قضية العدد.. من الجرائم المثيرة التي يكتنف الغموض كافة جوانبها.. "المجني عليها" في هذه الجريمة فتاة في العقد الثاني من العمر عثر عليها مقتولة خنقاً بمزرعة خاصة بإحدي قري مركز فاقوس بالشرقية ولم يتعرف عليها أحد من أهالي القرية. ما دامت شخصية "المجني عليها" مجهولة الهوية فإن دوافع ارتكاب الجريمة ستظل مجهوله لحين التعرف علي الجثة.. وبالتالي سيبقي "الجاني" أيضاً غير معروف ليستمر الغموض محيطاً بالجريمة حتي الكشف عن هوية "المجني عليها". بدأت فصول الكشف عن فصول الجريمة ببلاغ من صاحب مزرعة خاصة بإحدي عزب قرية أكياد التابعة لمركز فاقوس بالشرقية إلي مأمور مركز الشرطة بعثوره علي جثة لفتاة داخل مزرعته. انتقل رئيس مباحث المركز إلي مكان البلاغ حيث عثر علي الجثة ملقاة بأرضيه المزرعة مرتدية كامل ملابسها وليس بها إصابات ظاهرة وليس معها ما يدل علي شخصيتها أو يشير إلي مكان سكنها أو أهليتها.. وأثناء الفحص عثر علي إيشارب حريمي ملفوف حول رقبة "المجني عليها" مما يشير إلي قتلها خنقاً. لم يتعرف صاحب المزرعة علي شخصية القتيلة كما لم يتعرف أحد من أهالي القرية عليها وكذلك العاملون بالمزرعة.. ولم يشر أي متهم إلي أي مشاهدات تشير إلي ملابسات الحادث أو تساعد علي كشف غموضها. تحرر محضر بالواقعة.. وتم إخطار النيابة التي أسرعت إلي مكان العثور علي الجثة وقامت بمعاينة المكان ومناظرة الجثة.. وأمرت بنقلها إلي مشرحة النيابة لتوقيع الكشف الطبي لمعرفة أسباب الوفاة وساعة حدوثها.. والاداة المستخدمة في الحادث.. وبيان أن كانت بها إصابات غير ظاهرة من عدمه.. وكيفيه حدوثها والاداة المستخدة في إحداثها. كما طلبت سماع أقوال المبلغ والعاملين بالمزرعة عن الحادث وعن أي مشاهدات حول الواقعة.. وطلبت النشر عن الجثة في محاولة للتعرف علي شخصيتها.. وانتدبت خبراء المعمل الجنائي لفحص مكان العثور علي الجثة وتصويرها كما كلفت المباحث بسرعة التحري عن الواقعة وملابساتها وسرعة التعرف علي هوية "القتيلة" وكشف غموض الجريمة وضبط "الجاني" وضبطه وإحضاره أمام النيابة للتحقيق. أعد مدير المباحث الجنائية بالشرقية فريق عمل بقيادة رئيس مباحث المديرية لجمع التحريات لكشف ملابسات الجريمة.. والتي رجحت ان الجريمة وقعت في مكان آخر غير مكان العثور علي الجثة.. وأن "الجاني" ارتكب جريمته في مسرح جريمته ثم ألقي الجثة في "المزرعة" لتضليل رجال المباحث واخفاء معالم جريمته والهروب بفعلته.. ويؤكد ذلك عدم وجود ما يدل علي هوية القتيلة.. وأيضاً عدم تعرف أحد من أهالي القرية عليها. كما رجحت التحريات الأولية احتمال أن يكون الانتقام بدافع الشرف هو الدافع وراء الحادث بان تكون الفتاة ارتكبت جريمة مخلة بالشرف فخشيت أسرتها الفضحة والاساءة لسمعتها فتخلصت من العار بقتل الضحية والتخلص من جثتها. أيضاً لم يستبعد رجال البحث الجنائي الاحتمال الآخر بأن تكون الفتاة علي علاقة بشخص وحملت منه سفاحاً وعندما طالبته بالزواج رفض وتخلص منها خوفاً من فضح أمره أو تهديدها له بالابلاغ عن فعلته أو إخبار أسرته لاجباره علي الزواج منها. علي مدي أيام وليال طويلة من البحث والتحري بذل فيها رجال المباحث كافة الاحتمالات.. ودرسوا جميع التحريات والمعلومات التي توافرت بين ايديهم.. إلا أن أي منها لم يقودهم إلي خيط يوصلهم كشف غموض الجريمة خاصة أن القتيلة مازالت مجهولة الشخصية رغم النشر عنها وفحص بلاغات الغياب بالمركز والمحافظة التي تطابق أوصافها مع أي من هذه البلاغات. رغم مرور فترة علي اكتشاف الجريمة إلا أن جهود رجال المباحث لم تتمكن من كشف الغموض الذي يسيطر علي جوانب الحادثه المثيرة.. ليستمر "الجاني" مجهولاً.. حتي الآن!!!