عقد الرئيس عبدالفتاح السيسي لقاء قمة مع نظيره الاندونيسي جوكوويدودو امس بمقر قصر "ميرديكا" الرئاسي بجاكرتا بمشاركة وفدي البلدين. بحث الزعيمان سبل تعزيز التعاون بين البلدين ومناقشة العديد من القضايا الاقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك ووجه الرئيس السيسي خلال اللقاء الدعوة الي نظيره الاندونيسي لزيارة مصر والتي رحب بها. وثمن السيسي مواقف اندونيسيا الداعمة والمتوازنة لمصر خلال ثورة 30 يونيو.. موجها الشكر لاندونيسيا لمشاركتها في حفل افتتاح قناة السويس الجديدة.. كما اتفق الرئيس السيسي مع نظيره الاندونيسي علي دعم التنسيق والتعاون لمكافحة الارهاب والتطرف ونشر فكر الدين الاسلامي السمح مؤكدا ان مصر آمنة ومستقرة وحريصون علي حماية الاندونيسيين وكافة الرعايا الاجانب المقيمين علي الاراضي المصرية. قال السيسي "زيارتي لجاكرتا تؤكد عمق العلاقات التاريخية وحريصون علي توفير التسهيلات وبيئة الاستثمار كما نسعي لدعم العلاقات الاقتصادية والتجارية والاستثمارات بين مصر واندونيسيا. اكد الرئيس السيسي انه تم الاتفاق خلال اللقاء علي دعم وتنسيق المواقف المصرية والاندونيسية ذات الاهتمام المشترك وتعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية والثقافية من خلال الاستفادة من رصيد العلاقات التاريخية بين البلدين. رحب الرئيس الاندونيسي بزيارة الرئيس السيسي الي بلاه والتي تعد الاولي لرئيس مصري منذ عام 1983 مؤكدا ان الزيارة تعكس العلاقات التاريخية الوثيقة بين البلدين. وقال ويدودو ان مصر تعد من أوائل دول العالم التي اعترفت باستقلال اندونيسيا مشيرا الي ان مباحثاته مع الرئيس السيسي تناولت سبل تعزيز التجارة والاستثمار المشترك كما دعا الي زيادة حجم الاستثمارات المصرية بالسوق الاندونيسية. صرح السفير علاء يوسف المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية بأن الرئيس الاندونيسي جوكو ويدودو رحب بالرئيس عبدالفتاح السيسي خلال القمة الثنائية مشيراً إلي أن مصر كانت في طليعة الدول التي اعترفت بإندونيسيا عقب استقلالها.. مؤكداً علي عمق العلاقات التاريخية والصداقة الوثيقة التي تجمع بين البلدين وشعبيهما.. كما أعرب عن تطلع بلاده لتعزيز هذه العلاقات وتنميتها في كافة المجالات. أضاف المتحدث الرسمي أن الرئيس السيسي أكد اعتزاز مصر بالعلاقات التاريخية التي تربط بين البلدين مؤكداً علي أن زيارته إلي إندونيسيا وهي أول زيارة لرئيس مصري منذ عام 1983 تؤكد عزمنا الصادق علي إعطاء دفعة قوية لتلك العلاقات خاصة في ضوء مساحة التفاهم الكبيرة بين البلدين إزاء مختلف الموضوعات الإقليمية والدولية. أعرب الرئيس السيسي عن تقدير مصر لمواقف إندونيسيا الداعمة والمساندة لخيارات الشعب المصري وإرادته الحرة مشيراً إلي تجربة إندونيسيا في التحول الديمقراطي وإمكانية الاستفادة من خبرتها في هذا الصدد. كما أعرب عن تقدير مصر لموقف إندونيسيا المؤيد لحصول مصر علي عضوية مجلس الأمن لعامي 2016/ .2017 وذكر السفير علاء يوسف أن الرئيس نوه إلي التحديات التي تواجه العالمين النامي والإسلامي وفي مقدمتها التطرف والارهاب مؤكداً ضرورة الارتقاء بمستوي التعاون بين مصر كدولة رائدة في محيطها الإقليمي وبين إندونيسيا بثقلها في العالم الاسلامي لمواجهة تلك التحديات. أشاد الرئيس السيسي بمستوي التعاون الثقافي والديني بين الدولتين مؤكداً حرص مصر علي استمرار دور الأزهر الشريف في إندونيسيا كمنارة لنشر القيم السمحة للإسلام الحنيف بوسطيته واعتداله. أكد الرئيس السيسي اهتمام مصر بتعزيز الجهود الدولية في مجال مكافحة الارهاب والفكر المتطرف مقدراً الجهود الإندونيسية المبذولة في هذا الصدد مشيراً إلي أن مصر الجديدة تبني سياستها الخارجية علي أسس من الانفتاح علي الجميع وفي هذا الإطار يبرز اهتمام مصر بالقارة الآسيوية وبدولها الصديقة ومن بينها إندونيسيا. أشار الرئيس إلي آفاق التعاون الاقتصادي الواعدة ليس فقط بين البلدين ولكن أيضا مع رابطة دول جنوب شرق آسيا "الآسيان". أعرب الرئيس السيسي عن اتفاقه في الرؤي مع الرئيس الاندونيسي حول أهمية إيضاح الروح الحقيقية السمحة للدين الإسلامي وتفعيل قيمه السامية لتساهم في مكافحة الإرهاب والتطرف والراديكالية مؤكداً علي أهمية التعاون بين مصر وإندونيسيا من أجل تحقيق هذه الأهداف. ونوه الرئيس السيسي إلي تطلع مصر لتدعيم العلاقات