غادر جميع المصابين في حادث تفجير القنصلية الإيطالية المستشفيات بعد تلقيهم العلاج اللازم وعمل الإسعافات الاولية لهم ماعدا حالة واحدة لطفل تم ايداعه الرعاية المركزة بمستشفي الهلال لخطورة اصابته. المصابون هم: أحمد عبدالحميد علي "12 سنة" مقيم ببولاق أبو العلا مصاب بجرح قطعي بالفخذ وأسامة رجب أحمد عثمان ومقيم بالمقطم ومحمد عمر أحمد إبراهيم ومقيم بالجيزة "23 سنة" مصاب بجرح قطعي باليد اليمني وحسام الدين محمد علي توفيق ومقيم ببولاق ابو العلا مصاب بجرح قطعي في الذقن وعبدالحميد شرف مقيم ببولاق أبو العلا مصاب بجروح وكدمات بالجسم وأيوب رجب أحمد عثمان "11 عاما" مقيم بالمقطم مصاب بكدمات وحمزة رجب أحمد عثمان "13 عاماً" ومقيم بالمقطم مصاب بارتجاج في المخ وتم ايداعه الرعاية بمستشفي الهلال للفحص.. والشهيد الوحيد في الحادث هو ربيع شعبان عبدالعال "30 سنة" من الفيوم وتوفي نتيجة إصابته بجروح نافذة متعددة بالبطن والصدر بجانب نزيف داخلي وتهتك في البطن وبتر شبه كامل في الطرف العلوي وجروح متهتكة بالجبهة وفروة الرأس وبالفخذ اليمني وهبوط حاد في الدورة الدموية. قال عمر رجب الشقيق الأكبر للطفل حمزة رجب والذي تم ايداعه العناية المركزة إن شقيقه حمزة طالب كان يقف مع والدته واخوته أسفل كوبري اكتوبر بالقرب من موقع الانفجار مشيراً إلي أن والدته وشقيقته وشقيقه الآخر اصيبوا باصابات سطحية بسبب الزجاج المتطاير أما حمزة فاصابته كانت بالغة وهو الآن في العناية المركزة وفي حالة غيبوبة كاملة وتم عمل الأشعة اللازمة له للتعرف علي سبب الغيبوبة وتبين وجود مياه علي المخ. أضاف أن شقيقه طفل لا حول له ولا قوة مشيراً إلي أن ما يفعله الإرهابيون لايمت للاسلام بصلة مطالبا القوات المسلحة والشرطة بالضرب بيد من حديد لاقتلاع الإرهاب من جذوره. قال سيد عبدالعاطي عم الشهيد ربيع شعبان "25 سنة" ضحية التفجير أن ابن شقيقه حضر من مركز أبشواي بمحافظة الفيوم إلي القاهرة للبحث عن لقمة عيش ويسكن بمنطقة امبابة ويعمل بائعاً متجولاً بمنطقة وسط البلد وتوجه للبحث عن مصدر رزقه إلا أن الإرهاب الأسود اغتاله مشيراً إلي أن الشهيد كان يقف بجوار السيارة المفخخة وتحول إلي أشلاء وطالب بالقصاص من قاتليه. أمر المستشار زكريا عبدالعزيز عثمان النائب العام المساعد لنيابة استئناف القاهرة بتكليف قطاع الأمن الوطني وإدارة البحث الجنائي بوزارة الداخلية بإجراء التحريات الأمنية اللازمة في الحادث وتحديد هوية مرتكبيه وتقديمهم للنيابة العامة للتحقيق معهم. وانتقل النائب العام المساعد بنفسه علي رأس فريق من محققي نيابة حوادث وسط القاهرة ضم محمود لطيف ومحمد بكري ومحمد فؤاد وكلاء أول النيابة إلي مسرح الحادث للوقوف علي سبب الانفجار والآثار التي خلفها والأضرار الناجمة عنه. وتبين من معاينة النيابة العامة أن مبني القنصلية الايطالية تم استهدافه بواسطة سيارة ملغومة تحتوي كميات كبيرة من المواد شديدة الانفجار وأن الموجة الانفجارية التي أعقبت التفجير تسببت في أضرار بالغة خاصة في الجانب المطل من المبني علي شارع الجلاء حيث تحطمت العديد من حوائط وواجهات المبني الأسمنتية. كما تبين لفريق النيابة العامة أن التلفيات التي وقعت جراء الموجة الانفجارية طالت العقارات والمحال التجارية المجاورة وتسببت في تحطيم الواجهات الزجاجية للعديد من العقارات علي مسافات بعيدة وكذا تحطم سور لأرض فضاء مجاورة لمبني القنصلية. أمرت النيابة العامة بتشكيل لجنة فنية من أساتذة كليات الهندسة ومهندسي المحافظة. وهيئة الطرق والكباري تتولي فحص مبني القنصلية الذي تعرض للتفجير وكذا فحص المباني المجاورة وكوبري السادس من اكتوبر وتحديد طبيعة التلفيات التي تعرضت لها تلك الإنشاءات علي وجه الدقة وبيان قيمتها. أمرت النيابة بالتحفظ علي هيكل السيارة المستخدمة في عملية التفجير وفحصه ومعرفة نوع المواد المتفجرة والتحفظ وتفريغ الكاميرات الموجودة بمبني القنصلية للوصول إلي مرتكبي الحادث واستدعاء شهود العيان لسماع اقوالهم كما أمرت النيابة بسرعة إجراء تحريات البحث الجنائي والأمن الوطني حول الانفجار وتحديد هوية الجناة. تبين أن عملية التفجير مشابهة تماماً لعملية اغتيال النائب العام الشهيد المستشار هشام بركات حيث كشف خبراء المعمل الجنائي من خلال معاينتهم للسيارة المفخخة عن أن السيارة كان بداخلها مالا يقل عن ربع طن من مادة "تي أن تي" شديدة الانفجار وهي نفس المادة التي تم استخدمها في حادث اغتيال الشهيد كما أن ماركة السيارة المستخدمة في الحادث متشابهة في الواقعتين. في سياق متصل عبر المواطنون خاصة أبناء المنطقة التي شهدت الانفجار عن غضبهم وتأييدهم لإجراءات الأمن في مواجهة العمليات ورفعوا شعارات "الشعب يريد القصاص من الخونة". قالت الحاجة عواطف متولي "60 سنة" أروح فين واعيش من اين "ورددت قائلة: ليس لي دخل سوي معاش زوجي المتوفي 320 جنيها ولدي 5 أولاد وأن شقتي انهارت حتي الاجهزة المنزلية تم تحطيمها.. "منهم لله الإرهابيين الخونة". نفس الكلام أكده اسماعيل السيد "75 سنة" احد السكان.. أضاف: لدي 5 أولاد واتقاضي 360 جنيها معاش ضمان اجتماعي وليس لدي مكان أعيش فيه سوي منزلي الصغير المتصدع فهو الذي كان يأوني. يشير فتحي شحاتة "74 سنة" موظف بالمعاش إلي أنهم استيقظوا علي أصوات الانفجارات وتطاير النوافذ والأبواب واهتزت بيوتهم فخرجوا إلي الشارع اعتقاداً أن منزلاً قد انهار خاصة بعد تصاعد أعمدة الدخان والأتربة التي غطت سماء المنطقة ثم عرفوا بالحادث بعد ذلك.. مطالباً بالقصاص من الجناة. قال: فتحي لدي 7 أولاد فمن يعوضنا عن الخراب "اللي احنا فيه".. حسبي الله ونعم الوكيل في الاخوان فهم وراء كل المصاب التي حلت بنا.. ربنا ينتقم منهم.