مازال مسلسل إهانة الرموز السياسية والثقافية مستمراً في الاسكندرية فبعد هدم منزل "سيد درويش" بمنطقة كوم الدكة لحقه منزل الزعيم الراحل جمال عبدالناصر بمنطقة باكوس بعدما تحول لوكر للحشرات والفئران التي يزعج انتشارها سكان الشارع. وفي الوقت نفسه نجد الجالية اليونانية بالاسكندرية وقد حرصت علي الرعاية والاهتمام بالتنسيق مع المحافظة ووزارة الثقافة علي تطوير شقة الشاعر اليوناني "قسطنطين كفافيس" الذي توفي عام 1933 وتم تحويل الشقة التي كان يسكنها بمنطقة محطة الرمل لمزار سياحي يستقبل الوفود السياحية من مختلف دول العالم. قامت "المساء" بزيارة منزل الزعيم عبدالناصر ورصدنا المفارقات العجيبة بينهما. في الرمل.. بمجرد وصولنا للشارع وجدنا لافتة بمدخل حيث يطلق عليه اسم "كفافيس" بالاضافة إلي لافتة قيمة بجوار مدخل العقار تشير إلي شقة كفافيس بالدور الثاني بالمنزل. يقول محمد السيد أمين متحف كفافيس إن الشقة التي تحولت لمتحف يضم مقتنيات الشاعر اليوناني هي الشقة التي كان يسكنها آخر 25 سنة من عمره بالعقار رقم 4 شارع ليبسيوس الذي تغير اسمه لشارع شرم الشيخ ثم أطلق عليه مؤخراً شارع كفافيس والشقة تبلغ مساحتها 250 متر تقريبا وتحتوي علي أهم مقتنيات الشاعر اليوناني الذي ألف ما يقرب من 154 قصيدة ترجمت بلغات مختلفة منها قصائد وصفت محافظة الاسكندرية وجمالها الساحر يقول انها ساهمت في شهرة المدينة علي مستوي العالم. ويضيف أمين المتحف أن الشقة تحولت إلي بنسيون منذ وفاة كفافيس عام 1933 حتي عام 1991 إلي أن جاء مويسكوف كمستشار ثقافي للقنصلية اليونانية فقام بدفع مبلغ من المال لاصحاب البنسيون لاسترداد الشقة مرة أخري وقام بنقل مقتنياته كفافيس من اليونان إلي الشقة وتم افتتاح المتحف بشقته عام .1992 كما استعرض محمد السيد بعض مقتنيات المتحف الذي يحتوي علي بعض تماثيل كفافيس والكتابات والمسودات الاولية لقصائد ومجموعة من الصور التي جمعته مع عائلته في مراحل سنية مختلفة بالاضافة إلي قناع الموت وهو قناع وضع علي وجه كفافيس عقب موته حتي نحت جميع تفاصيل الوجه. لافتا إلي أن المتحف يلقي العديد من الوفود الاجنبية من مختلف دول العالم منهم رؤساء دول وسفراء ووزراء وعلي رأسهم بالطبع الرئيس اليوناني. وفي منطقة باكوس بشارع القنواتي الذي يوجد به منزل الزعيم الراحل جمال عبدالناصر نجد الرصف بالشارع متهالكا إلي أن تصل إلي منزل عبدالناصر فتجد علامات الزمن ومرور السنوات تؤثر عليه وسورة الحديدي آيل للسقوط ومدعم بمجموعة من الاخشاب المنع سقوطه بالشارع علي المارة وعليه لافته مدون عليها مشروع مكتبة جمال عبدالناصر. وتقول الحاجة زينات الصاوي إحدي ورثة المنزل رقم 14 الذي كان يسكن به الزعيم جمال عبدالناصر إن الدولة قامت بشراء المنزل عام 1975 في عهد الرئيس السادات مقابل ثلاثة آلاف جنيه تمهيدا لاقامة متحف يجمع مقتنيات الزعيم الراحل وفتحه كمزار سياحي ومن وقتها إلي الآن لم يجد علي المنزل جديد مما أدي لتهالكه وانهيار أجزائه قطعة تلو الاخري كما تحولت حديقة المنزل التي كان بها الاشجار الفواكه إلي أرض مهملة يكثر بها الفئران والحشرات نتيجة لانعدام النظافة بها تقول أن المنزل تحول إلي وكر لتعاطي المخدرات والاعمال المنافية للآداب إلا اننا قمنا بعمل شكاوي عديدة وتم تعيين حراسة وغفر داخل المنزل. وأضافت زينات أن الرئيس جمال عبدالناصر قام بزيارة المنزل خلال توليه الحكم باسترجاع ذكرياته وانه امضي فيه نصف ساعة تقريبا ثم غادر الشارع مع الموكب المصاحب له لافتة إلي ان المنزل يتكون من أربعة حجرات وصالتين كبيرتين وبدروم أسفل المنزل بإجمالي المساحة وتحيطه حديقة كبيرة. وأضاف أحمد السيد عبدالعزيز "43 سنة" من مواليد شارع القنواتي من سكان العقار رقم 16 بأن المنزل تابع حاليا لوزارة الثقافة ولكنها لم تهتم به أو تحرص علي نظافته مما أصاب المنزل بالتهالك يذكر أنه خلال سنوات طفولته كان يستمتع بأشجار الفواكه التي كانت توجد بحديقة المنزل من الرمان واليوسفي والليمون ولكنها ربلت وماتت لعدم الاعتناء بها. مطالبا الدولة الاهتمام بمنزل الزعيم عبدالناصر. ويضيف محمد سعدي أحمد من سكان الشارع بأن المنزل كان معداً لانشاء مشروع مكتبة جمال عبدالناصر ونقل بعض مقتنياته للمنزل ولكن أهمل إلا أن أصبح متهالك ولا يتحمل إقامة أية مشروعات سياحية أو ثقافية إلا بعد صرف مبالغ كبيرة لترميم المنزل وإعادته لرونقة الاساسي.