التجارية مع إندونيسيا.. وفي هذا الصدد أكد الرئيس الاندونيسي اعتزاز بلاده بأن تكون مصر أكبر شريك تجاري لها في شمال افريقيا معرباً عن تطلعه لزيادة الاستثمارات الإندونيسية في مصر.. ودعا الرئيس الإندونيسي الحكومة المصرية إلي تقديم المساعدة والرعاية للمستثمرين الاندونيسيين وكذا للرعايا الإندونيسيين سواء من الطلبة أو العاملين في مصر وأكد الرئيس السيسي أن جميع المقيمين في الأراضي المصرية يتمتعون بكافة حقوقهم وينعمون بالأمن والاستقرار شأنهم في ذلك شأن المواطنين المصريين. ووجه الرئيس السيسي الشكر للرئيس الاندونيسي علي إيفاده مبعوثا شخصياً للمشاركة في حفل افتتاح قناة السويس مستعرضاً الفرص الاستثمارية الواعدة التي سيتيحها مشروع التنمية بمنطقة قناة السويس وكذا المشروعات الوطنية الأخري الجاري تنفيذها في مصر وفي ذات السياق أشار الرئيس إلي الاجراءات والتشريعات التي تتخذها وتصدرها مصر من أجل تهيئة مناخ جاذب للاستثمار منوهاً إلي الفرص التصديرية المتاحة أمام المنتجات التي يتم تصنيعها في مصر في أسواق الدول المجاورة لاسيما في المنطقة العربية والقارة الافريقية. وعلي الصعيد الاقليمي استعرض الرئيس تطورات الأوضاع في المنطقة وما تعانيه عدة دول فيها من ويلات الإرهاب والتطرف مؤكداً علي أهمية أن تتم مكافحة الإرهاب من خلال استراتيجية شاملة لا تقتصر فقط علي المواجهات العسكرية والأبعاد الأمنية ولكن تمتد لتشمل كافة الابعاد الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والدينية. أكد الرئيس السيسي أن مصر تؤيد الحلول السياسية لهذه الأزمات بما يساهم في الحفاظ علي كيانات ومؤسسات هذه الدول ومقدرات شعوبها.. وشدد الرئيس السيسي علي أن القضية الفلسطينية ستظل محتفظة بمكانتها المتقدمة علي قائمة اولويات السياسة الخارجية المصرية منوهاً إلي أنه يتعين تحقيق السلام العادل والشامل وإقامة الدولة الفلسطينية علي حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدسالشرقية. وفي هذا الصدد أشار الرئيس الاندونيسي إلي أن بلاده تؤيد إنشاء الدولة الفلسطينية المستقلة.. وأعرب الرئيس الاندونيسي عن أهمية قيام الدول الإسلامية بالتباحث في المشكلات والأزمات التي تواجهها منطقة الشرق الأوسط للبحث عن حلول لها وتدارك آثارها الانسانية السلبية علي شعوب دول المنطقة ومن بينها تزايد أعداد اللاجئين والهجرة غير الشرعية وما يترتب عليها من تداعيات مأساوية. وقد رحب الرئيس السيسي بتلك الفكرة منوهاً إلي أهمية بلورتها وإعدادهاً جيداً لتحقيق أهدافها المرجوة. وفي نهاية المباحثات وجه الرئيس السيسي الدعوة للرئيس الإندونيسي لزيارة بلده الثاني مصر وهو ما رحب به الرئيس الإندونيسي معرباً عن تطلعه لإتمام هذه الزيارة. وقد عقد الرئيسان مؤتمراً صحفياً ألقي خلاله الرئيس السيسي كلمة كان هذا نصها فخامة الرئيس السيدات والسادة: أود أن أعبر بداية عن تقديري البالغ لفخامة الرئيس الإندونيسي.. وحكومة وشعب إندونيسيا الصديقة.. علي حفاوة الاستقبال التي لاقيناها خلال هذه الزيارة المهمة.. التي تعبر عن عمق علاقات الصداقة التاريخية بين البلدين.. والتي نعتز بها كثيراً لقد ناقشنا مختلف أوجه التعاون الثنائي سياسيا واقتصاديا. وعكست المناقشات استمرار مواقف البلدين.. تجاه مجمل القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.. ومن بينها الأوضاع الإقليمية في كل من الشرق الأوسط وجنوب شرق آسيا.. كما اتفقنا علي العديد من الأفكار لتعزيز التعاون الثنائي.. والتنسيق في المحافل الدولية لمواجهة التحديات المختلفة التي تواجه البلدين.. وفي مقدمتها مكافحة خطر الإرهاب والتطرف.. فضلا عن ضرورة التعامل الجاد مع التحديات التنموية المتزايدة التي تواجهها شعوبنا.. كما شهدنا التوقيع علي عدد من الاتفاقيات الثنائية وكذلك اتفقنا علي تعزيز فرص التبادل التجاري والاستثماري والثقافي بين البلدين والاستفادة من الرصيد التاريخي الكبير للعلاقات الثنائية. لقد طمأنت فخامة الرئيس علي سلامة الطلاب والعاملين الإندونيسيين في مصر.. حيث إن مصر آمنة ومستقرة وتحترم وتوفر الأمان لكل من يقيم علي أراضيها.. لقد وجهت الدعوة إلي فخامة الرئيس الإندونيسي لزيارة مصر.. لمتابعة نتائج اجتماعنا وفتح آفاق تعاون جديدة.. خاصة في المجالات التجارية والاقتصادية.. وأتطلع إلي استقبال الرئيس في القاهرة في أقرب فرصة وشكراً.