أعلن الدكتور أحمد علي عجيبة أمين عام المجلس الأعلي للشئون الاسلامية توصيات المؤتمر الرابع والعشرين الذي عقد تحت عنوان "عظمة الاسلام واخطاء بعض المنتسبين اليه طريق التصحيح" واختتم أعماله أمس وناقش 45 بحثا لعلماء من 40 دولة ومنظمة عربية واسلامية. أكدت التوصيات ان الاسلام دين يكفل حرية الاعتقاد وأنه يسوي بين الناس في المواطنة والحقوق والواجبات علي اختلاف معتقداتهم دون تمييز كما يحرم الاعتداء علي الدماء والاعراض والأموال إلا ردا لعدوان ظاهر علي الدولة. ووفق ما يقرره رئيسها والجهات المختصة بذلك فيها. إذ إن اعلان الحرب دفاعا عن الأوطان إنما هو حق للدولة وفق ما يقرره دستورها ورئيسها وليس حقا للأفراد. نصت التوصيات كذلك علي ان الاسلام بريء مما يرتكبه بعض المنتسبين اليه من التكفير. وما يترتب عليه من أفعال اجرامية من ذبح وحرق وتمثيل وتدمير وتخريب. إذ هو افتئات علي حق الله المتفرد بالعلم بما في قلوب عباده. كما أنه افتئات علي حق ولي الأمر.. وأنه لا يصح أن يحتج علي الاسلام باخطاء بعض المنتسبين إليه. ولا بسوء فهمهم له. أو انحرافهم عن منهجه وعلي جميع اتباع الديانات النظر إلي الأديان الأخري بمعيار موضوعي واحد دون تحميلها اخطاء بعض اتباعها.. حيث ان توظيف بعض المنتسبين للاسلام الدين لاغراض نفعية أو سلطوية اساءة إليه واجرام في حقه. أجمع المشاركون من العلماء والمفكرين والباحثين والكتاب علي انكار طرد الناس من أوطانهم. أو هدم دور عباداتهم. وسبي نسائهم. واستباحة أموالهم. بسبب اختلاف دينهم تحت مسمي الدولة الاسلامية أو أي مسمي آخر. والاسلام بريء من كل هذا.. كما اتفقوا علي تحريم ازدراء الأديان لما فيه من اعتداء علي مشاعر اتباعها ولما ينشأ عنه من تكدير السلم الاجتماعي والانساني العام. وما يترتب عليه من اشاعة الفتنة والعنف وصدام الحضارات. طالبت التوصيات بضرورة تطوير الخطاب الاسلامي بحيث يكون خطابا متوازنا يجمع بين العقل والنقل. ومصلحة الفرد والمجتمع والدولة. ويسوي بين الرجل والمرأة في الحقوق والواجبات. ويكون قادرا علي محاربة كل ألوان التطرف والغلو والتسيب والإلحاد. كما أوصي المجتمعون باقامة مرصد دائم بكل لغات العالم تكون مهمته رصد اخطاء بعض المنتسبين للاسلام والرد عليها بالحجة والبرهان.. وإعادة النظر في مناهج الدراسة الدينية والثقافية وتنقيتها من المسائل المرتبطة بظروف تاريخية وزمنية ومكانية معينة. مما يتطلب إعادة النظر فيها وفق ظروفنا وزماننا ومكاننا وأحوالنا بما يؤدي إلي نشر ثقافة التسامح. وتكوين العقل بما يجعله قادراً علي التفكير وانزال الاحكام الشرعية علي المستجدات والنوازل من غير مجافاة للواقع أو التضارب معه. علي أن توضع هذه التوصية تحت نظر اجتماع القمة العربية المقبلة. طالب المجتمعون بتفعيل ما نادي به الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس الجمهورية وراعي المؤتمر بضرورة قيام الدول العربية بتشكيل قوة ردع عربية مشتركة لمقاومة الارهاب.. دعوا باتخاذ خطوات عربية واسلامية باتجاه تكوين تكتلات سياسية واقتصادية وفكرية وثقافية في ظل جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الاسلامي.. والتنسيق بين الوزارات المعنية بالثقافة والتربية. بحيث تعمل وزارات الأوقاف. والتربية والتعليم. والتعليم العالي. والثقافة. والشباب. كفريق عمل. علي أن يقوم الإعلام بدوره في تأصيل القيم. ووافق المجتمعون علي تشكيل لجنة متابعة لتنفيذ التوصيات تجتمع كل أربعة أشهر وتصدر بيانا يرسل إلي جميع المشاركين ولوسائل الإعلام المختلفة. للوقوف علي ما يتم تنفيذه.