الأربعاء الماضي كانت درجة حرارة الجو 50 درجة في القاهرة ووصلت في بعض المحافظات إلي 60 درجة بالاضافة إلي الرياح المحملة بالأتربة والرمال مما تسبب في خلو الشوارع والميادين من المارة وكذا الطرق العامة والسريعة إلا بعض رجال الشرطة والجيش الذين كانوا متواجدين في أماكن الخدمة المكلفين بها يسيرون حركة المرور ويتابعون الموقف الأمني حتي لا تستغل عناصر الشر سوء الحالة الجوية في ارتكاب أعمالهم الإرهابية والإجرامية. في هذا اليوم الذي حرص المواطنون فيه علي البقاء في المنازل تحت الأجواء الرطبة من التكييفات أو المراوح استشهد العميد أحمد عبدالحميد وكيل البحث الجنائي بشمال سيناء وأصيب ستة آخرون من زملائه بعد أن زرع أعضاء الجماعة الإرهابية عبوة تفجيرية في طريق عودتهم بعد أداء مهمة أمنية بالاشتراك مع رجال القوات المسلحة ولقي الرجل ربه راضياً مرضياً بما حصل عليه من تقدير ونال الشهادة تاركاً خلفه ثلاثة من الأبناء من المؤكد أن استشهاد والدهم بث فيهم روحاً جديدة من القوة والمثابرة وحب الوطن والتصدي لكل من تسول له نفسه الإضرار بمصرنا العظيمة. هذه الشهادة التي نالها الضابط البطل والاصابات التي لحقت بزملائه اثناء العودة من مهمة قاموا بها في درجة حرارة بلغت حوالي 60 درجة في شمال سيناء انما تؤكد بالدليل القاطع علي أن الوطن عند هؤلاء الرجال أغلي بكثير من أرواحهم لم يبال أي منهم بحرارة الجو ولم يتقاعسوا ونفذوا مهمتهم أليس في ذلك أكبر دليل ورد علي كل من يحاولون التشكيل في وطنية هؤلاء ألم يشعر بعض الاعلاميين الذين يحاولون الاساءة إلي رجال الشرطة والجيش بالخزي وتأنيب الضمير.. للأسف تم نشر خبر استشهاد الرجال كخبر عادي ولم يعلق أحد ممن كانوا يجلسون في الأماكن المكيفة بما يبذله الرجال من تضحيات. حقيقة لست مدافعاً عن رجال الشرطة ولكن تضحيات الرجال هي التي تدافع عنهم وأؤكد أن البعض من المنتمين لهذا الجهاز يخطئون ولكنهم قلة لا تصل إلي واحد في الألف وأن الوزارة تحاسب أبناءها أولاً بأول وخصصت وسائل لتلقي شكاوي أي مواطن يشعر بتجاوز من رجال الشرطة وأصدر اللواء مجدي عبدالغفار وزير الداخلية توجيهاته بزيادة عدد الهواتف التي تستقبل شكاوي المواطنين وفحصها أولاً بأول وهناك العشرات من الضباط والأفراد يتم التحقيق معهم حالياً عن تجاوزاتهم وهناك مئات الشكاوي يتم التحقيق فيها ولن يفلت مخطيء من الحساب والمهم أن يتأكد كل مواطن أن الثوب الأبيض لرجال الشرطة لن تلوثه بعض المخالفات الصغيرة وليشعر كل مواطن أن رجل الشرطة والده أو أخوه أو ابنه حتي تعود للوطن لحمته ويعود الأمن بمفهومه الشامل.