فيروس "انفلونزا الطيور" .. يتوحش في طريقه للخروج من تحت السيطرة مسببا لحالات وفيات واصابات كثيرة وأصبح يشكل هاجسا لدي الملايين في موسم الشتاء الحالي وحسب الاحصائيات الاخيرة هناك 9 اشخاص لقوا حتفهم فيما سجل ملف المصابين المئات ومن بينهم حالات حرجة حتي كتابة هذا التحقيق. تفشي هذا المرض بصورة غير مسبوقة ينذر بالتصعيد اذ لم يتم مواجهة هذا الفيروس القاتل بكل حسم وقوة من قبل الجهات المعنية والا سوف يكون هناك ضحايا جدد قريبا. يقول الدكتور محمد عوض تاج الدين وزير الصحة الاسبق ورئيس الجمعية المصرية لامراض الصدر والدرن أن عودة الفيروس في موسم الشتاء مخلفا حالات وفاة متعددة مما أصاب الكثيرين بالقلق والخوف من تصاعد أزمة انفلونزا الطيور منوها الي أن وراء تفشيها طريقة تربية الطيور الخاطئة وتداولها وذبحها. اضاف ان القضاء علي هذا المرض الخطير يحتاج لحملات توعية وتعاون من المؤسسة الصحية البيطرية والعلاجية والزام المسئولين بالمزارع بالتحصين واتباع التعليمات الطبية لعدم انتشار الفيروس طريقة التعامل مع الطيور وارتداء قفاز "جوانتي" والابتعاد عن الطيور النافقة أو المريضة حتي لا تزيد فرص الاصابة بالمرض. وشدد د. تاج الدين علي ضرورة تكثيف الحملات الوقائية والتعريفية بالمرض اللعين محذرا من خطورة ترك المواطنين دون توعية أو وقاية مؤكدا علي موسم الشتاء الذي يمثل جوا مناسبا لانتشار وتشعب المرض وهو ما يمثل خطورة حقيقية علي حياة المواطنين. د. توفيق شلبي رئيس قطاع تنمية الثروة الحيوانية والداجنة الأسبق يقول ان ارتفاع معدلات الاصابة بالفيروس تسبب في حالات وفاة واصابة المئات حسب الاحصائيات الاخيرة مشيرا الي وجود أزمة في التعامل مع المرض مشددا علي ضرورة تحصين الدواجن بصورة بيطرية سلمية حتي لاينعش المرض اكثر من معدلاته الحالية. اضاف ان الخطر يتصاعد بعد وصول حالات الوفاة الي 9 حالات وفاة بسبب اصابتهم بالفيروس مطالبا الدولة بالقيام باجراءات احترازية لمنع ظهور المرض في المزارع وأماكن تربية الطيور. طالب د. شلبي بكشف دوري علي جميع الطيور وتفعيل دور هيئة الطب البيطري والادارة المركزية للطب الوقائي اللذين يجب ان يعملا بصورة اكثر تفاعلية مع المواطنين لتجنب عدم الانتشار لهذا الفيروس القاتل. د. محمد حسام الرفاعي استاذ الفيروسات والمناعة بكلية الطب البيطري بجامعة القاهرة أكد انه تم وضع خطة عاجلة لمواجهة المرض بعد ظهور حالات وفاة واصابة بالفيروس بأسيوط وعدة محافظات بالوجه القبلي تحديدا. اضاف انه تم إعداد معامل مركزية لاستقبال العينات وفحصها للكشف عن المرض وتأكد خلوها من الفيروس في حالة اكتشاف انها ايجابية والتعامل السريع مع السلبية.. منوها الي ان مديريات الصم تقوم بتوفير كميات كبيرة من الامصال المضادة للفيروس "التامفلو" تحسبا لاي حالات اصابة.. مطالبا بوجود تنسيق مع مديريات التعليم والجامعات لوجود غرف متابعة لرصد الحالات المشتبه بها وسرعة اتخاذ اجراء فحص وعلاج لها. تقول د. ناهد غنيم استاذ بكلية الطب البيطري بجامعة القاهرة ان عدم التزام المواطن بقواعد واصول تربية الطيور بالمزارع عن طريق استخدام المطهرات والكمامات