في كل مرة ازور فيها بلداً جديدة عربية كانت او اجنبية .. اكتشف كما من الجرائم ارتكبت في حق شعبنا في مصر وكم من الحقوق البسيطة في الحياة تم حرماننا منها فقط لاننا وقعنا في يد حفنه من اصحاب المصالح من بداية الثمانينات وحتي قيام ثورة 2011.. حفنة كان كل همها في الحياه جمع الاموال بقدر مايستطيعون .. نشروا الواسطة والمحسوبيات وتعمدوا عدم تطبيق القوانين وتعطيلها لتحقيق اطماعهم الشخصية .. فانتشرت الفوضي وضاع البحث عن الكفاءة والعلم والعمل .. مسئولون خططوا فقط لانفسهم فوصلنا لما نحن فيه اليوم . سمحوا بالعشوائيات واغمضوا أعينهم عن الرشاوي فزادت واستشرت وتفحل المرتشون .. غاب الضمير وتناولنا سموما وطعاما فاسدا وشربنا ماء ملوثا فانتشرت الامراض .. مسئولون نصبوا ابناءهم واقاربهم في اعلي المناصب دون اي كفاءة فضاعت قيمة العلم واهملت المدارس وتخلخلت المناهج من كل ماهو مفيد يعلي القيم والمباديء.. تعمدوا اهمال وتجنيب الدين فجعلوه مادة هامشية في المدارس فضاعت الاخلاق والقيم والاصول ولم تغرس في قلوب وعقول الابناء فخرج جيل وراء الاخر يورث بعضه كل هذه الخصال المشينة . ففي الاسبوع الماضي توجهت الي انجلترا في زيارة خاطفة 4 ايام ولاول مرة زرت لندن واستمتعت بالنظام والنظافة والرقي والعلم الذي عليه هذا الشعب والاحترام الذي يكنه الجميع للجميع من اول الملكة جدة الاجداد اليزابيث الي اصغر مولود فيها . شوارع نظيفة وكاميرات تغطي كل شبر فيها لتلبي اكثر من خدمة وتوفر عمالة .. ترصد الصغيرة قبل الكبيرة من مخالفة المرور لمخالفة القاء ورقة او بصق علي الارض الي ارتكاب الجريمة بمختلف انواعها .. بلاد القانون فيها هو الحكم يطبق ويحترم دون اي تجاوز سواء من الفاعل او من منفذ القانون - اشارات مرور تعمل بكفاءة وتحترم دون تدخل بشر -الكل يتبعها الصغير والكبير دون استثناء - اما في الفنادق فكل شيء محسوب لايستغرق اي وقت كل فرد يعرف ما عليه ويؤديه والكل يحترم الاخر ويقدر عمله من الشيال الي مدير الفندق .. بالتالي لا مكان للخطا او الانتظار .. بل دقة وتنفيذ وانجاز سريع باستخدام كافة وسائل العصر انترنت تليفونات الخ .. اما علي صعيد العمل فقد زرت مجموعة مباني لفودافون العالمية كل واحد فيها يعرف ما عليه من واجب ولامجال للتراخي او الاهمال او التزويغ او العمالة الزائدة ..مناخ عمل لن تكون نتائجه سوي النجاح . صاحبنا في الرحلة فريق عمل مصري لا يختلف عما شاهدناه بلندن هو جزء من كل بداية ..بداية من المهندس احمد عصام الرئيس التنفيذي للشركة بمصر والذي حرص علي اللقاء معنا وتاجيل عودته للقاهرة ليكشف لنا عما يحمله العام الجديد من خدمات للمستخدم المصري - للمهندس خالد حجازي رئيس العلاقات الحكومية - ليكشف لنا كل ما لانعلمه عن عالم المحمول وهو من الاشخاص الذين يتميزون بالوعي التام باهمية دور الصحافة المتخصصة وحقها في الوصول للمعلومة الصحيحة كي تؤدي دورها الحقيقي بالمجتمع - لنصل الي فريق عمل العلاقات المتميز الذي لم يضع مجالاً للخطا او السهو لاتمام مهمتنا والاعداد للقاءاتنا الصحفية والزيارات المختلفة نهي سعد ولمياء عاطف تحية لهم جميعا . وفي النهاية اتمني ان الحسرة التي اشعر بها عقب كل زيارة للخارج علي بلدي والشفقة علي اهلها والحياة الصعبة التي يعيشونها ..تنتهي وتبدا بداية تصحيح الاوضاع بداية من التعليم من اول مراحله الي خلق بيئة عمل صالحة في مرافقنا كلها بعيدا عن الرشاوي وغياب تطبيق القوانين .وكما كان لنا ثورة علي راس النظام يكون لنا ثورة مماثلة نشارك فيها جميعا علي كل وضع خاطيء ورثه لنا القائمون علي هذا النظام .