"لا يأس مع الحياة ولا حياة مع اليأس".. شعار أم محمد التي كانت ضحية الجهل بسبب قهر والدها ولكنها قاومت ودخلت محو الأمية وحصلت علي شهادة لتستمر في رحلة الكفاح في حياتها التي نسرد حلقاتها لتكون مثالاً يحتذي به. وجيهة عبدالجواد بعد أن تزوجت في عام 1986 حملت علي عاتقها هموم المنزل بسبب غياب زوجها الدائم علي الرغم أنها لا تجيد ممارسة أي مهنة ولكنها استطاعت تعلم مهنة الحياكة في مركز شباب المرج واشترت ماكينة خياطة وبعد أن زحف طوفان الملابس الجاهزة لم تيأس بل قامت بتغيير النشاط إلي "جلود" بداية من صنع الكيس الحريمي الصغير نهاية بالجواكت والبدل الجلد.. وحينما أرادت توسيع النشاط واجهت مشكلة أخري وهي المكان ولكن لأن طبيعتها التحدي فقد قررت أن تجمع "عفش" المنزل بأكمله في غرفة واحدة وباقي المساحة استخدمته كورشة لصناعة الجلود وساعدها في ذلك صاحب المنزل الحاج محمد السيد حتي أصبحت تبيع بالجملة بداية من محافظة بورسعيد نهاية بالأقصر وقررت أن تأخذ قطعة أرض لبناء مصنع عليها وتجميع شباب المنطقة للعمل في عام 2010 ولكنها تعرضت لحالة نصب وتم الاستيلاء علي الأرض وتعرضت لهجوم من البلطجية كان علي اثره تعرض ابنها الكبير لفقد يديه وبعد رفع دعوي قضائية تم اجبارها علي التنازل لأن صاحب الأرض كان في وقتها عضو مجلس شعب وشعرت بالانكسار ولكنها لم تستسلم فعلي الرغم من انتشار البلطجية بعد 25 يناير وتعرض ورشتها للسطو وسرقة محتوياتها أربع مرات إلا أنها لم تفقد الأمل وبحلول ثورة 30 يونيو التي تعتبرها طوق النجاة بالنسبة لها وعودة الروح وتوسعت في نشاطها حتي انها اشتركت في هذا العام بمعرض القاهرة الدولي لعرض منتجاتها ثم أخيراً معرض "ديارنا" التابع لوزارة التضامن الاجتماعي وقمت بإعداد مشروع أتمني عرضه علي رئيس الجمهورية وهو "مشروع شباب بكرة منتج من كل بيت" وتتلخص فكرته في تدريب ربات البيوت علي مهن وحرف منزلية تساعدها في بناء نفسها وبناء المجتمع وبالطبع سيتعلم الأولاد في المنزل نفس الحرفة وأطلب الدعم من الدولة لتطبيق هذه الفكرة التي من خلالها نقضي تماما علي البطالة وأمنيتي الأخيرة في هذه الدنيا مقابلة الرئيس السيسي حتي استطيع تحقيق حلمي وهي القضاء علي البطالة والاعتماد علي سوعد أبنائنا.