والقفازات الواقية عند التعامل المباشر أو غير المباشر مع الطيور مطالبا بتشديد اجراءات الحكومة بعد تفشي المرض وعدم تربية الطيور بمختلف أنواعها بالمنازل لانها اصبحت تحمل الموت في طياتها ببقائها في البيوت والتعامل المباشر معها دون أية احتياطات طبية مما يمثل بوابة سريعة للاصابة بالمرض وربما الوفاة. اضافت ان الوقاية خير من العلاج مقولة قديمة تثبت دوما صحتها ففي الريف او الحضر يجب وجود ارشادات وتوعية تصل لكل مواطن يتعامل مع الطيور ويجب غسل اليدين بالمطهرات والتعقيم قبل وبعد التعامل مع الدواجن وغيرها الي جانب توعية المرابية بخطورة الاستخدام الخاطئ لاطعمة الطيور وعدم الاقتراب منهم والتعامل المباشر وذلك من خلال ارشادات ونشرات توعية مستمرة سواء تليفزيونية أو منشورة بالصحف وغيرها. د. عبدالعزيز السيد رئيس الشعبة العامة للثروة الداجنة بالغرفة التجارية يقول منذ ان بدأت مؤشرات تفشي الفيروس ونحن في حالة طوارئ كشعبة معنية بمواجهة هذه المخاطر وبالفعل بدأنا في مطالبة اصحاب المزارع بضرورة التحصين للدواجن واتخاذ كافة الاجراءات الوقائية والاحترازية لوقف نشاط المرض الفتاك الي جانب توعية المواطنين لتحقيق الحماية وذلك بالزام الهيئات الطبية البيطرية بعمل كشف دوري علي جميع المزارع ومحلات الدواجن مع وجود التعقيم الجيد واستخدام المطهرات الوقائية بالمزارع خاصة بالقري والنجوع التي يكثر بها معدلات الاصابة. اضاف انه لابد من الحصول علي عينات دورية لتحليلها بالمعامل المركزية علي ان تقوم وزارة الصحة بزيادة عقار "التامفلو" المعالج للفيروس بكل مديريات الصحة وخاصة بالمناطق الريفية والوجه القبلي تحديدا. يقول د. محمد عبدالعزيز استشاري امراض الحميات بمستشفي حميات امبابة ان المرض يصيب اغلب الطيور الداجنة المائية والبرية مؤكدا ان انفلونزا الطيور مرض معد بنسبة كبيرة واي شخص يقترب من مريض يحمل الفيروس.. مرجحا انتشاره بسبب عدم ثقافة المواطنين مطالبا بالابتعاد عن مريض فيروس "انفلونزا الطيور". اضاف ان اشد أنواع الفيروس ضراوة وشراسة وهما نوعان h7 وh5 اللذان يصيبان غالبا الدجاج والبط والديوك الرومي وبعض انواع القوارض وهي تتسبب في وفاة مئات الاشخاص حول العالم مطالبا مديريات الطب البيطري مواجهة المرض والتوعية والوقاية منه. اشار د. عبدالعزيز الي ان اسباب انتشار المرض ترجع لثلاثة أشياء أهمها تلوث الاعلاف ومياه الشرب بإفرازات الانف وبراز الطيور المصابة مما يجعل اعراض المرض ظهر بين الطيور ابرزها نقص في استهلاك العلف وفقدان في الشهية والكحة وسرعة التنفس والاسهال وتنتقل العدوي الي الانسان عن طريق الطيور المصابة بطريقة مباشرة أو غير مباشرة وتكون الاطفال من عمر 5 الي 14 سنة وكبار السن اكثر عرضة للمرض. يضيف عبدالعزيز ان الوقاية من الفيروس تتطلب استخدام عقاقير الانفلونزا الموسمية وسرعة التوجه للطبيب خلال 48 ساعة من ظهور المرض وتجنب الاماكن المزدحمة وزيادة تهوية أماكن التجمعات مثل الفصول الدراسية وتجنب الانتقال من الاماكن الدافئة الي الباردة الي جانب تناول مضادات الفيروس "التامفلو" و"انتوفلو" وغيرها من الادوية المضادة للفيروس.