خلال زحمة العمل جئن دون سابق موعد متهللات الوجه متفائلات.. المظهر العام يعكس بوادر الاصابة والمعاناة من قلق نفسي تحاولت كل منهن السيطرة عليه بالضحك تارة والصمت في بعض الأحيان. فتيات مؤهلات تجاوزن الثلاثين ببضع سنوات.. يعملن بوظائف مرموقة. ولكن بكل أسف وحسرة كانت كل منهن تحمل أفكاراً صادقة وقنبلة موقوتة من المتوقع انفجارها في أي لحظة لتطيح بهن إلي الجحيم. استأذنت إحداهن الكلمة مقدمة كشف تعارف مختصراً عن ظروف وأحوال كل منهن.. ملخصها وهدفها العثور علي العريس المناسب للخلاص من العنوسة وما يتبعها من كلمات الإشفاق اللاذعة التي تهدد استقرارهن النفسي. قالت والكلمات تتعثر علي شفتيها أنها خلال متابعاتها لبعض المواقع الالكترونية اكتشفت أن هناك مركزاً يوجه الدعوة للفتيات العانسات لحضور دورات تدريبية لتوعيتهن بوسائل الإغراء المختلفة لإصطياد الشباب والإيقاع بهم في مصيدة الزواج بدءاً بالكلام المعسول الذي يدغدغ الأوصال والإنفاق غير المسئول وحتي ارتداء الأزياء الفاضحة حتي يسيل لعاب الزبون ويصبح الطريق ممهداً للوصول إلي المأذون.. الخ. لقد انتابني الفزع عندما تطرق إلي سمعي هذا الكلام.. واستنكرت بشدة ما يقترفه بعض أصحاب المواقع التي تغرر بالشباب بغية النصب والتربح وإفساد الأخلاق. وبعد.. يجب أن تعلم الفتيات الساذجات أن شباب اليوم أكثر تعقلاً.. فقد تجذبه أحياناً تلك الألاعيب رغبة لشغل أوقات الفراغ أو بدافع الاستطلاع.. ولكن عندما ينوي الاختيار فهو يبحث بدقة عن صاحبة الخلق الحسن التي تنتمي إلي أصل وبيت طيب.