وسما تمهيدا لتحرك بري تقوم به القوات السورية والإيرانية وحزب الله لفتح محور بين دمشق والمنطقة الساحلية علي مدينة اللاذقية وطرطوس نظرا لأهميتها الاستراتيجية. يضيف سويلم ان النظرية الروسية تقوم علي تدمير داعش والجماعات المعارضة وبعد ذلك نتحدث عن الحل السياسي الذي يتوافق مع مصالحها العليا ومصلحة الدول المساندة لها "إيران حزب الله" وعلي بشار الأسد أن يستعد لدفع ثمن المساندة الروسية له بعدما أوشك علي السقوط وستحدد مصيره بعد انتهاء الضربات الجوية روسيا تبحث عن مصالحها وقد يكون الرئيس السوري جزءا من الحل في الوقت الراهن بسبب التدخل الروسي والذي جاء علي غير هوي أمريكا وتحالفها لأنه أفسد كل خططهم المستقبلية وهو في ضرباته حتي الآن لا يفرق بين داعش أو جبهة النصرة أو قوي المعارضة والتي يساندها التحالف الغربي بقيادة أمريكاروسيا تدخلت إذًا الوضع اختلف والأهداف أيضا وليس في مقدور أمريكا وحلفائها تغير ذلك وما هي إلا شهور قليلة للنظر إلي التداعيات النهائية في سوريا. يري سويلم أن التدخل الروسي بهذا الشكل المكثف هو صفعة لأمريكا وتحد لها وإظهار عجزها علي فعل شيء وأيضا لإظهار فشلها في الحرب علي الإرهاب. أما اللواء عبدالمنعم درويش الخبير الاستراتيجي فإنه يري أن ما يتم الآن علي أرض الدول العربية جاء نظرا لضعف العرب وعجزهم وأصبحت دولنا مرتعا للتدخل الخارجي الذي لا يبحث سوي علي مصالحه فقط فهناك سوريا اليمن العراق ليبيا والبقية تأتي كل هذا لضعف القرار العربي هم يريدون تمزيق هذه الأمة العربية وتقطيع الدول إلي دويلات صغيرة متناحرة لسرقة ثروتنا وجعلنا حقل تجارب لأسلحتهم بعدما تحولنا لدول لاجئين بعدما كنا محل قوة وعزة بعد حرب 1973 لاننا اتحدنا. يضيف اللواء درويش ان أهم تداعيات ما يتم الآن علي أراضي الدول العربية هو ضمان أمن إسرائيل ل 100 عام قادمة بعدما قضي علي الجيش العراقي ثاني أكبر قوي عربية بعد تفكيكه وإهدار كل الكفاءات العسكرية به حتي انه يسلم أسلحته للأهالي ولداعش خوفا منه فهل هذا هو الجيش العراقي ثم الجيش السوري ومحاولة تدميره والقضاء عليه نهائيا ولهذا جاء التدخل الروسي علي غير هوي أمريكا وحلفائها وللأسف منهم دول عربية. قال اللواء درويش: روسيا تريد المياه الدافئة لأسطولها البري ولا يوجد لها قدم سوي بسوريا والآن أصبح لها قاعدة جوية أيضا وهي ترد أيضا علي أمريكا والغرب بسبب مشكلة أوكرانيا. يري درويش ان أمريكا مهدت للتدخل الروسي نظرا لازدواج المعايير لديها فهي تحارب داعش في سورياوالعراق ولكن تتركه علي الحدود المصرية في ليبيا بحجة أنه أحد فصائل الشعب الليبي ولابد من حل سياسي داعش هنا هو داعش في العراق وفي سوريا وليبيا عقيدة وفكره متطرف إرهابي واحد ولكن اختلاف طريقة تعامل الدول الغربية معه أعطي روسيا الفرصة للدفاع عن مصالحها وتعاطف البعض معها. أكد اللواء درويش ان الاحتكاك الأمريكي الروسي علي الأراضي السورية وتضارب مصالحهم والذي هو علي أعلي مستوي الآن من التوتر قد يؤدي لحرب عالمية شاملة لأن روسيا لن تنصاع للتحذيرات الأمريكية