أسئلة كثيرة ومتعددة وردت إلي "المساء الديني". يسأل أصحابها عما يفيدهم في أمور دينهم ودنياهم. بعض هذه الأسئلة عرضناها علي فضيلة الدكتور محمود عباس عبد الواحد الأستاذ بجامعة الأزهر الشريف بالمنوفية. فأجاب بالآتي : * يسأل علي عطية : أخي متردد في أداء فريضة الحج وهو قادر عليها. ثم أخبرنا أنه صلي صلاة الاستخارة فلم ينشرح صدره للحج هذا العام. فما حكم الإسلام في هذا الموقف؟ ** في هذا السؤال موقفان كلاهما أشد غرابة وإثارة للسخرية والإنكار. فموقف المسلم الذي يماطل في أداء الفريضة وهو قادر عليها موقف غريب. لأنه يعتمد في المماطلة علي أجل لا يملكه وعلي استطاعة قد لا تواتيه في غير هذا العام. وهذا ما ينبهنا إليه الخطاب النبوي "حجوا قبل ألا تحجوا". ومن تهيأت له أسباب الاستطاعة فماطل حتي أدركه الموت "فيمت إن شاء يهوديا أو نصرانيا" كما جاء في الحديث. أما موقف صاحبنا من صلاة الاستخارة فيدعو إلي الضحك منه ومن كل مسلم أو مسلمة يصلي هذه الصلاة ليستخير الله في أمر ورد فيه حكم مشروع. فلا استخارة في فرض أو واجب أو سنة أو مندوب أو مكروه. ولا استخارة في حلال أو حرام. وكل ما صدر فيه حكم عن الله ورسوله قبلناه دون استخارة "وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضي الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم". وعلي ذلك فلا تجوز صلاة الاستخارة إلا في أمر مباح لا يعرف فيه وجه الخطأ أو الصواب. * يسأل محمد علي عيسي: تعرضت البلاد لموجة حارة غير طبيعية بالنسبة لأجوائنا المصرية. ومهما قيل في تفسير أسبابها علميا. فما الدور المنوط بنا أفرادا وشعبا في مواجهة هذه الظاهرة الكونية؟ ** أعتقد أن القرآن الكريم أجاب عن هذا السؤال في مواضع متعددة ولكن أقربها إلي المسلمين قول الحق سبحانه مخاطبا نبيه صلي الله عليه وسلم "ولقد أرسلنا إلي أمم من قبلك فأخذناهم بالبأساء والضراء لعلهم يتضرعون فلولا إذ جاءهم بأسنا تضرعوا". ومعناه أن الله يريد أن نتضرع إليه ولو بكلمة "يا رب" 1⁄2في كل شدة تنزل بنا في موجة حارة أو برد ثقيل أو ريح عاصف. وكلها ظواهر كونية لا يرسلها الله إلي شعوبنا انتقاما كما يزعم بعض الناس. ولكن ليربينا علي التضرع إليه عند البأساء والضراء. وإلا فما معني أن يخبرنا القرآن الكريم بحكاية قوم يونس عليه السلام. فقد تعرضوا لموجة أشد حرا وأحاط بهم دخان كثيف. فلما رأوا نذر العذاب فطنوا إلي المطلوب منهم في شدة البأس. فخرجوا جميعا إلي الخلاء وظلوا يتضرعون "ربنا اكشف عنا العذاب إنا مؤمنون" فقال الله عنهم "لما آمنوا كشفنا عنهم عذاب الخزي في الحياة الدنيا ومتعناهم إلي حين".. ومنذ بدأت الموجة الحارة ونحن نسمع علي ألسنة رجال ونساء وأطفال في مصر يتضرعون إلي الله أن يرحمنا "وإن كثيرا من الناس عن آياتنا لغافلون".