تشهد الساحة السياسية بالاسكندرية صراع أشبه بصراع "الديوك" فالعائلات بغرب الاسكندرية تفتت لخوض أكثر من عضو فيها الانتخابات القادمة.. والأحزاب يتصارع أعضائها مع بعضهم البعض حول الدعاية والمواقع ما بين فردي وقائمة وكلا يتحرك حسب رغبته الشخصية ويبقي حزب "النور السلفي" هو الحزب الوحيد الذي يتحرك بخطوات ثابتة داخل الشارع السكندري مستغلاً تخبط الجميع طمعاً في المقعد البرلماني. ُفي دائرة الدخيلة والمعروفة بالطابع العائلي والقبلي تحطمت هذه الظاهرة مع طرح أكثر من مرشح من عائلة واحدة لنفسه كمرشح خلال الدورة القادمة حيث يتنافس كلا من حسن خيرالله عضو المجلس المحلي للمحافظة السابق علي مدار عدة دورات. ومن المرجح أن يخوض الانتخابات عن حزب الشعب الجمهوري متنافساً مع نجل عمه عدلي خير الله من حزب المؤتمر.. بالإضافة إلي ابن عمهم أيضاً ضوي خيرالله والذي سيخوض الانتخابات كمستقل معتمداً علي أنه يمثل جيل الشباب بالمنطقة ووالده رئيس مجلس حكماء القبائل العربية ويتمتع بسيرة طيبة بين القبائل.. كما يخوض الانتخابات أيضاً السيد منصور عبدالكافي عضو مجلس الشعب السابق في دورة تكميلية لعام 89 حتي 90 ثم كان عضواً للمجلس المحلي عن حي العجمي حتي الدورة الأخيرة بالإضافة إلي انضمامه لحزب "الوطن".. خلال عام الإخوان.. وينافسه ابن عمه عادل عبدالكافي وكيل مجلس محلي حي العجمي السابق .. هذا بالإضافة إلي منافسه مرزوق العوامي عضو المجلس المحلي للمحافظة في الدورة الأخيرة ويمثل عائلة "العوامي" وإسماعيل الحبوني عضو مجلس محلي حي. ومحمود الروبي كممثل للسلفين وسعد عبدالبرالذي انضم لحزب الغد بعد أن كان عضوا بالمؤتمر. وغيرهم ممن يظهرون علي الساحة بصورة مستمرة.. ولعل أطرف ما يميز دائرة الدخيلة هو ما يطلقه المرشحون علي أنفسهم في اللافتات الدعائية ما بين "مهندس" و"طيار" و"حكم دولي" و"خبير قضائي".. وتكون الحصيلة النهائية أن المرشح لا يحمل سوي الشهادة الابتدائية أو الاعدادية علي أقصي تقدير .. وبصورة عامة فإن حالة الصراع العائلي في الدخيلة والذي أدي إلي عملية مبكرة لتفتيت الأصوات تجابهة في نفس الوقت تكتل لجماعة الإخوان داخل الدائرة وأيضاً تكتل للأقباط بخلاف السلفيين بالطبع. ** ويبدو أن الصراع القبلي قد امتد أيضاً للعامرية ففي الوقت الذي تستعد فيه عائلة ضيف الله أحد أكبر العائلات بالمنطقة لطرح رزق ضيف الله كمرشح لها بدلاً من شقيقه عبدالمنعم راغب "عضو مجلس الشعب السابق" و"سعداوي" "عضو مجلس الشوري السابق" يخوض نجل عمهما "سعيد ضيف الله" الانتخابات أيضاً عن نفس الدائرة وهو ما يؤثر علي عدد الأصوات والحشد العائلي سواء كان التنفاس علي المقعد الفردي أو القائمة.. وذلك أمام منافسة كبيرة سلفية بخلاف العديد من المرشحين للأحزاب الأخري منهم سمير سيف وصلاح الهواري ومحمود المنجي وغيرهم. ** ولعل الأغرب هو ما يتردد بدائرة برج العرب المعروفة بأنها قسمين.. قسم "قَبلي" تقطنه العائلات القبلية وقسم آخر يمثل الحضر ما بين المنطقة الاستثمارية ومساكن المحافظة. وهو اعتزام رجل الأعمال شرين حسن عباس حلمي ترشيح نفسه عن مقعد الدائرة وهو صاحب أكبر مصانع للأدوية بالمنطقة معتمداً علي علاقته الطيبة بالسلفيين والإخوان في أعقاب قيام الثورة. وبذلك سينافس عضو مجلس الشعب السابق عن الحزب الوطني صقر عبدالمولي وهو يمثل أحد أكبر عائلات المنطقة بالإضافة إلي رمضان توفيق عضو