يستحق النادي الأهلي أن يكون وعن جدارة تاجر السعادة للجماهير المصرية العريضة.. أن يكون "بابا نويل" مصر الذي يوزع هداياه علي محبيه قبل رأس السنة.. وهاهو نادي القرن يأتي بأول بطولة كونفيدرالية لمصر ليرفع رصيده من البطولات القارية إلي 20 بطولة يتربع بها علي عرش أندية العالم منفرداً. مباراة الأهلي وسيوي سبورت الإيفواري في نهائي الكونفيدرالية لم تكن نزهة.. فالفريق الضيف قوي ومتجانس وأعمار لاعبيه صغيرة ولياقتهم مرتفعة جداً ومهاراتهم عالية وكان الأكثر تهديداً لمرمي بطل مصر.. ولذا.. وجدناه يقدم صورة رائعة للكرة الافريقية ويخسر بشرف. أما الأهلي.. فقد بدا مفككاً معظم أوقات المباراة فيما عدا الدقائق العشر الأخيرة.. ولياقة لاعبيه في الحضيض وأجسامهم ضعيفة إضافة إلي النقص العددي في اللاعبين الأساسيين إما للإصابة أو الإيقاف. انتهت المباراة علي خير واقتنص الأهلي الكأس في آخر دقيقة من الوقت بدل الضائع برأس عماد متعب هدية من رب العباد للجماهير التي احتشدت في المدرجات وما كان لها أن تتحسر.. كفي حسرتنا علي المنتخب. لكن.. لابد أن تتوقف إدارة الأهلي والجهاز الفني كثيراً أمام الحالة المتردية للفريق.. وأن يعيد جاريدو المدير الفني قراءة ودراسة أوراقه ألف مرة إذا أراد أن يستمر للوصول إلي فريق متجانس يقدم كرة الأهلي الجميلة.. وأن توفر له الإدارة لاعباً علي مستوي عال في كل خط خاصة الدفاع الذي بدأ مهلهلاً ومخترقاً وعبارة عن شوارع وميادين.. ولولا ستر ربنا لتحول الفرح إلي فضيحة. ولابد أن يتوقف الاتحاد الافريقي لكرة القدم "الكاف" كثيراً أمام المستوي الضعيف للحكام ومحاسبتهم علي اخطائهم الصارخة. في مباراة الذهاب احتفظ تريزيجيه بالكرة 3 ثوان لاغير قبل لعب رمية التماس فأخذ إنذاراً بحجة إضاعة الوقت حرم فريقه من جهوده. وفي مباراة الإياب علي ستاد القاهرة حدث ولا حرج عن أخطاء الحكم.. لم يحتسب ضربتي جزاء واضحتين للأهلي ورغم أن الفريق الإيفواري تفنن في إضاعة الوقت بشكل بلدي وفي اللعب العنيف فإنه لم يحصل لاعب منهم علي إنذار سوي حارس المرمي وفي آخر دقيقة من الوقت الأصلي.. ومع ذلك لم يحتسب إلا 6 دقائق فقط وقتاً بديلاً..!! يا راجل حرام عليك.. كان المفروض أن تحتسب نصف ساعة وتنذر نصف الفريق..!! عموماً.. مبروك للأهلي "بابا نويل مصر".. مبروك لجماهيره العريضة الملتزمة جداً فيما عدا واقعة الاقتحام قبل المباراة.. مبروك للشعب المصري العظيم.. مبروك للداخلية التي أمنت هذا الفرح بمنتهي الحرفية واليقظة والجدية. هنيئاً لمصر بالأهلي.. وتحيا مصر.