سؤال مهم. قد يضع ملامح للسيناريوهات المتوقعة للقاء القمة "107" الذي يقام اليوم باستاد القاهرة.. وهو كيف يفكر مانويل جوزيه. وكيف يفكر حسام حسن؟! مقدمات القمة تفرض معطياتها مع القياس للطبيعة الشخصية لمدرب الأهلي ومدرب الزمالك.. فكلاهما يكره الخسارة ولا يقبلها بسهولة. وكلاهما عاشق للبطولات. وإن اختلف الحال بين جوزيه المدرب المخضرم. وحسام حسن المبتدئ الطموح. لكنه كان لاعباً يقاتل من أجل الانتصارات والبطولات.. والمقدمات تقول إن الأهلي متقدم بخمس نقاط. وانه سوف يحسم بطولة الدوري للموسم السابع علي التوالي إذا فاز اليوم.. بينما الزمالك يعاني من تدهور الحالة المعنوية للاعبيه الذين فقدوا قمتهم بعد أن كانت ملكهم 24 أسبوعا. وبات حلمهم في الفوز ببطولة الدوري أشبه بالسراب. ولكنه لن يكون بعيدا بمثل بعده الحالي إذا فازوا اليوم ليصبح الفارق نقطتين فقط. وقد تحمل لهم الجولات الثلاث الباقية من عمر المسابقة مفاجأة سعيدة ومعجزة جديدة. مانويل جوزيه له فكره العميق الذي قد يحمل أحيانا بعض التخاريف.. ولكنه اليوم علي بعد 90 دقيقة من البطولة حتي يحسمها ويستريح.. إذن ليس أمامه سوي اللعب بقوة وبطموح الفوز والضغط معنويا علي لاعبي الزمالك من أول دقيقة لكشف الشروخ النفسية والفنية الموجودة في صفوف الزمالك.. حتي يسهل علي لاعبيه وجمهوره المهمة. ويبعد عن الجميع القلق والخوف من أن يتبدد حلم البطولة السابعة خلال التسعين دقيقة. ويدير له درع الدوري ظهره في أنسب لحظة.. الأهلي سيلعب حتما مهاجما من أول دقيقة. وسيلعب علي الشوط الأول لتفادي فارق السرعات الذي يتميز به لاعبو الزمالك عن لاعبي الأهلي. فالتميز يمكن أن يكون للزمالك في الشوط الثاني خاصة إذا عجز الأهلي عن التهديف في الأول.. ومن المؤكد أن جوزيه من الخطأ أن يأخذ المباراة إلي بر التعادل والمحافظة علي فارق الخمس نقاط.. لأنه إن أظهر هذا التهاون من بداية اللقاء. فإن كهرباء حسام حسن سوف تسري في عروق لاعبيه. ويهاجمون بكل قوة الأهلي "الكمشان" للضغط علي مدافعيه. وما أكثر هذه الأخطاء في المباريات الأخيرة لهز شباك أحمد عادل عبدالمنعم.. ولكن ضغط جوزيه الهجومي لن يمنعه من الحرص علي السيطرة علي وسط الملعب. الذي هو أفضل خطوط الزمالك. ولذلك أتوقع أن يبدأ المباراة بثلاثة لاعبين في الوسط مقابل رأس حربة واحد علي الأقل خلال الشوط الأول. أما حسام حسن.. فإن سمعته التدريبية علي المحك في هذه المباراة. فهو في حالة دفاع عن اسمه وسمعته كمدرب. يعاني أصعب موقف يمكن أن يعاني منه مدرب محترف.. إذ أنه امتلك الصدارة والقمة 24 أسبوعاً. وفرط فيها في آخر ثلاثة أسابيع.. وحلمه مع بطولة الدوري تحول فجأة إلي كابوس مزعج جداً بعد خسارته الأخيرة في بورسعيد. والتي كانت بمثابة ضربة عنيفة في الرأس.. ولكنها ليست الضربة القاضية.. فالعميد أمامه اليوم فرصة أخيرة ووحيدة للوقوف علي قدميه من جديد. واثبات مكانته التدريبية وإسعاد جماهير الزمالك وهذه الفرصة هي الفوز واللعب دون خوف من الخسارة.. فقد سبق له الفوز علي الأهلي بقيادة جوزيه عندما كان حسام مديرا فنيا للمصري وقدم مباراة رائعة.. ليس أمامه سوي الفوز. ولكن دون تهور واندفاع وراء هذه الرغبة لان الأهلي لديه من اللاعبين من يجيدون استغلال هذه الحالة لدي الخصم لخداعه وهز شباكه مثل بركات وجدو.. وأتصور أن مشاكل حسام حسن في مباراة اليوم كبيرة وعديدة أبرزها نقص عناصره الهجومية. وغياب حسن مصطفي ضابط إيقاع خط الوسط. وأيضاً الاستهداف.. المتوقع للنجم شيكابالا. وهو أمر يصيب فريق الزمالك بالعطب.. حسابات العميد صعبة فعلاً. ولكن طموحه بلا حدود. خلاصة الأمر.. ان فرصة الأهلي هي الأفضل بكل المقاييس والظروف. إلا أن خاصية مباريات القمة تبقي موجودة دائما والمهم أن تتحقق المتعة للجميع.