* يسأل حلمي مهدي بالإسكندرية: ما رأي الدين في ستر المسلم؟ وهل يجوز الكذب لستره أو لدفع ضرر قد يلحق به أو الستر عليه فيما ارتكب من فواحش؟ ** يجيب الدكتور عثمان عبدالرحمن مستشار العلوم الشرعية بالأزهر: لقد طلب الشارع الحكيم من المسلم الستر علي أخيه غير المجاهر بالذنب. وأكد علي ذلك. حتي أن بعض العلماء أباح الكذب للستر علي المسلم. قال الغزالي رحمه الله: قال صلي الله عليه وسلم "ليس بكذاب من يصلح بين الناس فقال خيراً" وهذا يدل علي وجوب الإصلاح بين الناس. لأن ترك الكذب واجب ولا يسقط الواجب إلا بواجب آكد منه. ومن ذلك كذب الرجل في الحرب. ومن ذلك أن يستر عورات المسلمين كلهم. وهذا ما وضحه ابن حجر بقوله: "الكذب قد يباح وقد يجب. والضابط عند الغزالي: ينبغي أن يقابل مفسدة الكذب بالمفسدة المترتبة علي الصدق. فإن كانت أشد فله الكذب. وإن كان العكس أو اشتبه حرم. وإذا كان المقصود محموداً لا يمكن التوصل إليه إلا بالكذب. كما لو سأل ظالم عن وديعة يريد أخذها فيجب الكذب أو الإنكار. قال صلي الله عليه وسلم "ومن ستر علي مسلم ستره الله تعالي في الدنيا والآخر". وقال "لا يستر عبد عبداً إلا ستره الله يوم القيامة". وقال أبوسعيد الخدري رضي الله عنه قال صلي الله عليه وسلم "لا يري المؤمن من أخيه عورة فيسترها إلا أدخله الله الجنة". وقال صلي الله عليه وسلم لهزال الذي جاء بما عز ليعترف بحد الزني: هلا سترت عليه بثوبك. ثم قال رحمه الله: وهذا من أعظم الأدلة علي طلب الشارع لستر الفواحش فإن أفحشها الزني. وقد نيط بأربعة من العدول يشاهدون ذلك منه في ذلك منها كالمرود في المكحلة. وهذا لا يتفق. وإن علمه القاضي بنفسه تحقيقاً لم يكن أن يكشف عنه. ففي الحديث عن رسول الله صلي الله عليه وسلم "إن الله إذا ستر علي عبد عورته في الدنيا فهو أكرم من أن يكشفها في الآخرة. وإن كشفها في الدنيا فهو أكرم من أن يكشفها مرة أخري". كما نهي الرسول صلي الله عليه وسلم عن تتبع عورات المسلمين: فقال "يا معشر من آمن بلسانه ولم يدخل الإيمان قلبه لا تغتابوا المسلمين ولا تتبعوا عوراتهم فإنه من يتتبع عورة أخيه المسلم يتتبع الله عورته. ومن يتتبع الله عورته يفضحه ولو كان في جوف بيته"..وقال صلي الله عليه وسلم لمعاوية "إنك إن تتبعت عورات الناس أفسدتهم أو كدت أن تفسدهم".. وهذا يدل علي أن الحرص علي تلمس العورات والأسرار من الذنوب التي تمحوا الإيمان من القلوب. وتستجلب غضب الله وتهديده وفضحه لصاحب هذا الجرم. كما أنه فساد للمسلمين وإشاعة للذعر والتوجس وشغل كل منهم بنفسه أو بغيره من المسلمين فيما يضر ولا يفيد وترك جلائل الأمور. والتقصير عن بلوغ الغايات الكبيرة العظيمة. * تسأل دعاء علي من القاهرة: هل يجوز للمرأة أن تطلب من زوجها مصروفاً شهرياً خصوصاً وأن الزوج مبذر وينفق راتبه علي الشلة والمقاهي ويترك منزله دون نفقات؟! ** يجيب الشيخ طلعت يونس أحمد بالمنطقة الأزهرية بالإسكندرية: نعم: يجوز للمرأة أن تطلب من زوجها مصروفاً شهرياً خاصاً بها بعيداً عما تنفقه علي بيتها. لأن زوجها يتحمل المسئولية شرعاً عن كل ما تطلبه من رزق وسكن ونفقة. وذلك حسب حالته من حيث اليسر أو الإعسار. وهذه "هند" زوجة أبي سفيان ذهبت إلي النبي صلي الله عليه وسلم تشتكي أن زوجها شحيح ولا يعطيها ما يكفيها وولدها فقال لها النبي "خذي ما يكفيك وولدك بالمعروف".