من يقترب من الأسرة الدندراوية ويغوص في أعماق فكرها.. يجد نفسه وكأنه أمام منظومة فاضلة.. تجذبك للانضمام إليها. ولعل كتاب الوثيقة البيضاء الذي قام بتأليفه الأمير الفضل الدندراوي رحمه الله والذي جاء في أربعة أجزاء تناولت بداية تكوين الأسرة وأسباب نشأتها والفكر الدندراوي وأهم الأعمال لأمراء الأسرة. كتوثيق لتلك الإنجازات والمرحلة التاريخية الهامة التي ولدت وتطورت خلالها الأسرة.. وهنا تعرض "المساء" ملامح هذا الكتاب إلي جانب ملامح الفكر الدندراوي وشعار "جمع إنسان محمد" ونظام الأسرة. كان الأمير الفضل الدندراوي رحمه الله يقول عن "الوثيقة البيضاء" التي كتبت في العام الحادي والعشرين وأربع مائة وألف من الهجرة انها ليست بمنشور إعلاني وإنما أوراق تجيب المتسائلين عن أحوالنا من المحيطين بساحاتنا. في عدد من أوطان جموعنا وأطلقنا عليها الوثيقة البيضاء لان كل كلمة فيها وردت بنص لا يجوز تبديله بعبارة تصريح تبدل مضمونها وبيضاء لان كل جملة فيها خالية من أي غرض خفي يحمل الإساءة أو يضمر السيئة وقد جاءت الوثيقة البيضاء من خلال أربعة كتب. الكتاب الأول أسماه الأمير الفضل الدندراوي "الأسرة الدندراوية تكوين وكيان" والقصد منه التعريف بالأسرة الدندراوية وسبب نشأتها وبداية هذه النشأة علي يد مؤسسها جد انتسابها المعنوي السيد محمد الدندراوي من أحفاد السلطان اليوسف جد قبائل الإمارة بدندرة بمحافظة قنا. وهو من ولد الشريف إدريس الأول مؤسس دولة الادارسة بالمغرب العربي. سبط الإمام الحسن بن علي بن أبي طالب كرم الله وجهه. الكتاب الثاني أسماه الأمير الفضل "الفكر الدندراوي رأي ورؤية" وقد تضمن المعتقدات الإيمانية والنواحي الحياتية التي تعلمها أبناء الأسرة من الوالد الروحي لها سيدنا العباس المكني بالإمام عبدالله أبي العباس والتي تلقاها رضوان الله عليه عن أبيه سيدي محمد السلطان عليه من الله الرضوان. الكتاب الثالث وسمي "الأسلوب الدندراوي للبناء الإنساني" والقصد منه إيضاح الأسلوب المتبع في بناء إنسان الكيان الاجتماعي الذي بناه العباس الدندراوي. أما الكتاب الرابع فقد خصص لتدوين السيرة الذاتية للسلطان الدندراوي الأول ولابنه الإمام الدندراوي الثاني وغيرها مما هو من الضرورة تسجيله وسمي "أعمال لها رجال" والقصد منه حماية تأسيس كيان الأسرة الدندراوية. "جمع إنسان محمد الأسرة الدندراوية" هذا هو الشعار والنداء الذي انتشر في مصر وكثير من بلدان العالم. حيث لم يكن الأمير الفضل رحمه الله يستقر بالكاد في دندرة حتي يرجع ليطوف بجميع دول العالم داعياً في إقناع الملايين داخل مصر وخارجها بصدقيتها وجمع حولها الملايين من المنتسبين والمؤيدين. وفي إحدي الرسائل التي كتبها الأمير الفضل يصف فيها فكرته ودعوته انها دعوة شاملة فهي ليست بدعوة مذهبية حديثة وليست بجماعة صوفية جديدة وليس بجماعة سياسية قومية وليست كيانا متخصصا يضاف إلي الكيانات السابقة بل كيانا يضم كل هذه الكيانات ويحتوي كل مميزاتها وخصائصها.