لها بعدم التدخل وعدم ضرب القوي المعارضة لبشار والتي تتلقي دعما من التحالف الأمريكي. اللواء أحمد عبدالحليم الخبير العسكري والاستراتيجي: يري أن تدخل روسيا في سوريا جاءت بعد فشل المفاوضات الأمريكية الروسية موضحا أن الولاياتالمتحدة بدأت تتراجع عن موقفها المتشدد إلي الدعوة للتفاوض والوصول إلي حل سلمي والبعد عن الحل العسكري فبعد أن أرسلت روسيا أسلحة حديثة إلي دمشق وأرسلت معها خبراء روسيين لديهم أسلحة ومعدات وطائرات وصواريخ لتدعيم الموقف السوري وبشار الأسد بكل قوة وهذا التدخل سوف يسهم في دعم اللجوء لتقسيم سوريا موضحا ان هذا التدخل جاء في مصلحة سوريا في الأساس. يوضح أن روسيا قامت بإرسال قوات الروسية ونشرها الآن علي الساحل السوري خلال الأسابيع الماضية وهي 200 جندي مارينز و6 دبابات تي/90 وناقلات جنود ومدرجات وطائرات فبالرغم من كثرة هذه القوي إلا أنها لا تمثل قوي قتالية يمكن أن يعتمد عليها في الوقت الحالي وأعتقد أن روسيا سوف تحشد قوة أخري خلال الأيام القادمة. يشير اللواء عبدالحليم إلي أن انتشار القوات الروسية في دمشق يدل علي أن نظام بشار الأسد بدأ في الانهيار والترنح وانه في طرقه للهزيمة أمام جبهة المعارضة السورية فقوة بشار لا يستطيع السيطرة علي 20% من مساحة سوريا لذلك تدخل روسيا كان ضرورة. اللواء طلعت مسلم الخبير العسكري يقول إن التدخل الروسي في دمشق أحدث توازن لما تمتلكه روسيا من قوة جبارة لضرب تنظيم داعش والقوات الإرهابية في سوريا حيث انه بعد إصابة الجيش السوري من خسائر سوف يتم إمداد سوريا بالسلاح والذخيرة وإرسال قوات عسكرية بحرية وجوية لتأمين الحدود. يؤكد أن أمريكا الآن ستسعي إلي عدم حدوث مواجهة عسكرية علي الأرض في سوريا وسوف تسعي للوصول إلي ترتيبات عسكرية بين الولاياتالمتحدةالأمريكيةوروسيا لمنع تصادم القوات الروسية وطائرات التحالف التي تقاتل داعش حيث ان أمريكا سوف تزيد دعمها للمعارضة السورية. يقول إن الوجود العسكري الروسي في سوريا سوف يؤدي إلي مشاكل لإسرائيل لأن إسرائيل عليها أن تقلق من احتمال نشر قوات روسيا في سوريا لوجودها في حدود الشرق الأوسط كما أن الوجود الروسي يمنع إسرائيل من القيام بعملياتها الخاصة ضد الإرهابيين في سوريا مشيرا الوجود الروسي سوف يمثل مشكلة لإسرائيل وقد تضطر إسرائيل أن تحارب حزب الله من خلال طائرات فوق سماء سوريا أو أنها تقوم بمنع توصيل الأسلحة الحديثة من إيران خلال سوريا إلي لبنان حيث ان الوجود العسكري الروسي يجعل من هذا أمرا صعبا خاصة وأن إسرائيل لا تستطيع أن تتحمل تجاهل المصالح الروسية. اللواء حسن الزيات الخبير العسكري: يؤكد أن تدخل روسيا جاء في وقته المناسب لضرب تنظيم داعش والقاعدة وأعتقد أن روسيا سوف تنجح في القضاء علي الإرهاب في سوريا وعدم تقسيمها حيث ان روسيا سوف تستغرق من 3 إلي 4 أشهر للقضاء علي داعش وحماية النظام السوري والوقوف بجانب بشار قوة وحماية مصالحها الأمر الحقيقي وراء التدخل الروسي وأيضا اجفيف منابع الحروب بين الشعب السوري والأسد وتدعيم لقاء الأسد في سوريا.