رحل عن دنيانا شاعر الأرض والعيال. والزحمة. وجوابات حراجي القط. والسيرة الهلالية. وعماليات. وبعد التحية والسلام. وأنا والناس. والموت علي الإسفلت. وأحمد سماعين. و وجوه علي الشط. والسيرة الهلالية "التي عكف علي جمعها فترة من الزمن من مصر وتونس والمغرب. والتي عرضها التليفزيون المصري والإذاعة المصرية". وصاحب كتاب أيامي الحلوة الذي رصد فيه رحلته من بداية قيامه. في قريته أبنود بجمع القطن ورعي الغنم. وإلي أن أصبح من أهم شعراء مصر والعالم العربي ..! عبد الرحمن الأبنودي هو أحد الأربعة العظام. الذين صدرتهم محافظة "قنا" إلي القاهرة. وهم: عبدالرحمن الأبنودي. و أمل دنقل. ويحيي الطاهر عبدالله. وعبد الرحيم منصور. عبد الرحمن الأبنودي هو أول من حصل علي جائزة الدولة التقديرية في شعر العامية. ونحن نعلم أن الأوساط الأدبية- منذ القدم- كانت تنظر إلي شعر العامية نظرة فيها كثير من الاستعلاء. ولكن عبد الرحمن الأبنودي استطاع- هو ورفاقه- أن يعطي لشعر العامية مكانته التي يستحقها علي خارطة الشعر العربي. فهو شاعر يتملك ناصية الوجدان المصري. وهو لم يترك أداة من أدوات الفنان الشعبي القديم إلا واستخدمها فأحسن استخدامها وتوظيفها توظيفا عصريا صحيحا ومتطورا- وظل طوال مسيرته الشعرية يخاطب الجماهير الغفيرة من العمال والفلاحين. ويتحدث إلي البسطاء بلغتهم التي يتحدثون بها في سلاسة وسهولة وفي انسياب مياه النيل الهادئة. مطورا لاتجاه الشعر الشعبي والموال والزجل. وهو يعتبر نبْا في حقول الشعر التراثي. ومجهول المؤلف. وهي حقول فسيحة مترامية لا نهاية لخصوبتها. كان قبله صلاح جاهين وفؤاد حداد ونجيب سرور وفؤاد قاعود وغيرهم. ولكن الأبنودي كان- علي حد قوله- لا يعرف بوجودهم نظرا لإقامته في الصعيد الجواني. فكان يظن أنه أول من كتب هذا اللون من الشعر. وأنه أول من فض بكارة مخزون الموروث من شعرنا الشعبي بمواله وملاحمه. الأبنودي- صعيدي الطبع والطابع- هو شاعر جوال حامل علي كتفيه جراب الموروث الشعري الصعيدي من منابعه التي تقترب من منابع النيل. فقد ذهب الي القري والنجوع. وسمع الموال والسيرة والأغنية والعدودة من أفواه أصحابها الأصليين. مليئة بالطين والتراب وتجاعيد السنين. حارة لاذعة. شديدة الصدق وشديدة الخصوبة في آن واحد. وظهر ذلك جليا في كل ما كتب من أغنيات. فالأبنودي شاعرالأغنية ذات الطعم الخاص. كان من ذكاء الأبنودي "القوال" في أنه ظل صعيديا له لهجته الخاصة والتي أصبحت إحدي سماته الشخصية والفنية الأكثر بروزا. والتي أصبحت محط تقليد بين كثيرين. ظل عبد الرحمن لأبنودي يبدع حتي الرمق الأخير. وكان أيضا لعبد الرحمن الأبنودي مواقفه السياسية والوطنية المشهودة.