رغم أن الساحة السياسية بالإسكندرية ستشهد تغييرا جذريا في مشهدها السياسي خلال الانتخابات البرلمانية خاصة بعد غياب الحزب الوطني المنحل الذي احتكر الساحة سنوات طويلة. واستطاع برجال أعماله وقياداته الاستحواز علي مقاعد البرلمان فإن الأمر يختلف حاليا بدخول الإخوان والسلفيين الساحة السياسية خاصة بالدوائر التي يري الإخوان أنهم هم أصحابها الحقيقيون وسبق لهم تمثيل قاعدتها بالبرلمان مثل دائرة الرمل التي كان يمثلها القيادي الإخواني والفقيه الدستوري صبحي صالح لدورتين متتاليتين بداية من عام2000 وتم إقصاؤه منها بخوض اللواء عبد السلام المحجوب الانتخابات الماضية, وأيضا دائرة سيدي جابر التي استحوذت عليها عائلة طلعت مصطفي والمقربون لهم من الحزب المنحل سواء بالشعب أو الشوري وهشام وطارق طلعت مصطفي, وفي دائرة محرم بك كانت اليد العليا للدكتور مفيد شهاب بعد إزاحة ممدوح حسني وترشيحه بدائرة غربال, وفي دائرة باب شرقي كان النائب محمد مصيلحي يفوز بها باكتساح نظرا لشعبيته ورئاسته نادي الاتحاد السكندري الذي يقع بالدائرة, ومن المؤكد غيابه هذه الدورة وبذلك تصبح المنافسة شديدة بين الإخوان والسلفيين وفلول الحزب الوطني المنحل خاصة علي مقعد العمال, كذلك دائرة العطارين واللبان التي حافظ عليها خالد خيري بعذ سقوط أبيه أمين عام الحزب الوطني بالإسكندرية لفترات طويلة أمام العضو المستقل علي فرج في دورة2000 والذي انضم للوطني بعد فوزه للقضاء علي أحمد خيري, ولكن الشبل خالد خيري في دورة2005 أعاد المقعد بكل قوة للعائلة واحتفظ به أيضا في2010 والدائرة تشهد حاليا معالم غير واضحة في ظل الأسلوب الجديد للانتخابات وظهور قوي متعددة علي الساحة بعد ثورة25 يناير. وفي دائرة الدخيلة التي تضم مناطق العامرية والهانوفيل والبيطاش والدخيلة والمكس معقل القبائل العربية, التي احتكرها شعبا وشوري عائلات ضيف الله واتباعهم راغب وسعداوي ضيف الله, منذ عام2000 فأصبحت خالية للإخوان والسلفيين الذين يعتبرونها دائرتهم رغم الأعداد الكبيرة للقبائل العربية التي تقطن المنطقة, وفي دائرة مينا البصل التي كان يمثلها دائما أبناء الصعيد واقتنصها الإخوان منهم بداية من عام2000 ممثلين في الدكتور حمدي حسن نائب رئيس حزب العدالة حاليا وحسين إبراهيم أمين الحزب بالإسكندرية, ثم جاءت انتخابات2010 لتعود مرة أخري لأبناء الصعيد عن طريق عبد الحليم علام المحامي المعروف ومحمد رشاد عثمان, ولكن في هذه الانتخابات استعد الإخوان بقوة لاستعادتها مرة أخري من الصعايدة الذين يعتبرون أن هذه المعركة بمثابة ثأر من الإخوان ولابد من الفوز بها بكل الطرق. أما دائرة المنتزه فهي أحد معاقل الحزب الوطني منذ زمن بعيد بوجود الدكتور محمد عبد اللاه منذ عام76 وحتي2000 بعد سقوطه أمام الإخوان ثم جاء رجل الأعمال علي سيف ليقتنص المقعد مرة أخري عام2005 والدورة الماضية, كل ذلك كان مشهدا سياسيا معروفا لدي الشارع السكندري الذي سيتغير جذريا خلال الانتخابات المقبلة خاصة أنه لم تعد هناك أسماء مطروحة إلا من الإخوان والسلفيين. ففي النظام الانتخابي الجديد والغريب عن مواطني الثغر وبنفس الآداء السابق يتقدم الصفوف في دائرتي الرمل وسيدي جابر القيادي الإخواني صبحي صالح الذي يحظي بشعبية هناك رغم أن دائرة الرمل معقل السلفيين والتي شهدت حادث مقتل سيد بلال علي أيادي ضباط أمن الدولة لاتهامه في تفجير كنيسة القديسين ورغم ذلك فإن الدائرة ستشهد منافسة شرسة غير واضحة المعالم إذا أقدم طارق طلعت مصطفي أو أتباعه علي الترشيح في مغامرة غير محسوبة كما يقول صبحي صالح, ستكون الفرصة سانحة للإخوان لشن حرب شعواء علي سياسات الحزب المنحل وعلي آل طلعت مصطفي لذلك فإن هذه الدائرة تحظي باهتمام الجميع انتظارا للخطوة التي سيقدم عليها آل طلعت ولغة التحدي التي يعلنها صبحي صالح. نفس الأمر بدوائر غرب الإسكندرية خاصة مينا البصل التي تشتد فيها المعركة التي بدأت طبولها تدق حاليا بين أبناء الصعيد الأكثر عددا ونفوذا علي الإخوان الأكثر تنظيما وتكاتفا ولكن يبدو أن التصويت ببطاقة الرقم القومي سيكون مفاجأة للجميع في نتائج الانتخابات, ويحاول فلول الحزب الوطني في دائرة محرم بك وغربال اقتناص مقاعد البرلمان نظرا لأن الدائرة بها العديد من القري الزراعية وأنصار الوطني المنحل خاصة بعد فوز الدكتور مفيد شهاب الدورة الماضية والتي تعتبر محرم بك مسقط رأسه, والجديد الذي ستشهده الانتخابات المقبلة صراعات حامية بين الإخوان والسلفيين الذين يخوضون التجربة لأول مرة حيث انتهوا من إعداد قوائم من الآن للمنافسة بجميع الدوائر رغم خبرتهم الضعيفة في الانتخابات رغم شعبيتهم الكبيرة التي تطغي علي الإخوان خاصة بالمناطق الشعبية والنائية, ودخل المجلس الوطني الذي يرأسه الدكتور ممدوح حمزة لعبة الانتخابات معتمدا علي شباب الثورة الذي يلتف حول أمين المجلس بالإسكندرية المهندس عصام عبد المنعم عويس والذي قام بدوره بالتنسيق مع المكتب التنفيذي بالقاهرة بإعداد قائمتين واحدة تضم الشباب تحت سنة العشرين والأخري فوق سن الأربعين لخوض الانتخابات بجميع دوائر الإسكندرية, في حين تقف الأحزاب الوليدة تائهة خاصة بعد تخلي الإخوان عن التحالف وإصرار حزب الوفد علي دخول المعركة بقائمة منفردة.