النساء يلدن كل يوم. وعبدالناصر يولد مرة واحدة.. هكذاً كان يقول عبدالحكيم عامر في جمال عبدالناصر زعيم ثورة .1952 لقد غيرت ثورة 23 يوليو وجه مصر والمنطقة والعالم العربي. لدرجة انها أعادت صياغة المنطقة العربية سياسياً واجتماعياً. كما أعادت تشكيل الوجدان المصري من جديد. كانت طموحات ناصر ورفاقه من الضباط الأحرار تفوق طاقات وقدرات مصر آنذاك. كان الزعيم الراحل يحلم بوطن عربي ووحدة عربية حقيقية. وجيش عربي قادر علي تغيير الواقع يؤازر ويساند لذلك سعي عبدالناصر لإقامة وحدة مع سوريا بيد ان المؤامرات الخارجية استطاعت ان تحبط الوحدة مع سوريا برشوة عربية. ظلت المؤامرات تلاحق عبدالناصر طيلة حياته. كان المتربصون به كثر. حتي حرب 1967. كانت من أشد المؤامرات خسة وغدراً ضد ناصر ومصر. كانت كل الظروف تقود مصر باتجاه الحرب. واستطاعت أمريكا ان تخدع عبدالناصر عندما طالبت مصر بعدم البدء بشن الحرب. كانت هزيمة 1967. هي التي هدت الجبل. وهزمت كبرياء عبدالناصر.. كانت أمريكا وأوروبا ومن ورائهم إسرائيل. يريدون النيل من عبدالناصر ومصر. لكن عبدالناصر أبي أن يستسلم. وبدأ حرباً من أنبل الحروب في تاريخ مصر. حرب الاستنزاف. تلك الحرب التي أعادت الثقة من جديد إلي الجندي المصري وإلي الشعب في جيشه إلي أن بدأت الحرب الحقيقية لاستعادة سيناء في أكتوبر .1973 لقد أعاد عبدالناصر بناء الجيش من جديد. واستمر السادات. رفيق العمر والدرب والكفاح والثورة. في تجهيز الجيش لحرب أكتوبر المجيدة. تلك الحرب التي عبرت بنا الهزيمة وخط بارليف وكسرت غرور إسرائيل وحطمت ديان وجعلت جولدا مائير تصرخ وتطير إلي واشنطن طلباً للنجدة. يقول السادات: "لقد آن لهذا الشعب أن يطمئن بعد خوف.. فقد أصبح لديه درع وسيف". كان عبدالناصر يشكل كابوساً لأمريكا. خشية ان ينجح في جمع الدول العربية داخل وحدة "وحدة عربية" لا يمكن النفاذ إليها.. لذلك كانت واشنطن تردد دائماً لن نسمح بظهور ناصر جديد. لكن هيهات هيهات! ناصر يملأ كل الصدور. ويتلبس كل المصريين.