الخوض في القدر.. فتنة * يسأل علاء محمود محمد "شيف" بمطعم أسماك ببرج العرب بالإسكندرية. ما هو سيد الاستغفار؟ وهل ينجي الله به عباده؟ ** يجيب الدكتور عثمان عبدالرحمن المدرس بالأزهر: جاء في الحديث الصحيح: "سيد الاستغفار أن يقول العبد: اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت. خلقتني وأنا عبدك وأنا علي عهدك ووعدك ما استطعت. أعوذ بك من شر ما صنعت. أبوء لك بنعمتك عليّ وأبوء بذنبي فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت.. من قالها إذا أصبح موقناً بها فمات من يومه دخل الجنة. ومن قالها إذا أمسي موقناً بها فمات من ليلته دخل الجنة" "رواه البخاري". أما النجاة فبيد المولي عز وجل وحده. وقد وعد عباده المؤمنين بالنجاة في الشدائد والدفاع عنهم في الأزمات والكرب وفي ذلك يقول: "إن الله يدافع عن الذين آمنوا" "الحج: 38".. ولذلك فزع إليه الأنبياء والمرسلون وأتباعهم فنجاهم من بطش المعاندين والمشركين. فهو عون الخليقة وملجؤها وحصنها وغايتها "اللهم إنا نسألك أن تكشف عنا من البلاء ما نعلم وما لا نعلم وما أنت به أعلم إنك أنت الأعز الأكرم". * يسأل علاء محمود محمد بمدينة برج السلاب: ما رأي الدين فيمن يخوضون في القدر ويتحدثون عن الغيبيات بغير حق؟ ** يجيب الدكتور عثمان عبدالرحمن المدرس بالأزهر: يتلخص المنهج الذي دعت إليه الشريعة الإسلامية في قول الرسول الأعظم "صلي الله عليه وسلم": "اتبعوا ولا تبتدعوا فقد كُفيتم".. والخوض في القدر يعد من قبيل الابتداع والحديث في المتشابه الذي نهي الرسول الكريم "صلي الله عليه وسلم" عنه. لأن تتبعه يدفع الإنسان إلي فتنة لا يعلم مداها ولا منتهاها إلا الله.. وأنه إذا تحدث الناس في القدر بغير حق قسمتهم إلي فريقين مختلفين. ولقد أراد الرسول الأعظم "صلي الله عليه وسلم" أن يتلافي إنشقاق الأمة وتمزقها بسبب الخوض في القدر. فنهي عن الجدال فيه.. وفي هذا روي عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده. قال: "خرج رسول الله "صلي الله عليه وسلم" علي أصحابه ذات يوم وهم يتراجعون في القدر. فخرج مغضباً حتي وقف عليهم فقال: يا قوم بهذا ضلت الأمم قبلكم باختلافهم علي أنبيائهم وضربهم الكتاب بعضه ببعض. وإن القرآن الكريم لم ينزل لتضربوا بعضه ببعض ولكن نزل القرآن فصدّق بعضه بعضاً. ما عرفتم منه فاعملوا به وما تشابه فآمنوا به".