يبدو أن شهر يوليو يحمل في طياته مناسبات وذكريات سوف تظل محفورة في سجلات التاريخ لتؤكد أن أبناء مصر قادرون علي تخطي الصعاب رغم مرارة الأحداث التي يعيشونها وقسوة الظروف التي تحيط بعالمنا العربي. فها هو صوت الزعيم الراحل جمال عبدالناصر قد أخذ يصدح في يوم 26 يوليو 56 في الإسكندرية معلناً تأميم قناة السويس مدركاً مدي الأخطار التي تحيط بمصر نتيجة هذا القرار. العزيمة القوية لدي رجال قواتنا المسلحة تقفز فوق الأحداث. وتحطم الحواجز ولا تخشي بطش قوات الاحتلال وأذنابهم في ذلك الوقت. ومضي رجال ثورة 1952 يتحملون مع عبدالناصر تبعات هذا القرار والذي تم تنفيذه بكل دقة بواسطة المرشدين المصريين وزملائهم من الذين شملهم قرار التنفيذ. ثم كان عدوان 1956 وضرب شعب مصر بسالة في مقاومة هذا الاعتداء الغاشم خاصة مدينة بورسعيد الباسلة بكل فئاتها وطوائفها النساء قبل الرجال تصدوا لاعتداء المحتلين. مضت الأيام سريعاً وانتصرت إرادة الشعب واندحر الاعتداء الغاشم وعادت قناة السويس لاحتضان شعبها الحر الأبي الذي حفرها بسواعد ودماء أبنائه الطاهرة وظلت القناة في يد المصريين يديرون شئونها وعندما حدثت معارك البطولة في عام 73 استطاع جيش مصر العظيم استعادتها وعادت شرياناً لكل دول العالم. وتمنح مصر كل السفن العابرة للقناة الحماية والرعاية الكاملة. تلك هي بطولات رجال القوات المسلحة درع الأمة وأساس الاستقرار بهذه المنطقة التي تعيش أحداثاً متعاقبة نتيجة أطماع القوي الاستعمارية التي تريد فرض هيمنتها علي أرض الكنانة الركن الأساسي في منطقة الشرق الأوسط. وتستمر الأيام في دورتها وتشرق سماء 3 يوليو 2013 ويتم اختيار أحد أبناء هذا الجيش العظيم لتولي زمام رياسة الجمهورية وقد فوضه الشعب في القضاء علي الإرهاب وجماعته التي عاثت في الأرض فساداً وارتكبت أبشع عمليات التفجير التي حصدت أرواح الأبرياء وسقط المئات من رجال القوات المسلحة والشرطة. ولاتزال بطولات هؤلاء الرجال مستمرة في أرض سيناء الحبيبة. دماؤهم الزكية تعطر أرض البقعة المباركة. يقفون في وجه الإرهاب البغيض يتحدون بطشه ويدمرون حصونه ومعاركهم وبطولاتهم قائمة حتي يتم تطهير سيناء بشمالها وجنوبها من الإرهاب وأعماله الأثيمة. وفي نفس الوقت يجري العمل علي قدم وساق لتعمير وتنمية أرض الفيروز لتظل في أحضان مصر برجالها وقبائلها الأحرار الكل يدفع ضريبة الوطن وحماية الأرض والضرب علي أيدي العابثين بمقدراتها. وعطاء قواتنا المسلحة دائم بإذن الله علي مدي التاريخ خاصة ان الله سبحانه وتعالي قيض للأمة رجلاً يتمتع بحب الشعب وتقديره لأنه أثبت وطنية واخلاصاً وتفانياً في خدمة مصر ورفعة شأنها. واستطاع عبدالفتاح السيسي رئيس الجمهورية أن يقود الأمة بكفاءة واقتدار. ورغم تواضعه وإنكاره للذات إلا أنه يهيم حباً بمصر ودائماً يتردد علي لسانه عبارة "تحيا مصر" يغلي في عروقه حب هذا البلد.. الانجازات والمشروعات تصبح واقعاً يلمسه كل ذي عينين شبكة الطرق. والقضاء علي مشكلة رغيف العيش. ومنظومة الخبز.. وفي الطريق مشروعات النهضة وإصلاح الأراضي وزراعة ملايين الأفدنة لتحقيق التنمية بكل أدواتها في كل ربوع مصر. حركة دائمة وعمل لا يعرف التوقف وبعد أيام قلائل سوف يتم تشغيل قناة السويس الجديدة لتعبرها سفن العالم بعد هذه الأعمال والانجازات التي حققها أبناء مصر العظام. آفاق المستقبل سوف تشرق علي مصر. ويتحقق لأبناء هذا البلد بإذن الله كل ما يحلمون به من آمال وطموحات ولا يفوتنا أن نشير إلي صفقات الطيران رافال وغيرها.. هذه هي أم الدنيا سوف تظل حارسة وحامية هذه المنطقة الملتهبة دائماً بالأحداث.