شهر رمضان علي الأبواب وهلت معه نسائم الخير والبشري حيث ينتظره المسلمون كل عام لينالوا من نفحاته لعل الله يغفر لهم ذنوبهم .. فهو موسم الخيرات ينعم الله به علي المسلمين بنعم كثيرة منها تكفير السيئات وتهذيب الأخلاق أملا في الحصول علي أجر عظيم يناله الصائم. ومع قدوم رمضان يتساءل المسلمون عن كيفية استقبال هذا الشهر بشكل يحقق رضان الله سبحانه وتعالي خاصة أن أوله رحمة وأوسطه مغفرة وآخره عتق من النار .. طالبنا علماء الدين بتقديم روشتة للمسلمين يوضحون فيها كيفية الاستقبال الأمثل للشهر الكريم وما علي المسلم اتباعه في هذه الأيام حتي تتحقق الغاية المنشودة من الصيام أسوة بما كان يفعله رسول الله صلي الله عليه وسلم عند استقباله هذا الشهر الفضيل. يقول د. حمدي طه الأستاذ بجامعة الأزهر إن رمضان موسم الانتصارات وشهر النفحات فيجب علي الإنسان أن يعد نفسه ليستفيد من نفحات الله في هذه الأيام المباركة حيث قال صلي الله عليه وسلم "إن لربكم في أيام دهركم نفحات. فتعرضوا لها لعله أن يصيبكم نفحة منها فلا تشقون بعدها أبدا" .. ورمضان هو سوق للخيرات وعلي الإنسان أن يعد نفسه بأن يخرج من هذا الشهر مغفورا له بإذن الله .. كما أنه يدعو ربه أن يبلغه إياه حيث كان من دعاء النبي صلي الله عليه وسلم "اللهم بلغنا رمضان" فإن الله يضاعف فيه الحسنات ويغفر فيه السيئات. لذلك يجب علي المؤمن أولا أن ينوي الصيام مجردا لله سبحانه وتعالي فلا يكون مظهرا بالامتناع عن المأكل والمشرب والشهوات فحسب وإنما جوهر يحفظ لسانه من القيل والقال والغيبة والنميمة ويحفظ جوانحه من النظر إلي المحرمات ويلهج لسانه بذكر الله سبحانه وتعالي حتي يذكره الله "اذكروني أذكركم" وأن يكثر من الاستغفار والتوبة النصوح والإنابة إلي الله وأن يعلم بأن الغيبة والنميمة وقول الزور لا يتساوي مع الامتناع عن المأكل والمشرب فيجب عليه الإقلاع عن هذه الأشياء الذميمة "من لم يدع قول الزور والعمل به والجهل فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه" .. كما عليه أن يكثر من قراءة القرآن ويحيي الليل بالقيام وإطعام الصائمين ولو بشطر تمرة أو قليل من لبن أو بكوب ماء .. فمن أطعم صائما فله مثل أجره ولا ينقص من أجر الصائم شيء. أكد أنه يجب أن يكون الصيام حافزا للمسلم علي إنجاز الأعمال وعدم التكاسل .. فرمضان شهر حركة وعمل لا شهر نوم وكسل .. فمعظم الإنجازات الإسلامية علي مدار التاريخ حدثت في شهر رمضان بدءا من غزوة بدر وانتهاء بانتصارات السادس من أكتوبر. مغتسل روحي يقول د. أحمد كريمة أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر إن رمضان يعد مغتسلا روحيا للتائبين فالإنسان إذا أراد الاستحمام يحضر المنظفات والمطهرات المعروفة لينظف بدنه .. كذلك علي الذين يستعدون لشهر رمضان أن يعقدوا العزم بإخلاص النية لله عز وجل وبذل المجهود لنيل المقصود بالمسارعة والمصادقة والمنافسة في الطاعات والقربات وإعداد النفس للاستلذاذ بالصيام وللقيام بالصلوات والأذكار والأدعية والتوسعة علي ذوي الحاجات. أضاف : ليكن شهر رمضان بعد هذا المغتسل الروحي مدرسة الثلاثين يوما في مكارم الأخلاق وقراءة وفهم قيمة من قيم هذه المكارم ليتعرف علي المعاني والعهد علي التنفيذ والتطبيق ليتحقق فينا المقصد الأعظم من الصيام "لعلكم تتقون". تجاوز الخلافات د. آمنة نصير أستاذة العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر تري أن النفس البشرية في هذا الشهر الفضيل تعلو وتسمو وتتصالح مع ربها ونفسها ومن حولها .. لذلك نتمني أن نتجاوز خلافاتنا وننبذ الفتن والحقد والغل ولتغلب السماحة والتسامح علي تصرفاتنا ولنستقبل الشهر الكريم بقلب خاشع وضمير نقي .. ولنتشارك معا في بناء مصر الحديثة والسير بها إلي الأمام لتحقيق مستقبل أفضل لنا ولأولادنا. أكدت أنه يجب أن يستحضر المسلم كل يوم الهمم والعزيمة لزيادة الإنتاج والعمل والتمسك بمبادئ إسلامنا وعقيدتنا وقبل كل ذلك محاسبة النفس علي ما قدمته من تجاوزات قبل رمضان وإعلان التوبة النصوح حتي يتقبل الله سبحانه وتعالي منها الصيام. بداية انطلاق الخير الشيخ السيد عبد الباقي من علماء الأزهر بدسوق ينصح المسلمين بكثرة الدعاء قبل حلول شهر رمضان ومنه "اللهم بارك لنا في رجب وشعبان وبلغنا رمضان" وهناك نيات يجب أن ينفذها في هذا الشهر الكريم مثل ختم القرآن وأن يكون رمضان بداية انطلاق الخير والعمل الصالح ونية كسب أكبر قدر من الحسنات ففيه تتضاعف الأجور والثواب مع تصحيح السلوك والخلق والمعاملة الحسنة ووضع برنامج مليء بالعبادة والطاعة والجدية .. واستثمار فضائل شهر رمضان رجاء لمغفرة الذنوب والعتق من النار ففيه ليلة مباركة خير من ألف شهر تستغفر فيها الملائكة للصائم ويتضاعف فيها الأجر والثواب.