أدلي الرئيس عبدالفتاح السيسي بحوار لشبكة "فوكس نيوز" الإخبارية الأمريكية تناوله خلاله عدداً من الموضوعات. صرح السفير علاء يوسف المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية بأن الرئيس تحدث عن الأهمية التي توليها مصر لمؤتمر دعم وتنمية الاقتصاد المصري بمدينة شرم الشيخ الجمعة القادمة. أكد أن هذا المؤتمر يعكس إرادة مصر والمصريين في تحقيق التنمية المنشودة وذلك من خلال جذب الاستثمارات التي تساعد علي تحقيق طموحات وآمال الشعب المصري في التنمية والاستقرار. استعرض الرئيس الخطوات الجارية للإعداد للمؤتمر منوهاً في هذا الصدد إلي الجهود الدءوبة التي بذلتها مختلف أجهزة ومؤسسات الدولة خلال الشهور الماضية للإعلان عن خطة اقتصادية طموح تعود بالنفع علي مصر والمستثمرين من كافة بقاع العالم وذلك من خلال خلق بيئة تشريعية جاذبة للاستثمار وتسوية المنازعات مع بعض المستثمرين بشكل ودي وإعداد حزمة من المشروعات الاقتصادية الكبيرة والمتوسطة والصغيرة. وفي سياق متصل أشار الرئيس إلي تخصيص مناطق واعدة للاستثمار تشجع المستثمرين من كافة أنحاء العالم علي المجيء إلي مصر والاستثمار بها لاسيما أن مصر تقع في قلب منطقة الشرق الأوسط والعالم مما يجعلها نقطة انطلاق كبري لمنطقة الخليج وأفريقيا والقارة الأوروبية. أوضح الرئيس أن استقرار بلد ضخم مثل مصر سيعد الركيزة الأولي في استقرار المنطقة وبالتالي ستكون له انعكاساته الإيجابية علي استقرار أوروبا والعالم. ورداً علي سؤال بشأن القوة العربية المشتركة أوضح الرئيس أن الإرهاب لا يهدد أمن واستقرار مصر فحسب بل أمن واستقرار العالم أيضاً بعد أن امتد إلي العديد من المناطق في العالم التي تتخذ فيها هذه التنظيمات أسماء مختلفة لكنها تنهل في النهاية من معين واحد مشيراً في هذا الصدد إلي أن مكافحة الإرهاب تتطلب تكاتف المجتمع الدولي لضمان أمن واستقرار الإنسانية وذلك لن يتأتي من خلال المواجهة الأمنية والعسكرية فقط وإنما من خلال معالجة التحديات الاقتصادية والثقافية التي تواجه الأقطار المختلفة. شدد الرئيس علي ما تمثله القوة العربية المشتركة من أهمية كونها تهدف إلي حماية مقدرات الدول العربية من خطر الإرهاب والأخطار الأخري المحتملة مشيراً إلي أن مكافحة الإرهاب في المنطقة تتطلب تعاوناً عربياً وثيقاً مع الدول الصديقة كالولاياتالمتحدة والدول الأوروبية. نفي الرئيس وجود تعارض يذكر ما بين دور هذه القوة ودور المجتمع الدولي والتحالف المكون حالياً لمجابهة الإرهاب موضحاً أن مصر جزء لا يتجزأ من هذا التحالف وتخوض حرباً ضروساً ضد خطر الإرهاب في سيناء وعلي حدودها الغربية. وتعقيباً علي استفسار حول تقييم الرئيس لقيام الولاياتالمتحدة بتعليق مساعداتها العسكرية لمصر عقب ثورة 30 يونيو أكد الرئيس أن مصر لن تنسي للولايات المتحدة الدعم والمساعدات التي قدمتها علي مدي أكثر من 30 عاما إلا أن الواقع الحالي يستدعي قدراً أكبر من التعاون في المجال العسكري لتعزيز القدرات المصرية من أجل مكافحة الإرهاب. ونوه إلي أن مصر تتفهم حاجة أصدقائها إلي الوقت لإدراك حقيقة التطورات التي شهدتها علي مدار السنوات الأربع الماضية. استعرض الرئيس خلال الحوار رؤيته لتصويب الخطاب الديني ودحض الفكر المتطرف من خلال إعلاء التعاليم السمحة للدين الإسلامي وقبول الآخر بكل تنوعه الثقافي والعقائدي مؤكداً أن التنوع البشري يعد مصدراً لإثراء الحضارة الإنسانية. أوضح الرئيس أن الإسلام يعطي الحرية الكاملة للإنسان في اختيار معتقدته أو توجهاته السياسية. كما أكد أهمية العمل علي مكافحة الجهل والفقر ودعم الخطاب الديني المعتدل وترسيخ ثقافة التنوع واحترام الآخر. حيث يؤدي كل ذلك إلي توفير المناخ المناسب للحرية والديمقراطية. أشار الرئيس إلي مجمل التطورات التي شهدتها مصر علي مدي العامين الماضيين حيث أكد أن إرادة الشعب المصري هي التي دفعته للوقوف أمام محاولات تغيير الهوية المصرية وأضاف أن الدستور السابق لم ينص علي امكانية عزل رئيس الجمهورية وهو ما تم تداركه في الدستور الحالي الذي يرسخ الممارسات الديمقراطية في مصر. أوضح الرئيس أن الأفكار المتطرفة تمثل الخطر الأكبر علي المنطقة والعالم وهي التي تدفع معتنقيها إلي تدمير مجتمعاتهم وتهديد أمنها الأمر الذي يتطلب ضرورة قيام الدول العربية بالتصدي بحزم لتلك الأفكار بالتعاون الوثيق مع الدول الصديقة لضمان عدم المساس بالأمن القومي العربي مشيراً في هذا الصدد إلي أن أمن الخليج يعد خطاً أحمر بالنسبة لمصر. أكد الرئيس أن المنطقة تمر بظروف دقيقة تتطلب من الجميع التعاون لمجابهتها خاصة أن الدول الكبري كالولاياتالمتحدة لديها مسئولية أخلاقية وإنسانية لمساعدة شعوب المنطقة علي تخطي هذه الأوقات الصعبة في تحرك يتطلع إليه الرأي العام لكي لا يشعر بأنه يجابه مخاطر الإرهاب والتطرف منفرداً وحول الزيارة التي قام بها وفد بارز من الكونجرس الأمريكي لمصر مؤخراً ذكر الرئيس أن مصر حريصة علي دعم وتعزيز علاقات الشراكة الاستراتيجية مع الولاياتالمتحدة خاصة علي مستوي العلاقات مع الكونجرس.