هذه القرية البائسة ..التي يطلقون عليها "برج مغيزل" مركز مطوبس بكفرالشيخ لا تجف دموع أبنائها الغزيرة طوال العام حزناً وكمداً وحسرة علي المئات من فلذات أبنائهم الصيادين المفقودين والغارقين في أعماق البحر سنوياً أثناء قيامهم بالصيد في اعماق البحر بحثا عن أرزاقهم..ولا يمر أسبوع إلا يفاجئ أهالي القرية بوقوع حاث مأسوي لأبنائهم الصيادين في أعماق البحر الغادر كما يقولون.. حيث لا مورد آخر للرزق سوي هذه المهنة الشاقة.. وعندما يفشلون كعادتهم دائما في استخراج جثث أبنائهم الغارقة في أعماق البحر بعد أن أصبحت طعاماً شهياً لأسماك وحيتان البحر يستسلمون بعد ذلك لقضاء الله وقدره ويرفضون تقبل العزاء في أبنائهم المفقودين علي أمل أن تحدث المعجزة التي ينتظرونها دائماً في طرق الأبواب عليهم وعودتهم اليهم أحياء.. فالجميع في هذه القرية الحزينة يعيشون مع كل حادث يقع لهم علي آمال وأوهام وسراب خادع.. ويستيقظون بعد ذلك علي الحقيقة المرة.. وينتظرون بعد ذلك سنوات طويلة تمتد ما بين 10 و20 عاماً من أجل عودة الغائب دون جدوي. وخيم الصمت والحزن علي أهل قرية برج مغيزل بعد الفاجعة الأخيرة التي تعرض لها أبناؤهم الصيادون بعد غرق مركب صيد كان علي متنها 32 صياداً من أبناء القرية. والتي تعتبر من أشهر قري الصيادين علي مستوي الجمهورية نظراً للأحداث المتلاحقة بها التي تقع بصورة شبه يومية من كوارث ومأسي إنسانية دامية. تطل هذه القرية مباشرة علي البحر الأبيض المتوسط ..وعلي مقربة منها بحيرة البرلس التي تبلغ مساحتها 140 ألف فدان ومصب نهر النيل فرع رشيد ..ويعمل أهلها البالغون أكثر من 50 ألف نسمة من رجال وشباب وفتيات حتي الأطفال في مهنة وحرفة صيد الأسماك التي توارثوها جميعا أبا عن جد منذ مئات السنين حيث لا مورد لهم للرزق سوي هذه المهنه.ويعاني أهلها دائما بسبب موقعها الجغرافي من اهمال ونقص شديد في الخدمات والمرافق..ويهرب الجميع من الذهاب اليها بسبب بعد المسافة التي تستغرق في الذهاب اليها من مدينة كفرالشيخ حوالي 5 ساعات نتواصله مابين سيارات أجره ونصف نقل وتكاتك وتروسيكلات. بعد الحادث المأساوي والفاجعة الأخيرة .التي تعرض لها غرق مركب صيد كان علي متنها 32 صيادا من أبناء القرية حسب الأقوال المتضاربه وإعلان د. أسامة حمدي عبدالواحد محافظ كفرالشيخ عن مصرع11 صيادا فقط من أبناء القرية لقوا حتفهم جميعا في حادث غرق مركبين بمنطقة الخُمس ناحية السواحل الليبية وانقاذ 4 أخرين... وأن باقي الصيادين بالمركب مازالوا في علم الغيب حتي الآن. تقدم أهالي الصيادين المفقودين بمنطقة الخمس بسواحل ليبيا. من أبناء قرية برج مغيزل ببلاغ رسمي إلي نقطة حرس الحدود برشيد. ضد صاحب مركب الصيد ويدعي "ح. س.م.أ". والتي كانت تقل الصيادين إلي ليبيا. حيث كشف ح ش.أ شقيق أحد الصيادين المفقودين ويدعي ¢نادر¢ في بلاغه. أن الصيادين المفقودين عددهم 21 صيادا فقط من بينهم شقيقه نادر.