أصداء نصر أكتوبر العظيم في عام 73 لاتزال تتردد في الساحة وقد أحسن الدكتور محمد مرسي رئيس الجمهورية صنعاً حين كرَّم الرئيس الراحل محمد أنور السادات قائد الحرب والسلام والفريق سعد الشاذلي لدورهما في انتصارات حرب أكتوبر العاشر من رمضان المجيدة. انه تقدير تأخر كثيراً وقد جاءت قلادة النيل تتويجاً للقرار التاريخي بخوض هذه الحرب التي أعادت لمصر والعرب مكانتهم وحطم خير أجناد الأرض أسطورة الجيش الذي لا يقهر. ولا ننسي في هذه الايام التي تظللنا فيها نسمات هذا الانتصار العظيم تكريم الشهداء الذين اختلطت دماؤهم الذكية برمال الأرض المباركة في طور سيناء وتحية تقدير لكل من شارك في تحقيق هذا الأمل وقهر الصعاب والمعوقات. حقيقة لقد أثبت أبناء أرض الكنانة أنهم قادرون علي خوض المعارك ومواجهة التحديات في مختلف المجالات فقد كانت الصعوبات تحيط بعمليات خوض هذه الحرب. هناك خطوط النابالم تملأ مياه قناة السويس وهناك أيضاً الساتر الترابي الضخم بالاضافة إلي موقع للطيران به كل الاستعداد لانطلاق الطيار الاسرائيلي للانقضاض علي الذين يتحدون هذه الأعمال وتلك الحصون علاوة علي ان قناة السويس أكبر مانع مائي وقد أجمع الكتاب والمحللون ان التفكير في خوض هذه المعارك شبه مستحيل وسوف تكون بحار من الدم تغطي مياه القناه وقد أصبنا نحن أبناء جيل هذه الحرب بحالة من اليأس وخيبة الأمل لتراكم هذه التحديات التي تتجسد علي أرض الواقع والكل كان يتساءل كيف الخروج من هذا المأزق. مضت الأيام سريعة وفي الثانية بعد ظهر السادس من أكتوبر تبدد اليأس وعمت الفرحة قلوب الصائمين وهتف الجميع الله أكبر. وترددت هذه الصيحة علي ألسنة جنودنا وهم يعبرون القناة وهطلت المياه ففتح ثغرات في الساتر الترابي وشارك الطيران في تحطيم تفوق طيران الاسرائيليين وفي ساعات قليلة تم رفع علم مصر فوق ثري الأرض الطيبة سيناء انها بطولات نضعها أمام الأجيال من شبابنا الذين لم يعيشوا هذه اللحظات السعيدة لقد عشنا أياما مرة وكان يتردد في أوروبا وأمريكا علي أبواب المطاعم "ممنوع دخول العرب والكلاب" وذلك بعد نكسة 5 يونيو 1967 لقد أزال أبطال أكتوبر العظيمة هذه اللافتات وارتفعت الرءوس وكلنا نحمد الله للتوفيق في التخطيط الدقيق والسرية التي أحاطت بكل الخطوات حتي جاء قرار الحرب بعد لحظات فارقة وليتنا ندرك ان سجلات الشرطة لم تسجل أي حادث سرقة خلال أيام هذه الانتصارات وكان الجميع علي قلب رجل واحد. ولا مطلب لأحد سوي إزاحة هؤلاء الجاثمين علي الضفة الشرقية لقناة السويس. انها صور مضيئة ليتنا نتذكرها كتابات وأعمال فنية لكي يتأكد العالم أجمع ان المصريين قادرون علي قهر التحديات. في غمار هذه النشوة وذكري حرب أكتوبر نجد ان هوجة الاضرابات والاحتجاجات والمطالب الفئوية لكل الطبقات من العاملين وكذلك الأفراد لدرجة ان أحد هؤلاء قد عرض أبنائه للبيع لانه لا يجد مأوي ولا تمويلاً يغطي احتياجاته مع كل التقدير والاحترام لهذه المطالب العادلة ان الأمر يتطلب الصبر واتاحة الفرصة للقائمين علي شئون الحكم وأجهزة الدولة. المصاعب كثيرة ولا بديل أمامنا جميعاً سوي الصبر وبذل أقصي الجهد حتي تنطلق عجلة الانتاج ان مصر لن يبنيها الا أبناؤها وببذل الجهد والعطاء تتحقق المطالب لكل الفئات ولابد من قانون ينظم هذه المظاهرات لكي تتوائم مع حضارة مصر وتاريخها ودون تعطيل للإنتاج أو الاعمال بأي صورة من الصور. شفيق خالد ومكالمة الوداع قبل رحيله بيوم واحد جاءت مكالمة تليفونية من الزميل الكبير شفيق خالد قال: "بعثت مقالين وأرجو نشرهما تباعاً. وقبل ان يري أحدهما النشر كان قضاء الله قد سبق وقبل ان تشرق شمس يوم 28 سبتمبر الماضي أخبرني الزميل مؤمن الهباء رئيس تحرير المساء بأن الاستاذ شفيق خالد في ذمة الله سبحان الله لقد كان الكاتب الكبير شفيق خالد حريصاً علي متابعتنا بصفة دائمة يداعبنا بعباراته الفريدة مرة يخبرنا بموضوعات وأخبار يجب ان نتابعها كلماته بسيطة سهل التعامل يمكن اقناعه بأي فكرة دون معاناة. لا يغضب حين لا ينشر مقاله وعتابه كلمات نابضة بالحب توقظ في النفس أيام الزمن الجميل. يفرغ شحنة غضبه وبكرابيج تحرك قلوب الأصدقاء والزملاء نحو سنوات العمر التي قضيناها معاً. رحم الله شفيق خالد لقد كان حريصاً علي الصلاة بمسجد موسي بجوار مديرية أمن الجيزة.. جزاه الله خيراً ونسأل الله ان يسكنه فسيح جناته. همسات : * كلمات عفوية صدرت من صلاح عبدالمقصود وزير الاعلام لمذيعة لا تستحق هذا الكلام الكثير الذي كان ضد الرجل ولما نتربص ببعض ونلتقط بعض التصرفات أو العبارات التي صدرت بلا تكلف. حقيقة آن الآوان للابتعاد عن تشويه الآخرين وليكن الحب والتغاضي عن الهفوات القاعدة الاساسية في تعاملنا. * التسابق في اجتياز مفارق الطرق بين أصحاب وقائدي السيارات تجاوز كل الخطوط في ظل غياب رجال شرطة المرور. أقول لهؤلاء الرجال مرحبا بكم في شوارعنا لتحقيق الانضباط وحماية الأرواح من العابثين بأمن الوطن والطريق. * أبناء سيناء الابطال.. قلوبنا معكم وتحركات الحكومة وقواتنا المسلحة بداية الطريق نحو تنمية شاملة لهذه الأرض الطيبة.