مجلس الشعب السابق والذي تربطه صلة قرابة بعائلة ضيف الله وعرابي عوض. أمين دائرة برج العرب عن الحزب الوطني ومرشح الحركة الوطنية.. ومفتاح جبران عضو مجلس محلي المحافظة السابق وغيث عبدالحليم عضو المجلس المحلي للمحافظة السابق وغيرهم. وهي منافسة شرسة ما بين رأس المال والقبائل. ** أما دائرة "كرموز" وهي أيضاً تقع بغرب الاسكندرية فهي تشهد صراعا داميا مبكرا ما بين أعضاء الحزب الوطني السابق بعد أن بدأت التحالفات في التغيير في أعقاب الاعلان عن أن "كرموز" ما هي إلا مقعد واحد.. وكان المرشحين قد قام أغلبهم بالفعل بالاتفاق مع الآخرين لدعمه إلا أنه مع تغير الخريطة الانتخابية تغيرت الاتجاهات. خاصة ان "كرموز" تشهد تجمعات داخل منطقة واحدة فهي تضم قطاعا كبيرا من الأقباط بخلاف الصعايدة وتجار الأخشاب والسجاجيد وقطاع "البرلس والصيادين". إلا أن المنافسة أخذت أبعاد الهجوم والمنشورات في الآونة الأخيرة داخل الدائرة بالرغم من ان المعركة الانتخابية لم تبدأ. وعلي وجه التحديد بين مجدي عفيفي. أمين حزب الأحرار الدستوريين. وفواز شاهين عضو مجلس الشعب السابق عن الحزب الوطني ربما يكون فواز لا يري سوي عفيفي منافساً له.. في الوقت الذي تشهد فيه الدائرة تنافس كلا من سامي رمضان رئيس المجلس المحلي لغرب الاسكندرية السابق. وعبدالدايم عمار وأحمد شعبان عضو مجلس الشوري السابق عن حزب التجمع.. وجمال ماضي الذي خاض الانتخابات سابقا ولم يوفق. والمنافس الشرس حمادة منصور عضو مجلس الشعب السابق عن الدائرة كمستقل والذي تمكن من هزيمة شريف بقطر رجل الأعمال المعروف ومرشح الحزب الوطني في دورة "2010" والذي عاد للظهور بقوة بالدائرة معتمداً علي شعبيته وخدماته لأبناء دائرته بالإضافة إلي محمد البلشي عضو مجلس الشعب السابق عن الدائرة.. وبصورة عامة فإن المنافسة في كرموز أصبحت حديث المقاهي والتجمعات بصورة أشبه بالنميمة ولا علاقة لها بالعمل السياسي. ** أما الأطرف فهو ما يشهده حزب "الحركة الوطنية" من صراع نسائي داخل أروقة الحزب ليصبح ملحوظاً في الاحتفالية الأخيرة للمعاقين بقلعة قايتباي بعد أن أصبح الاهتمام بمرشحه الحزب عن المقعد الفردي "ملكة مسعود" ملحوظاً علي حساب باقي العناصر النسائية المرشحة علي قائمة الحزب ربما لكونها الأكثر قدرة علي الإنفاق وهو ما جعل جولاتها الانتخابية مصحوبة بأعضاء هيئة مكتب الحزب وأمين تنظيمه. خاصة انها تقوم بإقامة الليالي المحمدية وتوزيع السلع الغذائية والبطاطين علي أبناء دائرتها لكونها وجه غير معروف علي الساحة النسائية أو السياسية بالعطارين في ظل عدم وجود أي دعم يذكر لباقي نساء الحزب من المرشحات لا علي المستوي المالي أو التنظيمي. ** علي الجانب الآخر لا تزال الأحزاب السياسية بالإسكندرية تعاني من حالة "هزال" بلا أي تحرك يذكر علي الساحة. وهو ما استغله "حزب النور السلفي" ليقوم بتوزيع 6 آلاف بطانية بغرب الإسكندرية وإقامة معارض للسلع الغذائية المخفضة وقوافل طبية ومعارض مدرسية بخلاف ندواته التثقيفية.. أما باقي الأحزاب فما زال بعضها يبحث عن مرشحين حتي الآن. علي رأسهم حزب "المصريين الأحرار" الذي لم يعترف حتي الآن بالتحركات الفردية لإيهاب زكريا عضو الهيئة العليا بالحزب. والذي يقوم بجولات دعائية لنفسه ما بين غرب الاسكندرية وشرقها مع توزيع السلع الغذائية مستقلاً كونه يملك قوة رأس المال دون تواجد سياسي معروف علي الساحة بالإسكندرية.