وقد توجهوا للعمل في ليبيا علي متن المراكب الليبية. وكان عددهم 61 صيادا فقط علي متن مركب الصيد. وأكد أن الحادث وقع بالقرب من ميناء الخمس الليبي بعد اجبار مسئولي مركب الصيد الصيادين. بالنزول للمياه للوصول إلي ميناء الخمس. نظرا لعدم حمل المركب تصريح دخول إلي الميناء.. تحقق نيابة الخمس الليبية مع الصيادين الأربعة الذين نجوا من غرق المركب الذي كان يقل 32 صيادا حسب الأقوال المتضاربه قبالة السواحل الليبية.وأبلغت أسر الصيادين الناجين أسر الصيادين المفقودين بأن المركب غرق قبالة السواحل الليبية .حيث كان المركب علي متنه 32 صيادًا من بينهم 16 صيادًا من أبناء قرية برج مغيزل نجا من بينهم 3 صيادين. وأن من بين الصيادين الذين نجوا في هذا الحادث كل من رجب حسن العوام 51 سنة . وحسن حسن البدوي 32 سنة . وإبراهيم مصطفي الإدكاوي 33 سنة من قرية ¢برج مغيزل¢ والصياد الآخر يدعي ¢صبحي¢ من منطقة أبوقير بمحافظة الإسكندرية.ورفضت أسرهم الحديث مع أي أحد عنهم من قريب اوبعيد قبل التأكد من موتهم وتقبل العزاء فيهم لشكوكهم في أنهم مازالوا إلي الآن علي قيد الحياة.. أكد الأهالي ان مشكلة غرق مراكب الصيد والقبض علي الصيادين الغلابه في ليبيا وتونس واليمن مستمرة. ففي خلال شهر واحد تم القبض علي 7 مراكب . وطالبوا المسئولين بعقد اجتماع مع الصيادين لمناقشة هموم ومشاكل الصيادين ودراسة هذه الظاهرة. لكنهم "أذن من طين وأخري من عجين".وطالبوا بإنشاء وزارة للثروة السمكية والمصايد أسوة بباقي الدول العربية والأوربية لتراعي مشاكل الصيادين الذي يمثلون حوالي 15 % من سكان مصر ويمدون الأمن الغذائي بحوالي 45% من احتياجات مصر . وبعد أن كانت مصر دولة مصدرة للأسماك أصبحت تستورده من الصين .وهؤلاء الصيادون الغلابه ليس لهم أي مصدر آخر للرزق سوي هذه المهنه التي توارثوها عن ابائهم وأجدادهم منذ سنوات طويله. وليس لهم ايضا أي تأمين صحي أو تأمينات اجتماعية. فأسر الصيادين معرضة للتشرد والفقر في حالة عجز الصياد أو القبض عليه. أشار سيد احمد شحاته من أبناء قرية منيه المرشد مركز مطوبس بكفرالشيخ. تعتبر قرية برج مغيزل من أكبر قرية علي مستوي المحافظة. بل الجمهورية التي ترتفع بها نسبة الأرامل من زوجات الصيادين بعد وفاة هؤلاء الصيادين في رحلات الصيد أو في مياه البحر المتوسط أو نهر النيل خلال صيد الاسماك .والأسوأ من ذلك هو معاناة أبناء القرية من سوء المرافق العامة والخدمات. وسوء حالة الطرق والمواصلات حث يصعب الوصول إليها من مركز مطوبس التابعة له لسوء حالة الطريق المؤدي إليها. ويعتمد أبناء القرية علي مدينة رشيد في قضاء مصالحهم. وذلك عن طريق استخدام المعديات من شاطئ نهر النيل. وهذه المعديات متهالكة. ويتم حشر الركاب بها بالمخالفة للعدد المقرر لكل معدية. أكد حمودة فهمي شيخ الصيادين بقرية برج مغيزل. أن أبناء القرية قد طالبوا أكثر من مرة بضرورة عقد اجتماع أو مؤتمر مع المسئولين عن الخارجية والثروة السمكية. ووزارة الزراعة والتعاون الدولي وبحث مشاكل وهموم الصيادين ودراسة هذه الظاهرة لكن الجميع أذن من طين. وأخري من عجين. قال محمد صابر صياد من أبناء قرية برج مغيزل بكفر الشيخ. قريتنا ترتفع بها نسبة الأرامل عن أي قرية أخري بسبب وفاة عدد كبير من الصيادين خلال رحلات الصيد في مياه البحر المتوسط أو نهر النيل تاركين خلفهم أسرا فقيرة لا تجد "قوت" يومها وهذه الأسر تحتاج إلي رعاية شاملة وعلاج. وصرف إعانات شهرية من خلال وزارة التضامن الاجتماعي. وحل مشكلات الصيادين. طالب إبراهيم الفقي صياد من أبناء القرية: بسرعة إنشاء رافد الطريق الدولي الساحلي الجديد لربط القرية بالطريق الدولي ومدينة مطوبس. وباقي المدن مع انشاء كوبري علوي علي نهر النيل لربط مدينة رشيد بالقرية والطريق الدولي الساحلي الجديد. مشيراً إلي أن القرية اشتهرت الآن بأنها "ميناء" الهجرة غير الشرعية إلي أوروبا بعد أن كان الصيد شهرتها لكن مع تردي أوضاع الصيادين قرر الشباب هجر المهنة والهجرة إلي أحلام الثراء والغني والعودة من بلاد الغرب بالمال والثروة. ولأن البعض صادفهم الحظ وعاد "منتصر. أ" غامر الكثيرون من أجل "ضربة حظ" جديدة.. لكن الأحلام تتحول دائما إلي سراب وكوابيس مخيفه في أغلب الأحيان. قال نشأت العلواني من أبناء مركز مطوبس: تعد "برج مغيزل" من أشهر قري الصيد في الشرق الأوسط. ويعود تاريخها إلي عصر محمد علي وكانت تابعة لعزبة الجزيرة الخضراء وفصلت عنها عام 1841وعدد سكان برج مغيزل يقدر بنحو 50 الف نسمه ألف نسمة . لكن هناك آلاف من الاطفال والشباب والشيوخ غير مسجلين في دفاتر الدولة. وليس لهم بطاقات هوية. قال أحمد عبده نصار نقيب الصيادين بمحافظه كفرالشيخ والمتحدث الرسمي باسم صيادي مصر أنه التقي أكثر من مرة مع وزيري الزراعة السابقين. وذلك لمناقشة قطاع الصيد والصيادين بمصر حيث تقدمت بدراسة لحل مشكلة الصيد والصيادين بمصروبعدة طلبات اهمها إنشاء محمية طبيعية للسواحل المصرية إصدار التراخيص الدولية لمراكب الصيد وعمل إتفاقية مع دول الجوار وإعادة تشغيل الرخص المتوقفه وإنشاء صندوق لمواجهة الكوارث للصيادين وأنه اتفق مع الوزير خلال اللقاء علي إعادة الدعم إلي قطاع الصيد كما كان في السابق وإنشاء مستشفي للصيادين وصندوق للتأمين الصحي لهم وتطهير البواغيز وتعديل قوانين الصيد لتنطبق مع دستور 2014 .وطلبت من وزير الزراعة بإعداد مذكرة تفصيلية لكل طلب علي حدة وعقد اجتماع لإتخاذ القرارات وإنهاء تلك الطلبات تلبيةً إلي مطالب الصيادين المشروعه.وانة يطلب في كل مرة من رئيس الهيئة العامة للثروة السمكية.التدخل العاجل لانقاذ حياة الصيادين الذين يتعرضون دائما لمأس مستمرة. حفاظا علي كرامة المصريين بالخارج ووضع حد للماسي التي تتكرر يوميا للصيادين المصريين في تونس وليبيا واليمن.وانني تقدمت بطلب عاجل الي وزير الزراعة السابق لتقيم دراسة لحل مشاكل الصيادين والثروة السمكية في مصر والي الان لم يف بوعدة وكان مصير الطلب سلة المهملات. قال د. أسامة حمدي عبدالواحد محافظ كفرالشيخ: إن الصيادين يخالفون القانون لتوجههم للمياه الإقليمية الليبية برغم عدة تحذيرات أطلقها المسئولون في الدولة وحذرنا تكراراً ومراراً من التوجه لليبيا ولكن الصيادين مصممون علي مخالفة القانون. طالب د. مجدي سليم أمين حزب النور بمحافظة كفر الشيخ والأمين العام المساعد للحزب بوضع قوانين لحماية الصيادين والاستماع إليهم والتعرف علي مشاكلهم ومطالبهم مطالباً بتعويض أسر الضحايا والتواصل مع الجانب الليبي للبحث عن الجثث وعودة المفقودين.