أي ناد في مصر مهما كانت جماهيريته ليس كبيراً علي الهبوط إلي المستوي الأدني من مسابقة الدوري العام.. فلا أحد فوق رأسه ريشة. هذا في الظروف العادية.. لكن في ظل الظروف الاستثنائية التي نحياها منذ ثورة "اللوتس" في 25 يناير والتي ارتبكت خلالها جهات وأعمال وأنشطة عديدة ومن بينها كرة القدم.. يصبح من الواجب إلغاء الهبوط هذا العام من مسابقتي الدوري العام الممتاز و"ب" والاكتفاء بالصعود إليهما.. وبالتالي زيادة عدد الفرق في كل مسابقة. *** لقد تأكد حتي الآن هبوط أندية الاتحاد السكندري والمقاولون العرب وسموحة من دوري الأضواء إلي المظاليم قبل أن تنتهي المسابقة بأسبوعين.. وربما يحسم الأهلي اليوم بطولة الدوري أو يتأجل إعلان البطل إلي الأسبوع الأخير. دعونا من قمة المسابقة فسيتم حسمها عاجلاً أو آجلاً.. ولنتحدث عن كارثة القاع. الاتحاد السكندري هو بحق زعيم الثغر بلا منازع وطول عمره يمد المنتخب بلاعبين أفذاذ أمتعوا الجماهير علي اختلاف ألوان فانلاتهم.. وبالتالي فإن خلو جدول الدوري الممتاز الموسم القادم منه سيؤثر حتماً بالسلب علي المسابقة وتصبح بلا مذاق. والمقاولون العرب ناد له مكانته المحلية والإفريقية.. وبصماته علي الكرة المصرية لا يمكن أن يغفلها أحد.. وكان أيضا لاعبوه من أعمدة الفريق القومي لسنوات عديدة. وسموحة من الأندية المثابرة والطموحة.. صعد السلم خطوة خطوة بفضل إدارته الناجحة برئاسة المهندس محمد فرج عامر الذي حول هذا النادي من مساحات "هيش" تلعب فيها الأفاعي الاستغماية إلي صرح رياضي علي أحدث مستوي معماري وفني وتقني بجهود ذاتية دون الاقتراض من أي بنك.. كما صعد بفريق الكرة إلي الأضواء والشهرة عن جدارة واستحقاق. الأندية الثلاثة تعرضت مثل باقي أندية الدوري إلي ظلم تحكيمي غير متعمد فرضته ظروف البلاد والانفلات الجماهيري غير المسبوق والذي وصل إلي حد الدموية وأثر بلا شك علي أداء الحكام نتيجة الضغط العصبي عليهم من المدرجات وخارجها. *** لقذ اتخذت تونس أمس الأول قراراً عادلاً وجريئاً بإلغاء الهبوط من مسابقة الدوري التونسي للقسمين الأول والثاني بسبب الظروف الاستثنائية التي عاشتها وتعيشها تونس عقب اندلاع ثورة "الياسمين" في 14 يناير الماضي. الفرق بين ثورتي تونس ومصر 11 يوماً فقط.. والظروف الاستثنائية متشابهة إن لم تكن متطابقة في البلدين.. ولذا ننتظر من المجلس القومي للرياضة واتحاد الجبلاية قراراً اليوم قبل الغد لا يقل جرأة عن مثيله التونسي بإلغاء الهبوط هذا العام. هذا هو العدل. وحق الأندية الثلاثة. وحق وأمل جماهير الكرة بصفة عامة والجماهير السكندرية بصفة خاصة.. فمن الظلم أن تفقد ناديين دفعة واحدة بينهما الزعيم.